صحيفة: تفاهمات لمنح الانتقالي دورا ثابتا في الترتيبات المستقبلية باليمن

> «الأيام» غرفة الأخبار

>
 ذكرت صحيفة العرب اللندنية في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة أن «قادة المجلس الانتقالي المطالبون باستعادة دولة جنوب اليمن المستقلة، جنحوا إلى التهدئة بشكل واضح، بعد أن كانوا قد أعلوا السقف مؤخرا حد التلويح بما يشبه التمرد الشعبي للسيطرة على المحافظات الجنوبية الواقعة ضمن سلطة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، والتي يتهمها المجلس بالفشل في إدارة شؤون تلك المحافظات وجر سكانها إلى أزمات معيشية خانقة».

وقالت الصحيفة، في تقرير تنشره اليوم السبت في عددها الورقي، إن «هيئة رئاسة المجلس أعلنت عن إلغاء الفعالية الشعبية الكبيرة التي كان من المقرر تنظيمها الأحد (غدا) في عدن إحياء للذكرى الـ55 لثورة الجنوب ضد الوجود البريطاني، وكان يُنتظر أن تبلغ الفعالية مدى غير مسبوق وأن تعبر عن رغبة شعبية نهائية في الانفصال، وفق تعليق أحد الإعلاميين المحليين».

وأضافت «بعد البيان الناري الذي كان أصدره المجلس الانتقالي في الثالث من أكتوبر الجاري، ودعا فيه إلى انتفاضة سلمية ضد الحكومة اليمنية، والسيطرة على المؤسسات الإيرادية وطرد مسؤوليها، لم يلحظ المراقبون أي تحرك جدي صوب تنفيذ ما دعا إليه».

وكشفت الصحيفة عن مصادر يمنية مطلعة إنها أكدت «أن جنوح المجلس إلى التهدئة جاء بناء على تفاهمات سياسية مع عدد من الأطراف المعنية بالشأن اليمني، على رأسها الأمم المتحدة ممثلة بمبعوثها الخاص مارتن جريفيثس».

وتابعت «تقوم التفاهمات، بحسب ذات المصادر، على منح المجلس دورا ثابتا في الترتيبات المستقبلية الجاري إعدادها لليمن بدءا من مشاركته كطرف رئيسي في محادثات السلام التي يعمل مارتن جريفيثس على عقدها في لندن بعد فشله في عقد جولة بجنيف مطلع سبتمبر الماضي بعد أن تغيب الحوثيون عن حضور المحادثات».

وأشارت إلى أن «تهدئة الانتقالي ليست نهائية ولا تعني تسليمه بسلطة حكومة هادي على محافظات الجنوب، بقدر ما تعني مهادنتها، على أساس أن تكون مناقشة استعادة الدولة الجنوبية، ضمن ترتيبات مستقبل اليمن، وأن حدود الهدنة هي التقدم في عملية تحرير باقي المناطق اليمنية التي تشارك فيها قوات جنوبية، وعدم إرباك العملية خصوصا في مرحلتها الحساسة، مرحلة استعادة محافظة الحديدة الاستراتيجية».

وقالت الصحيفة إن «خلال جولته الأخيرة في المنطقة بهدف التحضير لجولة محادثات جديدة، التقى المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيثس، الخميس الماضي في العاصمة الإماراتية أبوظبي، برئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، حيث رأت مصادر يمنية في اللقاء ملامح توجه لدى جريفيثس لترسيم دور للمجلس المذكور في أي محادثات جديدة للسلام يتم خلالها وضع ترتيبات لمستقبل اليمن في مرحلة ما بعد الحرب».

وأضافت: «إن المجلس بات يفاوض على دور له، يكون معززا بورقة قوة كبيرة تتمثل في الغضب الشعبي من حكومة منصور هادي، والذي تجلى في المظاهرات العارمة احتجاجا على الأوضاع الاجتماعية بالغة السوء التي بلغتها المناطق التي تديرها حكومة هادي رغم ما تتلقاه من مساعدات من الدولتين الرئيسيتين في التحالف العربي، السعودية والإمارات».

وكشفت، عن مصادر سياسية مطلعة، عن فحوى اللقاء الذي جمع جريفيثس بعيدروس الزبيدي، بأنه تمحور حول الوضع الاقتصادي والمعيشي المتدهور في اليمن ومحاولة المبعوث إقناع قيادات المجلس الانتقالي بعدم التصعيد خلال المرحلة المقبلة، حد قولها.

واستطردت: «لا يكفي جنوح المجلس الانتقالي للتهدئة التي يتوقع أن تكون ظرفية، لطمأنة الحكومة اليمنية التي تظل في تناقض مع توجهات المجلس، إذ أنّ شرعيتها قائمة على اعتبارها «حكومة اتحادية» تشمل سلطاتها مختلف مناطق البلاد، بينما الفكرة الأساسية للمجلس تظل قائمة على استعادة دولة الجنوب، التي لا يتردد البعض في القول إنها قادمة لا محالة لاستحالة عودة اليمن إلى شكله القديم بعدما جرى فيه من أحداث عاصفة أضعفت روابطه الداخلية إلى حد بعيد».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى