في باريس.. لا شيء يصلح أن يكون باريسيًا!

> محمد حسني عليوة

> هل ترين شيئًا؟
ولم تبقَ غير أغنيتي
تطنّ في ضجيج الشانزليزيه..!
الأزقةُ فاتتها الريح
فانبطحتْ تعوي
نباحَ الصمتِ في الأروقة.
هل تفهمين شيئًا؟
لحمي.. عظامي
ملحمةَ شراييني الممزقة
متاهةَ أحلامي
قوافي الشعر في دواويني
المعتقة.
-لا!
فهلّا تركتِ
ما بوسعي
يأكلني..
دونَ زمنٍ،
في المحرقة؟
باريس،
الأفعى الدافقة السّم
تلدغ ليلَ السهارى
المعتق بالرغبةِ في الفناء
بعطرٍ يبلله الندى،
ويجعل من نهديه خشبةَ مسرحٍ عتيق.
كل مساءٍ يبيع رجالكِ أرواحَهم
للنبيذِ بلا مقابل!
الموتُ مذاقُ قُبلتك الأولى
والثانية والمالانهاية
فاسقني حتى يضيعُ من قدمي الطريق.
سنواتُ عمري معطلةٌ
أبيعُ جرائدَ الحسرةِ العربية
تأكلُ الطيرُ من ذاكرتي العفنة
ويهتك شرطي المدينة
ثوبي الصفيق.
حذائي،
يفرد الشتات في الطرقات
أباريق لذاتي منقوصة بالنفي
والفراغ،
والكآبة،
والحزن
وباريسُ/ باريسُ تحيا ماجنة!
فلا تصرخي كالسحابة اللدنة
وأحزاني تقصّ من شرائطك
عناقيدَ أطفالٍ صغار
افتقدَ الموتُ في أعينهم
جنونَ الحياةِ الساكنة!
كل نقطة عري في مدنك
تفتح وابلاً من تيه المنافي
ورُغمًا،
أتْبعكِ، عبر تيار “باتيست*”
والسحب الفضفاضة،
يصحبها الزهو
وهي تغدو كراقصةٍ رشيقة،
وتروح على مسرحِ الأفقِ البديع
كقاتلةٍ
ماكنةْ!
بعدها،
نسيتُ ذاكرتي كمعطفٍ رثّ
في إحدى حاويات القمامة
على إيقاع صدري الرتيب
ينوح الطير،
وتضيع رؤياي
في غمامة
داكنة.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى