> تقرير وتصوير/ نجيب المحبوبي
بنية تحتية مدمرة وقرى مازال الفيضان يحاصرها من جميع الاتجاهات
أصبحت محافظة المهرة، ثاني أكبر المحافظات اليمنية، منكوبة نتيجة تعرضها لإعصار «لوبان» الذي ضربها منتصف الأسبوع الماضي، وأدى إلى مصرع ثلاثة، وتشريد آلاف السكان، وتدمير قطاع كبير للبنية التحتية.

انتشال جثث ومصابين
وفي الصباح الباكر أمس السبت قام الطيران الحربي اليمني عبر مروحيته الوحيدة بعملية انتشال 3 جثث لوافدين من أبناء المناطق الشمالية، تعرضوا للغرق يوم الخميس الفائت، وتم معرفة غرقهم أمس بعد أن نجى اثنان من رفاقهم.
عبد الحكيم الوجيه، وهو أحد أصدقاء الضحايا، تحدث عن مأساة زملائه لـ «الأيام» قائلا: «كان رفاقي الخمسة يحاولون العبور من وادي الجزع بالمهرة متجهين إلى العاصمة (الغيظة)، وعندما وجدوا موقعا فيه السيل منخفض قاموا بالعبور، لكنهم لم يكونوا يعرفوا بأن هناك حفرة عميقة يصل طولها إلى 4 أمتار، حيث غرقوا فيها وجرفهم السيل».

واستدرك القول: «لكن اثنين تمكنا من النجاة بعد أن تمسكا بإحدى الأشجار.. حينها كنا نبحث عنهم بعد أن أخبرنا الناجون، لكننا لم نجدهم، وعندما وجدناهم لم نستطع الوصول إليهم نظراً لخصابة الأرض واستمرار سير السيل، إلى أن تدخل الطيران اليمني وبرفقته الفريق الطبي وقام بانتشال الجثث».
وحول الجهود الطبية أكد د.سالم عيسى، رئيس الفريق الطبي، المكلف باستقبال الحالات المصابة جراء إعصار «لوبان»، بأن «عمليات الإنقاذ وعمليات الاستقبال مازالت مستمرة»، موضحا أنه «تم انتشال 3 جثث أمس».

وأوضح عيسى أن «إدارته بصدد إقامة عيادة متنقلة لرعاية الحالات الصحية في القرى النائية التي لا يوجد لديها طريق للعبور إلى المدينة».
نفوق ألف ماشية وتهديدات بكارثة بيئة
أضرار إعصار «لوبان» كثيرة، لكن هناك كارثة بيئة خطيرة ستنتشر إذا لم يتم إيجاد حل سريع لها، فأكثر من 1000 من المواشي (جمال وأغنام) تعرضت للغرق وأصبحت الآن جثث هذه الحيوانات مرمية في كل مكان وتهدد بكارثة بيئة كبيرة إذا لم يتم انتشالها، وأغلب الخسائر الحيوانية في مديرية القشن التي خسر فيها أحد الرعاة 500 ناقة.

محافظ المهرة راجح سعيد باكريت تمنى من المنظمات المختصة التعاون معهم وأن تقوم بانتشال هذه الجثث التي ستتسبب بكارثة بيئية كبيرة.
ويشرف باكريت على توزيع الإغاثة ويقوم بإنقاذ المحاصرين، حيث يبذل دوراً كبيراً في عملية إنقاد الموطنين.. ذلك الرجل الذي أبى أن يقعد في بيته أو مكتبه، وكان هو أول من يقوم بإنقاذ الموطنين الذين حاصر الفيضان قراهم من كل مكان، ولم يجدوا موقعاً للخروج حينها، وبعد وصول الطيران الحربي اليمني كان باكريت أول من قام بعملية إنقاذ الموطنين من قراهم إلى الغيظة، ومازال حتى يوم أمس يقوم بتوزيع المواد الإغاثية المقدمة من السلطة المحلية، بالإضافة لمركز الملك سلمان والجمعية العمانية، حيث مديرية حات وقرى مديرية الغيظة وقرى القشن وسيحوت.

وفي تصريحات مقتضبة للمحافظ باكريت، أمس، لـ «الأيام» قال: «مازلنا نعمل حتى الآن حسب توجيهات رئيس الجمهورية عبد ربه منصورة هادي لإنقاذ محافظة المهرة، ونقوم حالياً بتوزيع الحصص الغذائية ومعنا قوات التحالف العربي، ويتم نقل الحصص عبر الطائرات المروحية، وتوزيع المهام حسب الاتفاق بيننا وبين التحالف».
مسؤولية الحكومة
وطالب أبناء محافظة المهرة المنكوبة فخامة رئيس الجمهورية المشير عبد ربه منصور هادي، بسرعة محاسبة رئيس الوزراء المقال والمحال للتحقيق، لعدم تنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية بالاستعداد والنزول إلى محافظة المهرة لرفع الجاهزية والاستعداد لإعصار «لوبان»، حيث حملوه مسؤولية ما حصل لهم من أضرار كبيرة جداً، ناتجة عن تقاعسه، حد قولهم.

والإثنين الماضي أقال رئيس الجمهورية بن دغر وأحاله للتحقيق، على خلفية الانهيار الاقتصادي وأسباب أخرى بينها تداعيات الكوارث المناخية التي اجتاحت المحافظات الشرقية من الساحل اليمني.
وكان تقرير رسمي ذكر أمس الأول الجمعة أن محافظة المهرة هي الأشد تضررا من الإعصار «لوبان»، وأن عدد الأسر التي نزحت جراء الإعصار بلغ 3750 أسرة، وانتقد التقرير بطء المساعدات الإيوائية والإغاثية للمتضررين.
