> دبي «الأيام» أ ف ب
تثير رواية السعودية الرسمية حول مقتل الصحافي جمال خاشقجي داخل قنصليتها في إسطنبول الكثير من التساؤلات والتشكيك من المجتمع الدولي الذي طالب الرياض بمزيد من التوضحيات حول قضية اتخذت أصداء دولية واسعة وطرحت أزمة كبرى للسعودية.
غير أن الإعلان السعودي قوبل بكثير من التساؤلات والتشكيك، ولا سيما في ظل الغموض بشأن ما حل بالجثة.
وردت تركيا التي تواصل تحقيقاتها في قضية خاشقجي، متعهدة بالكشف عن كامل تفاصيل مقتله، وقال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم عمر جليك إن "كشف ملابسات الحادث دين في أعناقنا وسنستخدم جميع الإمكانيات في هذا الصدد".
ويقول مسؤولون في الأجهزة الأمنية التركية إن خاشقجي تعرض للتعذيب وقتل داخل القنصلية على أيدي فريق سعودي جاء خصيصاً الى تركيا لاغتياله.
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب السبت أنّه غير راض عن المعلومات التي أدلت بها الرياض عن مقتل خاشقجي الذي كان يقيم في الولايات المتحدة حيث كان يكتب في صحيفة "واشنطن بوست"، مبدياً استعداده لفرض عقوبات على المملكة بشرط أن لا تطال مبيعات الأسلحة.
أما كندا، فاعتبرت أن الوقائع التي سردتها الرياض "غير متماسكة وتفتقر إلى المصداقية" ومطالبة بإجراء "تحقيق معمّق".
أما رئيس الوزراء الاسترالي سكوت موريسون فقال الأحد أن التفسير السعودي "غير متماسك" و"لا يجدي نفعا".
وقالت بريطانيا الأحد إن التفسير السعودي "لا يمكن تصديقه ويجب محاسبة" المتورطين في الأمر.
وقال وزير بريكست دومينيك راب لهيئة "بي بي سي" "لا أعتقد أنه يمكن تصديقه"، مضيفا أن هناك "علامة استفهام جدية على الرواية التي أعطيت. نحن نؤيد التحقيقات التركية بهذا الشأن والحكومة البريطانية تريد أن ترى أشخاصاً يحاسبون" على مقتل خاشقجي.
"مملكة العدل"
من جهتها أشادت الإمارات ومصر والبحرين والكويت وسلطنة عمان والأردن والسلطة الفلسطينية بقرارات العاهل السعودي بشأن قضية خاشقجي.
ورحب الإعلام السعودي الأحد بالخطوات التي اتخذتها المملكة.
وفقد خاشقجي المعروف بانتقاداته لسياسة الرياض، بعد أن دخل في الثاني من أكتوبر القنصلية السعودية في اسطنبول.
وأضاف "لو علم جمال فقط بحجم التأثير الذي سيتركه في المنطقة التي كانت في صلب اهتماماته".
وبالتزامن مع الإعلان، أمر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بإعفاء نائب رئيس الاستخبارات العامة أحمد عسيري ومسؤولين آخرين في جهاز الاستخبارات، بالإضافة إلى المستشار في الديوان الملكي برتبة وزير سعود القحطاني، من مناصبهم، فيما ذكرت الرياض أنّها أوقفت 18 سعودياً "مشتبه بهم" على ذمة القضية.
من جهتها اعتبرت منظمة العفو الدولية في بيان أنّ نتائج التحقيقات السعودية "غير جديرة بالثقة"، وأن "إجراء تحقيق مستقل "هو الضمانة الوحيدة بوجه ما يبدو أكثر فأكثر إخفاء سعوديا لظروف قتل خاشقجي"
بدورها دعت منظمة "مراسلون بلا حدود" إلى مواصلة "الضغوط" على السعودية عبر مقاطعة مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار" وتجميد "المشاريع التجارية" مع الرياض.
ونشرت مجلة "نيوزوويك" الأميركية حوارا أجرته مع خاشقجي في الاونة الاخيرة وأكد فيه أنه لا يدعو للإطاحة بالنظام السعودي، لأن هذا "امر غير ممكن"، مؤكدا أنه يدعو فقط "لإصلاح النظام".
وإلى الوقع الدولي للقضية، فهي أثارت العديد من التكهنات حول إمكانية أن تؤدي إلى إزاحة ولي العهد (33 عاما) من السلطة من قبل أعضاء آخرين في العائلة المالكة.