> الرياض «الأيام» أ ف ب
يتحدث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في منتدى الرياض الاقتصادي اليوم الأربعاء، في أول تصريحات علنية له منذ مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده باسطنبول قبل ثلاثة أسابيع في قضية أدخلت المملكة الساعية لجذب الاستثمارات في أزمة دولية.
وبعد 17 يوماً من الإنكار، أكّدت الرياض السبت أنّ خاشقجي قُتل من طريق الخطأ في قنصليتها خلال "شجار" مع عناصر أتوا للتفاوض مع الصحافي حول عودته الى المملكة، مشدّدة على أن ولي العهد لم يكن على علم بما حصل. وشّككت دول ومنظمات عدة في الرواية السعودية.
وفي مقابلة مع صحيفة "وول ستريت جورنال"، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه مقتنع بأن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لم يعلم مسبقا بعملية القتل. وردا على سؤال عن احتمال تورط الأمير محمد بن سلمان، قال "الأمير يدير الأمور هناك أكثر من أي شخص آخر في هذه المرحلة. وبالتالي، إذا كان هناك من دور لأي كان (في هذه المسألة)، فسيكون هو".
وأضاف "كان لديهم مخطط سيء للغاية أصلا، وتم تنفيذه بطريقة رديئة، وعملية التستر كانت الأسوأ في تاريخ هذا النوع من العمليات". وتابع أن عمليتي القتل والتستر تشكلان "إخفاقا تاما".
تسليم أدلة
وقال منظمو منتدى "مبادرة مستقبل الاستثمار" المنعقد في الرياض أن ولي العهد سيشارك في إحدى جلسات اليوم الثاني. وكُتب في تغريدة على حساب المؤتمر على تويتر "يزداد اليوم حماسةً وتميّزًا حيث سيترأس صاحب السمو الملكي ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان قائمة المتّحدثين".
وحسب وسائل إعلام سعودية، بينها موقع "سبق" الإلكتروني، فإن ولي العهد سيعلن خلال الجلسة عن "صفقة" كبيرة.
وقبل ساعات من التصريحات المرتقبة لولي العهد، أفادت صحيفة "صباح" التركية، إحدى أبرز الصحف القريبة من السلطة والتي تنشر "تسريبات" تركية منذ بدء قضية خاشقجي، أن أجهزة الاستخبارات التركية أطلعت مديرة المركزية الاميركية (سي آي ايه) جينا هاسبل على العناصر التي جمعتها في إطار التحقيق في قتل الصحافي خلال زيارتها تركيا الثلاثاء.
وفي خطاب ألقاه الاربعاء، شدد الرئيس التركي مجددا على ضرورة تحديد كل المسؤوليات في قضية قتل خاشقجي.
لكن قضية الصحافي السعودي تطغى على أعمال المنتدى الذي يستمر حتى الخميس. وأعلنت شخصيات سياسية واقتصادية وإعلامية عديدة مقاطعته على خلفية قضية خاشقجي.
صور وابتسامات
وحضر ولي العهد جانبا من أعمال المؤتمر الثلاثاء. وظهر مبتسما، والتقط الصور مع الحاضرين الذين صفّقوا واقفين لدى دخوله القاعة الفخمة في فندق "ريتز كارلتون".
ويبذل المنظمون جهودا كبيرة لإبراز المنتدى على أنه مؤتمر استثماري ناجح، والتأكيد على أن أعماله وأهدافه لم تتأثّر بتداعيات قضية الصحافي.
وأعلنت واشنطن ليلا بدء العمل على إلغاء تأشيرات السعوديين المشتبه بتورطهم في الجريمة.
وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن هذه العقوبات التي تشمل عناصر في "أجهزة المخابرات والقصر الملكي ووزارة الخارجية ووزارات سعودية أخرى"، ليست "الكلمة الأخيرة للولايات المتحدة في هذا الملف".
وأعلنت لندن بدورها الأربعاء سحب أي تأشيرات دخول بريطانية يحملها المشتبه بهم في قتل الصحافي السعودي.
وطالب رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك بتوضيح ملابسات "الاغتيال المثير للصدمة" للصحافي "أيا كان منفذه".
ودخلت إيران، الخصم الأكبر للسعودية في الشرق الاوسط، على خط الأزمة الأربعاء، إذ اعتبر الرئيس الايراني حسن روحاني أمام مجلس الوزراء أن "القتل البشع" للصحافي لم يكن ممكنا "بدون دعم الولايات المتحدة"، وفق ما نقل عنه التلفزيون الرسمي الإيراني.
وكان خاشقجي يكتب مقالات في صحيفة "واشنطن بوست" الاميركية ينتقد فيها سياسات ولي العهد الذي يتولى مناصب قيادية عدة في المملكة. وعاش الصحافي في الولايات المتحدة منذ 2017 خوفا من تعرضه للتوقيف في بلده في مرحلة شهدت اعتقال عشرات رجال الدين والكتّاب والأمراء والسياسيين والناشطات في حقوق المرأة.
ويرى محللون أن قضية خاشقجي أضرّت بصورة ولي العهد كإصلاحي، وتسببت بأزمة علاقات عامة كبرى بالنسبة للسعودية الساعية الى تنويع اقتصادها المرتهن للنفط عبر جذب الاستثمارات الدولية.