لا اعتذار.. ولا مصالحة

>
 
أحمد عبدربه
أحمد عبدربه
اخطئ كما تشاء، دمر خرب كما تشاء، اتخذ قرارات وتراجع عنها كما تشاء، تولى منصباً وأنت غير أهل له كما تشاء، انصب واكذب كما تشاء، استولِ على أموال وأراضي الدولة والمواطنين كما تشاء، ارتكب من المخالفات كما تشاء، اشتم كما تشاء، لوث سمعة الآخرين كما تشاء، زور كما تشاء، اختلس اسرق كما تشاء، افعل ما شئت فالحساب والعقاب غير وارد - إلا في الأخرة - فيكفي أن تعتذر أو تتصالح أو بحد أقصى تستقيل إن كنت مسئولاً، لكن الاستقالة في بلادنا من عاشر المستحيلات غير واردة على الاطلاق حتى ولو ارتكبت الكثير من المخالفات الشائنة كله عادي No PRoBLEM ما فيش مشكلة، تلك الكلمة التي يواجهونك بها الهنود أثناء أي أخطاء تحدث، كم من الجرائم ارتكبت في حق الشعب وإهدار حقنا في أموال نهبت وتم تهريبها للخارج ونهب أراضي الدولة والبسط على أراضي بعض المواطنين في منطقة (العريش) بصورة غير قانونية من قبل حفنة من البلاطجة، بالإضافة إلى أشخاص ارتكبوا جرائم في بعض الناس قتلوا، سحلوا، ضياع مواطنين لا تزال القبور التي دفنوا فيها مجهولة غير معروفة.

 والغريب والمريب أن هؤلاء القتلة عادوا إلى الوطن وكأن شيئا لم يحدث عجائب كم مخالفات ارتكبت في مبان ذات أدوار مخالفة ومبان عشوائية شوهت الطرقات والشوارع والأماكن العامة ومباني الدولة استولى عليها ناس متنفذون من العيار الثقيل، كم من المواطنين تلوثت سمعتهم - بقصد أو دون قصد - ولم يأخذوا حقهم سوى بكلمة اعتذار كم من مسئول ارتكب في حق الشعب أخطاء جسيمة وراح ضحية إهماله وجهله واستهتاره قتلى ومشردون ونازحون ومفقودون ومسجونون... الخ.

وخسائر بالملايين وفساد ولم يأخذ الشعب سوى كلام فارغ شفوي أو مكتوب في الصحف (تصريحات - بيانات) لا غير لم نسمع أو نرى أن مسئولاً استقال أو أقيل من منصبه أو تمت محاكمته ولا هناك اهتمام من قبل الدولة فيما تكتبه الصحف عن الفاسد والفساد، بحت أصوات الإعلام بأن ذلك الشخص الفاسد لا يصلح لهذا المكان، وأن يكون في خبر كان لأن أداءه منذ أن تولى مهام منصبه لا يعكس مسئولية أو قدرة على شغل هذا المنصب وكل عمله مجرد متفرغ للهبر والرشوة وملحقاتها، وهذا ما حصل ويحصل في كثير من المسئولين في الأجهزه الحكومية (الإيرادية) وغيرها.
 والشي الذي يدعو للحيرة والحسرة معاً أن ذلك المسئول من العيار الثقيل إذا خرج من الخدمة (المسئولية) أو أُبعد من العمل مع الحكومة سيكون ذلك بدون محاسبة أو محاكمة وعقاب وعدم مساءلته من أين لك هذا؟!

الشعب لم يكن مسئولاً عن اختيار الخطأ لهذا المسؤول والشعب هو الذي تكبد الخسارة في الأموال والارواح والمنشآت وتعطيل العمل وهو الذي تكبد حتى التعويضات حتى ولو كانت هزيلة التي تم صرفها للضحايا وهو الذي تحمل نفقات الإصلاح وهو الذي تحمل اهدار ملايين الامتار المكعبة من مياه الشرب الصالحة ونحن في أمس الحاجة لقطرة ماء..

 متى سيتم محاسبة المسئولين المخطئين الفاسدين ومن في حكمهم، فلا يتم الاكتفاء بإزاحتهم من المسئولية أو الاستقالة إن حدثت، لكن في بلادنا لم أسمع إطلاقاً أن هناك مسئولاً قدم استقالته.

 الفساد ليس سرقة فقط ولكن اختيار الشخص غير المناسب أو البليد لتولي مسئولية أي موقع فساد، التستر على الفاشلين فساد، عدم الاستفادة من الإمكانيات المتاحة فساد، ترك المخطئين الفاسدين في حق المجتمع والشعب فساد، التصالح مع المخالفين أيضاً فساد في فساد.. محاربة الفساد بكل صوره وفي كل مكان مسئوليتنا جميعاً.

آخر كلمة.. الاعتذار والاستقالة (إن وجدت) اعتراف بالخطأ والاعتراف سيد الأدلة، حاكموا المخطئين - الفاسدين وبأثر رجعي ولا تفرطوا في حق الشعب.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى