مهمة اللحظة الراهنة للانتقالي

> كمواطن جنوبي أولا وككاتب ملتزم وصاحب موقف مما يدور حوله ولي رأيي المتواضع المستند إلى رؤية واضحة ومحددة تنم عن التزامي الأدبي والأخلاقي في قضايانا الراهنة، وهي بلا شك قضايا مصيرية ولا يمكن التساهل بالطرح فيها، أقول:
محمود المداوي
محمود المداوي

إنه حتى الآن يجد الخصم أو غير الخصم للمجلس الانتقالي عدة منافذ للدخول منها والنيل منه ككيان جنوبي قائم وموجود على الأرض الجنوبية، ولعل قيادة المجلس تعرف ذلك قبل غيرها، أقول هذا الكلام من باب الثقة بأن هذه القيادة هي على قرب مما يدور ومما يعتري هذا المجلس من اختلالات غدت اليوم أكثر وضوحا بسبب  الممارسة العملية لها خلال الفترة الماضية مع يقيني أن غير ذلك يعتبر هروبا من مواجهة الحقائق حتى وإن كانت مريرة وصادمة.

إن المجلس الانتقالي الجنوبي هو اليوم في طور التكوين والبداية لهذا يعلق عليه أحرار الجنوب آمالهم وأحلامهم وبعض من تطلعاتهم في أن تكون بداية المجلس بداية صحيحة وفي الاتجاه الصحيح، بعيدا عما لحق به من عوارض عند تأسيسه، ومن أهمها بالتأكيد إغفاله العديد من المناضلين في الحراك، وأعني هنا تلك التي شاركت في الثورة الجنوبية منذ بداياتها فوجدت نفسها مستبعدة عن المجلس الانتقالي وهيئاته وقياداته المحلية على مستوى المحافظات والمديريات.. هذا أمر ربما يتم تفهمه خاصة في مرحلة التأسيس، لكن الذي أثار حنق واستياء أولئك أنهم وجدوا كثيرا ممن كانت لهم مواقف معادية للحراك والثورة الجنوبية يحتلون مواقع هامة في المجلس.

لقد أثبتت التجربة أن وجود تلك العناصر في صدارة المجلس وفروعه، وهذه حقيقة، معيق لأي خطوات ثورية يقوم بها المجلس على كافة المستويات، بل وعامل منفر ومستفز للجماهير للالتفاف حول المجلس وقيادته وتوجهاته على أرض الواقع.. فمن غير المعقول أن تستمر مجافاة هذه الحقيقة، فهناك أناس لا علاقة لهم بالقضية الجنوبية لا من قريب ولا
من بعيد، واعتبروا وجودهم ضمن قوام المجلس وجودا ترفيا ومظهريا أكثر منه تواجدا فاعلا ومؤثرا، وهذا ما دلت به أخبار هؤلاء وآثارهم حتى اللحظة بل ومصدر من مصادر فقدان المجلس الانتقالي لهيبته الشعبية والجماهيرية التي دونها الفشل والخسارة مؤكدة، زد عليها ضياع الوقت والجهد واستقواء الخصوم عليه وما أكثرهم.

الخطوة التي كنت أعتقد أنه لابد منها وبتزامن محسوب ودقيق مع إعلان المجلس الانتقالي للحوار الجنوبي الجنوبي، وبالتأكيد ستحسب له، هي أن يبدأ المجلس عملية مراجعة شاملة مرتبطة بتقييم واقعي لتجربته الماضية وإن كانت قصيرة وتحديدا فيما يخص حضوره الجماهيري بحيث يشرع في عملية غربلة لكثير من تلك العناصر التي تتفق معي العديد من الآراء أنها ركبت موجة الثورة الجنوبية وأيضا ركبت المجلس الانتقالي وحدّت من عملية انطلاقته باتجاه تحقيق أهدافه القريب منها والبعيد.. خطوة كهذه ستخرس كل الأصوات التي تتطاول على المجلس والتي بدأت تعود وبقوة في تصريحات عنترية كان آخرها ما صرح به الغير راجح البادي الناطق باسم حكومة الشرعية، كما أنها وللأمانة ستعيد ثقة المواطن الجنوبي المغلوب على أمره بالمجلس وستعزز قوة هذا المجلس ومدى تأثيره في المشهد الجنوبي على كافة المستويات ونحو تحقيق هدفه الأسمى وهو الحرية والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة، كما تؤكده وثائق المجلس الانتقالي الجنوبي.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى