> جنيف «الأيام» أ ف ب
يرجح أن تتصدر عمليات الاعتقال الواسعة التي تنفذها السلطات الصينية بحق أقلية الأويغور وحملتها الأمنية لقمع الحريات المدنية جدول أعمال اجتماع يعقد الثلاثاء في مقر الأمم المتحدة بجنيف لمراجعة سجل بكين في مجال حقوق الإنسان.
وتعتقل السلطات الصينية مليون شخص من الأويغور وأقليات مسلمة أخرى خارج نطاق القضاء في إقليم شينجيانغ في غرب البلاد، بحسب تقديرات أوردتها لجنة أممية مستقلة مؤخرا.
ويشير هؤلاء إلى أنه يتم احتجاز أفراد الأقليات المسلمة في الصين لارتكابهم تجاوزات على غرار إطلاق لحاهم أو ارتداء النقاب.
وقال الباحث في الشأن الصيني لدى منظمة العفو الدولية باتريك بون في بيان إن على دول العالم الملتئمة في مقر الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء "إيصال رسالة واضحة إلى الحكومة الصينية بشأن وجوب وضع حد لحملة القمع الممنهجة في منطقة شينجيانغ التي تحظى بحكم ذاتي، بما في ذلك الاعتقال التعسفي لما يقارب من مليون شخص".
وسيحظى دبلوماسيون من حول العالم خلال الجلسة التي تستمر لنصف يوم بفرصة للتعبير عن المسائل التي تثير قلق بلدانهم ولطرح الأسئلة وتقديم توصيات من أجل التغيير.
"فرصة"
بدوره، قال مدير منظمة "هيومن رايتس ووتش" في جنيف جون فيشر الاثنين إن "لدى جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة فرصة متساوية للضغط على الصين بشأن سجلها الفظيع في حقوق الإنسان وينبغي عليهم عدم إضاعتها".
وتقدمت بعض الدول بالفعل بأسئلتها مسبقا، بما فيها الولايات المتحدة التي تقود الدعوات لبكين للكشف عن تفاصيل حملتها ضد الأويغور.
وتطالب الولايات المتحدة بكين كذلك بالإفصاح عن "عدد الأشخاص الذين يتم احتجازهم قسراً في منشآت اعتقال في شينجيانغ على مدى السنوات الخمس الماضية".
وفي يوليو 2017، توفي الناشط المعارض الحائز على جائزة نوبل للسلام ليو شياوبو بسرطان الكبد بينما كان محتجزا لدى الشرطة.
وفي العام ذاته، اختفى خمسة باعة كتب يقيمون في هونغ كونغ وعرف عنهم نشرهم مواضيع محرجة عن قادة الصين السياسيين قبل أن يظهروا فجأة في الأراضي الصينية.
وفي تقرير نشرته العام الماضي، اتهمت "هيومن رايتس ووتش" بكين بزعزعة جهود الأمم المتحدة في تعزيز حقوق الإنسان مشيرة إلى أن المسؤولين الصينيين قاموا مرارا بتصوير الناشطين في مقار الأمم المتحدة، في انتهاك لقواعد المنظمة الدولية، ومنعوا الناشطين الصينيين من السفر إلى الأمم المتحدة في جنيف.
وفي قضية أثارت حالة من الصدمة، اعتقلت السلطات الصينية الناشطة تساو شونلي في 2013 أثناء محاولتها السفر إلى جنيف قبيل آخر جلسة "مراجعة دورية شاملة" لسجل الصين في مجال حقوق الإنسان. وبعد توقيفها عدة أشهر دون توجيه اتهامات إليها، تدهور وضعها الصحي وتوفيت في مارس 2014.
وأضاف أن "الحكومات التي لا تستغل هذه الفرصة للتكلم صراحة تشجع الصين على التمادي وتضعف الأمم المتحدة وتحطم معنويات الناشطين الذين يكافحون حول العالم لمحاسبة بكين".