التصعيد بين ترامب و"سي ان ان" مستمرّ كل بحسب دوره
> نيويورك «الأيام» أ ف ب
>
وانتشرت كلمات ترامب التي وجهها إلى الصحافي جيم أكوستا في جميع أنحاء العالم إذ وصفه بأنه "شخص وقح وفظيع" بعد أن رفض الأخير الجلوس وتمرير المذياع لزملائه أثناء مؤتمر صحافي لترامب الأربعاء بعد أن طرح أسئلة عديدة. وتسبب ذلك بسحب اعتماد الصحافي في البيت الأبيض.
وأكدت المتحدثة باسم البيت الابيض سارة ساندرز أن المراسل "وضع يديه على امرأة شابة تحاول فقط القيام بعملها كموظفة متدربة في البيت الأبيض". ونشرت مقطع فيديو يظهر مشاهد تُقدم ما حصل بطريقة مبالغ بها.
وقال أستاذ الصحافة في جامعة "نورث ايسترن" دان كينيدي "أعتقد أننا تجاوزنا خطاً جديداً لأن السبب الذي أعطي لتعليق اعتماد أكوستا هو كذبة".
وأثارت القضية ضجة كبيرة إذ وصف الصحافيون المعتمدون لدى الرئاسة الأميركية سحب اعتماد الصحافي بأنه "غير مقبول".
وظهر المراسل الذي يبلغ 47 عاماً مرات عديدة بأسلوبه الجريء مع دونالد ترامب على عكس الطرق الأكثر لباقةً التي يعتمدها زملاؤه، وأيضاً في مبادلاته مع سارة ساندرز.
ورأى كاتب مقالات الرأي في صحيفة "واشنطن بوست" اريك ويمبل الخميس أن "عندما يتقدم موظف من البيت الأبيض لأخذ المذياع الذي تحملونه في يدكم، أعيدوه واتركوا إصرار الرئيس على مقاطعة (كلام) الصحافيين (...) يتحدث عن نفسه".
ما حصل يجسّد التحوّل العميق في عالم الإعلام الذي تسيطر عليه شكلاً القنوات الإخبارية والإعلام الاستعراضي الذي يستغلّه ترامب.
في العام 2014، كانت "سي ان ان" تسجّل معدّل نسبة مشاهدة يومية يبلغ 400 ألف. الشهر الماضي، ارتفعت النسبة إلى 689 ألف مشاهد.
ويطرح ما حصل الأربعاء أيضاً سؤالاً دارت حوله نقاشات إلى ما لا نهاية منذ ثلاث سنوات، حول معاملة ترامب وإدارته للإعلام.
وكتبت الصحافية الأميركية لوسي شانكر في صحيفة "ذي اندبندنت" البريطانية أن "الشجار بين جيم أكوستا وترامب كان غريباً ومؤلماً"، مضيفة "لكن هكذا تتصرف إدارة تسعى إلى السيطرة".
وكتبت إدارة تحرير صحيفة "نيويورك تايمز"، "اتركوا جيم أكوستا يقوم بعمله".
تشهد العلاقات التصادمية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقناة "سي ان ان" منذ الأربعاء فصلا جديدا مثيرا للجدل أدى إلى سحب اعتماد كبير مراسليها في البيت الأبيض، لكنه يعزز دور كل من الطرفين.
وقال البيت الأبيض إنه "علّق التصريح الممنوح للمراسل المعني حتى إشعار آخر" وذلك ليس بسبب الأسئلة الملحّة التي طرحها أكوستا إنما بسبب تصرّفه مع الموظفة المتدربة في فريق ترامب المكلفة نقل المذياع.
لكن الصور الأصلية تُظهر بوضوح أن الموظفة هي من حاولت أخذ المذياع فيما لم يقم أكوستا إلا بإبعاد يدها موجهاً إليها الاعتذار.
وكتب الكاتب البريطاني جاين ميريك على موقع "سي ان ان" الإلكتروني أن الاتهامات بـ"الاعتداء" التي وجهها البيت الأبيض للمراسل "إهانة لضحايا التحرش والاعتداء (الجنسي) الحقيقيين".
ومنذ المؤتمر الصحافي الذي عقده ترامب في 11 يناير 2017 عندما حصل توتّر في أول تبادل بينهما، بات جيم أكوستا أحد رموز قناة "سي ان ان" الذي يكرهه الرئيس الأميركي.
واتهم أكوستا المتحدثة باسم البيت الأبيض بأنها "لا تلتزم بالوقائع" ولا تريد التخلي عن عبارة "عدو الشعب" التي استخدمها دونالد ترامب لانتقاد الصحافة.
وتواجه ساندرز الأمر بصرامة وغالباً ما تتهمه بأنه يريد لفت الأنظار قبل كل شيء.
استعراض في البيت الأبيض
ونددت الصحافة بالاجماع تقريباً بسحب اعتماد جيم أكوستا في بالبيت الأبيض، وهي عقوبة غير مسبوقة منذ إنشاء جمعية مراسلي البيت الابيض عام 1914.
في المقابل، لا يوافق زملاؤه الصحافيون على أسلوب أكوستا.
وكتبت الصحافية في موقع "ذي بلايز" الإخباري المحافظ سارة غونزاليز "لا أعتقد أن (أفعال جيم أكوستا) تبرّر تعليق اعتماده" مضيفة "لكن من الصعب التعاطف مع شخص كان يسعى إلى ذلك".
واعتبرت الكاتبة في صحيفة "تورونتو سان" لوري غولدشتاين في تغريدة أن "أكوستا هو صحافي لكنّه أيضاً +ممثل+ تلفزيوني". وأضافت "يبدو أن هذا ما تريده سي ان ان في البيت الأبيض".
ورغم الفارق الكبير بين نسبة مشاهدتها ونسب مشاهدة القنوات المنافسة لها مثل "فوكس نيوز" (1,6 مليون) و"ام اس ان بي سي" (909 آلاف)، تستفيد المحطة من دون شك، من "تأثير ترامب" الذي يمتدّ إلى أبعد من الحملة الرئاسية.
وكتبت الصحافية الأميركية لوسي شانكر في صحيفة "ذي اندبندنت" البريطانية أن "الشجار بين جيم أكوستا وترامب كان غريباً ومؤلماً"، مضيفة "لكن هكذا تتصرف إدارة تسعى إلى السيطرة".
وكتبت إدارة تحرير صحيفة "نيويورك تايمز"، "اتركوا جيم أكوستا يقوم بعمله".