بعد تحرير «الحُديدة».. 4 سيناريوهات تُحدد مصير الحوثيين

> علي رجب*

>
مع الانتصارات الكبيرة للقوات اليمنية المشتركة التي جاءت بدعم من التحالف العربي، بات مستقبل ميليشيا الحوثي غامضًا، في ظلِّ الصراعات الداخلية والاستمرار في الحرب.

ويرى مراقبون أن هناك سيناريوهات عدة لمستقبل الحوثيين في اليمن، في مقدمتها التفاوض والقبول بـ«الحوثي» كجماعة سياسية مع نزع سلاحها، أو الاستمرار في الحرب كما حدث في حرب صعدة الأولى عام 2004، أو التحصن بكهوف صعدة وسيطرتها على بعض المناطق، لتشكل قاعدة انطلاق عملياتها ضد الدولة اليمنية مستقبلًا، أو انشقاقات داخل الحركة ما يؤدي إلى انحسارها وتراجعها.

سيناريو الحرب
كشف حديث زعيم الميليشيا «عبدالملك الحوثي»، مساء الأربعاء 7 نوفمبر 2018، عن خيار الحركة في المستقبل، والذي أقر فيه بهزيمته في معارك الحديدة والساحل الغربي، لكن أكد استمراره في الحرب وعدم الاستسلام، وهو المصير ذاته الذي خاضه أخوه حسين بدرالدين الحوثي في 2004.
وقال «عبدالملك»، في كلمة بثت تلفزيونيًّا: إن «سيطرة ما وصفه بأنه «القوات المعادية» على بعض المناطق لا يعني استسلام قواته».

الصراع المسلح
من جانبه، قال المحلل السياسي اليمني «علي البخيتي»: إن إصرار «الحوثي» على خيار الحرب وعدم الاتجاه للتفاوض والحل السلمي، يشير إلى أن مصير عبدالملك الحوثي سيكون مشابهًا لمصير أخيه مؤسس الجماعة «حسين بدرالدين الحوثي»، والذي قُتل على يد الجيش اليمني في معارك صعدة 2004.

وقال «البخيتي»، في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «كُسر حاجز الخوف من الحوثيين، سُحقت هيبتهم، كُسر ناموسهم، سقط الوهم، وكُشف القناع، وستتوالى هزائمهم وانكساراتهم إلى أن تصل لمعقلهم في صعدة، وستكون نهاية عبدالملك الحوثي مشابهة لنهاية أخيه حسين، لن يستسلم، سيقاتل حتى يُعلق رأسه في ميدان عام، وعندها سيدرك المغفلون أنه ليس ولي الله».

يشار إلى أن قوات الجيش اليمني تمكنت من تصفية «حسين بدرالدين الحوثي»، خلال إحدى المعارك الطاحنة عام 2004، وهو ما يُعرف بـ«حرب صعدة الأولى».

وأضاف المحلل السياسي اليمني، أن «خطاب عبدالملك الحوثي يُشكل إعلانًا لهزيمته في معركة الحديدة، وظهر مربكًا ومبررًا ومحبطًا، يدعو الله تارة، ويدعو أبناء القبائل تارةً أخرى لمناصرة جماعته، يظهر أن وضع الحوثيين صعب جدًّا، وهزيمتهم باتت وشيكة في الساحل ومناطق أخرى، فلغة جسد الحوثي تتحدث عن هزيمة كبيرة».

السيناريو الثالث المطروح أمام «الحوثي»، يتمثل في التفاوض وإنقاذ الميليشيا من السقوط، كما سقطت في 2004، وهو مصير يعتبره مراقبون صعبًا في ظلِّ عقلية عبدالملك الحوثي، التي ستمنعه من إيجاد مخرج سياسي، وهو ما اتضح في كلمته برغبته في عدم الاستسلام والاستمرار في الحرب.

وقال البخيتي: «العقلية الكهنوتية المتخلفة ستمنع عبدالملك الحوثي من إيجاد مخرج سياسي، مع أن الفرصة لاتزال متاحة، وبإمكانه التواصل مع السعودية، لتكون حكمًا بين جماعته وبقية الأطراف، ولتضمن وجودًا سياسيًّا لهم يتناسب مع حجمهم بعد أن يسلموا السلاح وينسحبوا من المدن».

سيناريو الانشقاقات
يتمثل السيناريو الرابع في «الانشقاقات»، حيث قررت قيادات بارزة في الميليشيا الانسحاب من المشهد، وتركت الجماعة والعمل المسلح، وكذلك تراجع شعبية الميليشيا داخل البيئة الحاضنة لها، وداخل الطائفة الزيدية أيضًا.

وشهدت الجماعة في الفترة الأخيرة نحو 13 انشقاقًا على مستوى القيادات، في مقدمتهم الحارس الشخصي لزعيم الميليشيا، بحسب «العربية. نت»، كما كتب الإعلامي الإماراتي جمال الحربي، على «تويتر»: «مصادر إعلامية تؤكد انشقاق محمد النهاري الحارس الشخصي للإرهابي عبدالملك الحوثي، ووصوله إلى مأرب».

وفي تصريحات سابقة رأى المحلل السياسي اليمني، الدكتور عبدالملك اليوسفي، أن الانهيارات، داخل الميليشيا -التي وصفها بالعصابة الانقلابية- متتالية، مشيرًا إلى أن هناك حالة كبيرة من الشك بين أجنحتها، خاصة بعد استحواذ الحوثيين في «صعدة» على كل مقدرات السلطة، إضافةً إلى الهيمنة على الثروة وموارد المناطق الواقعة تحت السيطرة، ولم يبقَ إلا الفتات لباقي الحوثيين في اليمن.

وأشار «اليوسفي» إلى أن هذه الانشقاقات المتسارعة والمتوالية في صفوف «الحوثي» أثرت بشكل كبير على الهيكل التنظيمي للحركة، وهو الأمر الذي أدى إلى حالة من التفكك الداخلي لها، وبالتالي لم تعد قادرة على لمِّ أركانها.

وأضاف المحلل السياسي اليمني أن هذه الانشقاقات ستقود بشكل طبيعي لانهيار الحركة، لأنها تمثل تهديدًا وجوديًّا لها، لافتًا إلى أن هذه الانشقاقات تتعلق أيضًا بأمور أكثر عمقًا من الأمور التنظيمية، وهي نتيجة طبيعية لتبعات الحرب والخسائر التي مُنيّت بها الميليشيات أمام قوات التحالف العربي وقوات الشرعية.

من جانبه، قال المحلل السياسي اليمني، محسن الكثيري المرادي: «إن الحوثي رسم مستقبله بيده عبر سياسته الكهنوتية، وجرائمه في حق الشعب اليمني، وخيانته للعهود، وقتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح».

وأضاف الكثيري أن الحوثي سقط شعبيًّا وعسكريًّا، وهو أقر بذلك في خطابه الأخير، وأن تحرير المدن اليمنية الواقعة تحت سيطرته أصبحت مسألة وقت.

واتفق «الكثيري» مع «البخيتي»، في أن العقلية الحوثية الكهنوتية ستأخذ الميليشيا إلى مصير مؤسسها نفسه «حسين الحوثي»، والذي قُتل على يد الجيش اليمني، بعد أن أتيحت له فرصة العمل السياسي، ولكن اختار طريق الصدام مع الدولة، اليوم «عبدالملك الحوثي» يسير على نهج أخيه، ومصيره أصبح واضحًا للجميع.
* عن (المرجع - لدراسات الإسلام الحركي)​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى