قـصـة شهـيـد "يسلم أحمد عبدالله القميشي" (بطل معركة قرن السوداء بشبوة)

> تكتبها: خديجة بن بريك

> الشهيد يسلم أحمد عبدالله محمد الجويمع القميشي، أحد مؤسسي الحراك الجنوبي، وكان من أوائل ثوار الحراك الذين رفضوا الظلم والتهميش والإقصاء لأبناء الجنوب ونهب خيراتهم وثرواتهم، حيث كان متواجدا ومشاركا في جميع مراحل التصعيد الثوري..
 كما كان الشهيد البطل يسلم الجويمع القميشي من أوائل الثوار والمقاومين الأبطال، حيث كان مشاركا بفعالية في مختلف الجبهات التي أتيحت له المشاركة فيها في حرب 2015 التي شنتها مليشيات الحوثي على المحافظات الجنوبية.

يقول العميد صالح علي بلال أمين عام جمعية شهداء وجرحى الثورة السلمية والمقاومة الجنوبية، ومدوّن قصص الشهداء بمحافظة شبوة: «الشهيد من مواليد العام 1954م في منطقة الخبر مديرية حبان محافظة شبوه، عاش  وترعرع في منطقة الخبر، وهو أب لـ12 من الأولاد، ثمانية أبناء وأربع بنات..

كان الشهيد يتميز بالأخلاق العالية والسلوك الحسن.. وفي المقام لا نستطيع  أن ننصف الشهيد البطل مهما حاولنا ذلك لأن التضحيات والبطولات التي قدمها في  مجريات الأحداث والمواقف أكانت السلمية أو المقاومة المسلحة تبين لنا بسالة وأصالة معدن هذا البطل الأصيل الشهيد يسلم الجويمع، والذي كان يتمتع بالهمة العالية والقدرات السياسية والقتالية النادرة، وبرغم كبر سنه والذي تجاوز الخمسين عاماً لكنه دوّن تاريخا ناصعا وسجل اسمه بأحرف من نور. شارك الشهيد البطل في جبهات عدة وكان في الصفوف الأمامية في كل الجبهات التي استطاع المشاركة فيها وكأنه على موعد مع اليوم المحتوم الذي اختاره الله له».

ويردف قائلا: «يروي بعض رفاق الشهيد الذين شاركوه ضراوة المعارك كيف كان صلب الموقف، قوي الإرادة، مؤمنا بنصر الله وعدالة قضيته التي بذل من أجلها كل غالٍ ونفيس.. ولقد شهد له الأعداء قبل الأصدقاء ببطولاته واستبساله ووقوفه موقف الأبطال الميامين هو ومجموعة من الأبطال، كانت آخر هذه المواقف صموده وثباته في يوم الملحمة الكبرى ملحمة قرن السوداء التي لقنت أعداء الوطن دروسا وخسائر باهظة لن ينسوها، ومن أسرار هذه المعركة التي  لا يعلمها الكثير أن (كشفت استخبارات المقاومة الجنوبية بأن العدو قد خسر في هذه المعركة عددا من قياداته العليا بينهم ضابط إيراني)، الأمر الذي دفع بمليشيات الحوثي إلى توسيط عدد من الشخصيات لدى المقاومة بسرعة تبادل الأسرى والجثث».

 ويختتم بالقول: «استشهد البطل يسلم أحمد عبدالله محمد الجويمع القميشي  برصاصة اخترقت جسده الطاهر صباح الخميس 9/7/2015م الموافق 22 رمضان 1436هجرية، في جبهة قرن السوداء، وصعدت روحه الطاهرة إلى بارئها، بعد أن خضبت دماؤه الزكية تراب أرض الجنوب الحبيب الذي أحبه وجاهد من أجله.. فقد كانت المعركة على أشدها مما دفع بالغزاة إلى طلب تعزيزات للالتفاف على الموقع فقتلوا من قتلوا وأسروا من أسروا، لكن حينها رفض البطل يسلم أحمد عبدالله الجويمع الاستسلام للمحتل بعد نفاد ذخيرته، وأذهل الجميع عندما حمل سكينه ليقاتل بها الحوثيين الغزاة حتى استشهد البطل يسلم الجويمع مقبلا غير مدبر في معركة ومواجهة وجهاً لوجه ليس لديه إلا سلاحه وسكينه والمحتل مدجج بكافة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة..

 لقد خسرت المقاومة الجنوبية بطلا شجاعا وخسرت الحركة الوطنية شخصية وطنية، لكن عزاؤنا فيه أن المقاومة انتصرت وانهزم الأعداء، وأن مشروعه الوطني الجنوبي قاب قوسين أو أدني من تحقيقه.. رحم الله الشهيد يسلم وكل شهداء الجنوب».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى