إطلاق الصواريخ والغارات في غزة يضع إسرائيل وحماس على حافة حرب جديدة

> غزة «الأيام» أ ف ب

>  
ارتفعت حصيلة قتلى الغارات الإسرائيلية إلى ستة قتلى في الساعات الـ24 الأخيرة في قطاع غزة الذي يشهد تصعيدا في المواجهات تعد الأخطر منذ 2014 وتعيد شبح حرب جديدة.
وتفيد حصيلة جديدة أن  ستة فلسطينيين قتلوا جراء الغارات الإسرائيلية وأصيب خمسة وعشرون آخرون، وفي الجانب الإسرائيلي أسفر اطلاق الصواريخ عن سقوط قتيل واحد و27 جريحا ثلاثة منهم إصاباتهم صعبة، وأحدهم جندي.

وتبين ان القتيل  في الجانب الإسرائيلي هو عامل فلسطيني يعمل في عسقلان بحسب الشرطة الإسرائيلية .
ويستمر اطلاق الصواريخ في قطاع غزة والغارات الإسرائيلية على القطاع منذ بعد ظهر الإثنين. ومنذ ذلك الحين أحصى الجيش الإسرائيلي حوالي 400 صاروخ أطلقت من غزة مؤكداً أن معظمها سقط في مناطق غير مأهولة. وشن الطيران الإسرائيلي غارات على حوالي 150 موقعا لحركتي حماس وحليفتها الجهاد الاسلامي ومؤسسات حكومية وأهلية.

وتبنّت كتائب القسام مساء الاثنين اطلاق الصواريخ في بيان أعلنت فيه "بدء قصف مواقع ومغتصبات (مستوطنات) العدو بعشرات الصواريخ (...) ردا على جريمة الأمس"، في إشارة إلى عملية توغل للقوات الخاصة الإسرائيلية في القطاع ليل الأحد الإثنين.
وتبادل الجيش الإسرائيلي وكتائب عز الدين القسام التهديد.

وقال ناطق باسم الجيش اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس إن الجيش الإسرائيلي حشد تعزيزات ووسائل كبيرة ونشر عددا إضافيا من البطاريات المضادة للصواريخ. وشاهد صحافي من وكالة فرانس برس دبابات تنقل باتجاه قطاع غزة في مشهد معتاد في فترات الاستنفار.
وصرح كونريكوس للصحافيين "نحن مستعدون لزيادة جهودنا ضد المنظمات الإرهابية".

وقال ابو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام "ان منطقة المجدل المحتلة (مناطق إسرائيلية بالقرب من عسقلان) دخلت دائرة النار رداً على قصف المباني المدنية في غزة.. أسدود وبئر السبع هما الهدف التالي إذا تمادى العدو في قصف المباني المدنية الآمنة".
ويأتي هذا التصعيد بعد أشهر من التوتر الذي يثير مخاوف من نشوب حرب رابعة خلال عشرة أعوام، بين إسرائيل وحماس التي تسيطر على القطاع المحاصر والواقع بين الدولة العبرية ومصر والبحر المتوسط.

ولا يمكن التكهن إن كان هذا التصعيد الذي استمر لفترة أطول من حوادث سابقة، سيتراجع أم أنه سيستمر ويحبط بذلك الجهود التي تبذل منذ أسابيع لتجنب مواجهة جديدة.

قلق فلسطيني ودولي
ومن جهته دعا الدكتور صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية المجتمع الدولي "إلى التدخل الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ومنع قيام سلطة الاحتلال بارتكاب مجزرة جديدة بحق أبناء الشعب الفلسطيني".
واكد عريقات "أن دولة فلسطين ستقوم برفع تقارير إلى المحكمة الجنائية الدولية حول جرائم الحرب المرتكبة من قبل الحكومة الإسرائيلية والتي أدت خلال الأشهر الماضية إلى استشهاد وجرح الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني بمن فيهم الأطفال والنساء والشيوخ".

وطالب المحكمة الجنائية" بفتح تحقيق قضائي مع المسؤولين الإسرائيليين الذين يتحملون مسؤولية ارتكاب هذه الجرائم التي أدت خلال اليومين الماضيين (إلى قتل وجرح) العشرات وقصف وتدمير المباني السكنية بما فيها قناة تلفزيون الأقصى.
ودعت الحكومة الاردنية ليل الاثنين الثلاثاء الى تحرك فوري "لوقف العدوان الإسرائيلي" على قطاع غزة المحاصر من اجل "حماية الأبرياء" "والى تحرك فوري لوقف العدوان الإسرائيلي" مؤكدة "خطورة التصعيد في قطاع غزة".

ودوت صفارات الإنذار طول مساء الإثنين وفي جزء من الليل في البلدات الإسرائيلية الواقعة حول قطاع غزة، ما دفع سكانها إلى التوجه إلى الملاجىء. وأغلقت المدارس الثلاثاء في عدد من البلدات ودعي السكان إلى عدم الابتعاد عن الملاجىء.
كما أغلقت المدارس في قطاع غزة ولجأ العديد من السكان الى أماكن بعيدة عن مناطق الاحتكاك.

وأكد الموفد الخاص للأمم المتحدة نيكولاي ملادينوف أنه يواصل العمل مع مصر المجاورة لإبعاد غزة عن "حافة الهاوية". وقال إن "تصعيد الساعات ال24 الأخيرة بالغ الخطورة وغير محسوب".

 مثل الزلزال
اندلعت دوامة العنف بعد ظهر الإثنين بعدما أصيب جندي إسرائيلي بجروح خطيرة بشظايا صاروخ مضاد للدروع أطلق من قطاع غزة على حافلة إسرائيلية قرب كيبوتز كفر عزة غير البعيد عن شمال القطاع. وذكرت فرق الإنقاذ أن الجندي البالغ من العمر 19 عاما في وضع حرج.
وبعد إطلاق هذا الصاروخ الذي تبنته كتائب القسام، بدأ الجيش الإسرائيلي الذي لم يؤكد أن الحافلة كانت تقل جنودا، قصف غزة بينما أطلق الفلسطينيون الصواريخ.

ودمّرت غارة إسرائيلية مساء الاثنين مبنى "قناة الاقصى" التلفزيونية التابعة لحماس وفندقا يضم مكاتب لأجهزة الأمن في وسط مدينة غزة.
وقال ابو ايمن المزين الذي يعيش بالقرب من مبنى التلفزيون المدمر "ما حدث كان مثل زلزال. لم يعد هناك بقالة او صيدلية، او مكتب او جدران".

وقال الجيش  في بيان إن قناة الأقصى "هي ملك حماس وأداتها وتساهم في التحركات العسكرية لحماس وخصوصاً عبر بث رسائل للناشطين وعبر الدعوة علنًا إلى أعمال ارهابية ضد إسرائيل وتوضيح كيفية تنفيذ هذه الأعمال الإرهابية".
وعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي اختصر زيارته الاحد لفرنسا، اجتماعا الثلاثاء لحكومته الأمنية المصغرة التي تقوم بمناقشة أكثر القضايا حساسية.

تجددت المواجهات الأحد بعد توغل وحدة خاصة إسرائيلية في القطاع باء بالفشل على ما يبدو وحصل خلاله اشتباك أسفر عن مقتل ضابط إسرائيلي وسبعة فلسطينيين أحدهم قيادي في كتائب القسام.
وقالت إسرائيل إن هدف العملية في غزّة كان "جمع معلومات استخباراتية وليس عملية اغتيال أو خطف". وقال المتحدث العسكري رونين مانليس في بيان الإثنين إنّ "المهمة لم تجر كما كان مخططاً لها وأدت إلى اشتباك".

من جانبها، أكدت كتائب عز الدين القسام أنّها عملية سرية لجنود على متن سيارة مدنية فلسطينية تم رصدها. وأضافت أن "الطيران الصهيوني بكافة أنواعه تدخل في محاولة لتشكيل غطاء ناري للقوة الهاربة"، مشيرة إلى أن مروحية إسرائيلية قامت بإجلاء الجنود بالقرب من الحدود.
وتأتي هذه التطورات الميدانية بينما كان يبدو أن الوضع في غزة يتجه للاستقرار بعد أشهر من المواجهات العنيفة بين الفلسطينيين والجنود الإسرائيليين بالقرب من السياج الذي يفصل بين القطاع والدولة العبرية. وفي هذا الإطار سمحت إسرائيل لقطر بتسليم غزة 15 مليون دولار من أجل دفع رواتب الموظفين في القطاع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى