> تغطية/ سالم حيدرة صالح

> يعاني الكثير من المبعدين والمسرحين عن وظائفهم ظروفا معيشية صعبة، جراء حرمانهم من أعمالهم وإبعادهم منها من قبل نظام صالح البائد، ويعيشون أوضاعا مأساوية صعبة ومعقدة.

وأمس الثلاثاء واصل هؤلاء المسرحون عن وظائفهم بمحافظة أبين اعتصاما في الوقفة الاحتجاجية الأسبوعية للأسبوع الرابع أمام مبنى السلطة المحلية بمدينة زنجبار، للمطالبة بإعادتهم إلى أعمالهم وصرف مرتباتهم.

وفي شكل من أشكال العرف القبلي قاموا المبعدون خلال احتجاجهم أمس برمي عمائمهم في الأرض في مشهد مؤثر قائلين «كفاية.. تعبنا. أصبحنا متسولين حقنا، نعاني نحن وأسرنا العوز والفقر.. إلى متى نستمر عاطلين عن العمل ومرتبات ضائعة».
«الأيام» انتهزت هذا التجمع الاحتجاجي والتقت بعدد من المبعدين ليتحدثوا عن معاناتهم المستمرة في ظل تجاهل الحكومة والسلطات المعنية فخرجت بالحصيلة التالية:

المبعد محمد حيلان عباد قال: «أنا موظف في المشاريع اليمنية السوفيتية بمديرية أحور تم تسريحي من عملي في عام 94 من قبل نظام صالح السابق الذي سرح العمالة الجنوبية ودمر المؤسسات، وبسبب التسريح الممنهج للعمالة الجنوبية نعيش أوضاعا معيشية صعبة وقاسية، وقابلنا اللجان الرئاسية من أجل عودتنا، ولكن لا حياة لمن تنادي، واليوم نفذنا وقفة احتجاجية جديدة للمطالبة بحقوقنا المسلوبة».

ويرى المبعد حسن محمد حسين، وهو موظف بإدارة المياه، أنه يفتقر لأبسط مقومات العيش التي لم يتمكن من توفيرها، وطالب بعودته إلى عمله بأسرع وقت، تنفيذا للقرارات الرئاسية التي تعني بإعادتهم إلى وظائفهم.
وأوضح أنه التقى مرارا اللجان المشكلة، وأن كل نتائج تلك الاجتماعات حتى الآن لم تبلور إلى أفعال.

أما المبعد أحمد محمد يسلم، موظف في مكتب الإنشاءات، فيقول إنه «عاطل عن العمل منذ أن تم إبعاده عن وظيفته عام 94 من قبل نظام صالح، ويعيل أسرة بحاجة للرعاية والاهتمام».
وأضاف: «تنفيذنا لهذه الوقفة الاحتجاجية بعد أن وصلوا إلى طرق مسدودة جراء عدم عمل الحلول المناسبة لقضيته».

وأوضح المبعد السيد محمد، موظف بتعاونية حناد بمديرية أحور، أن جميع المبعدين الجنوبيين يعانون من الإهمال والضياع، جراء إبعادهم عن أعمالهم منذ الحرب الظالمة على الجنوب في 94، ويقول إنه «نفذ الكثير من الوقفات الاحتجاجية في عدن وأبين والتقى اللجان الرئاسية لحل قضية العمالة الجنوبية».

ويؤكد المبعد غالب محمد عبدالله، موظف في مصنع 7 أكتوبر بمديرية خنفر، أن «المبعدين والمسرحين تم استهدافهم في إطار الاستهداف الممنهج للعمالة الجنوبية بعد حرب صيف 94، التي أدت إلى انتصار قوات صالح على الجنوب». ويرى «أصبح المبعدون يعيشون بين مطرقة المتابعة وسندان اللجان الرئاسية والفقر والعوز والجوع».

ويتحدث مبعد آخر، يدعى عبدالله محمد أحمد الصبيحي، الموظف في مكتب النقل بأبين، عن أن عودته إلى عمله قد طالت، فمنذ تسريحه لايزال يتابع من أجل عودته إلى مقر عمله، ولم تأخذ الإجراءات سبيلا لإعادته إلى وظيفته.

وقال: «إننا نعاني اليوم ظروفا صعبة جراء تدهور العملة المحلية وغلاء الأسعار ولم يتم حل مشكلتنا.. أناشد محافظ أبين اللواء الركن أبوبكر حسين سالم متابعة الجهات ذات العلاقة لوضع حد لمظلمتنا والحل المناسب لمشكلتنا فهذه أهم قضية في مهامه المناط به يجب الانتصار لها».
وقال المبعد علي سليمان إبراهيم، من موظفي مكتب الري خنفر، إنه بلا مرتب منذ تم تسريحه عام 94، ولا يعرف كيف ظل عائشا طيلة السنوات الماضية إلا أنه مايزال يعيش إلى اليوم.

وأشار المبعد عبدالله سعيد عوض، موظف في إدارة الري بجعار، إلى أن العمالة الجنوبية تعرضت لضربة موجعة جراء استهدافها من النظام السابق. وأكد أنه مايزال يتابع من أجل عودته إلى مقر عمله المبعد عنه منذ عام 94.

وقال: «استهدف صالح ونظامه المؤسسات الجنوبية وأسقطها واحدة تلو الأخرى مثل أوراق الشجر.. نعيب اليوم على تلك القيادات الجنوبية التي كانت في نظام صالح ومازالت في الحكم حاليا التي لم تكلف نفسها بوقف تدمير مؤسساتنا والعمل حاليا على إعادتنا إلى وظائفنا».
وطالب المبعد عبدالله سليمان إبراهيم، الموظف في إدارة الري، إنصافه وسرعة إنهاء الظلم الذي يحيط به منذ 25 عاما.