تراجع حدة المعارك بالحديدة عقب جهود دبلوماسية في أبوظبي والرياض
> «الأيام» غرفة الأخبار
>
وقال المتحدث باسم التحالف العربي تركي المالكي أن عمليات تحرير الحديدة ومينائها الاستراتيجي تسير بوتيرة عالية، وإنها أحزرت نتائج نوعية خلال الأيام الماضية.
وقال إن العمليات العسكرية «تهدف ليس فقط إلى ضرب قدرات الميليشيات الحوثية، بل للضغط عليها أيضاً للعودة إلى طاولة المفاوضات والجلوس لتحقيق العملية السياسية في ظل التعنت المستمر منها».
وبعد أيام من الاشتباكات العنيفة في شرق وجنوب المدينة المطلّة على البحر الأحمر قتل فيها نحو 600 شخص غالبيتهم من المتمردين، بدت أحياء المدينة، في قسمها الجنوبي خصوصا، أمس هادئة، حسبما نقلت فرانس برس عن إحدى المقيمات في الحديدة.
وتابعت «لا توجد أصوات انفجارات كما كنا نسمع يوميا منذ اسبوعين».
وأمس الأول الإثنين قصف مبنى صغير عند أحد مداخل الميناء في شمال المدينة، في هجوم قال المتمردون الحوثيون عبر قناة «المسيرة» المتحدّثة باسمهم إنّه ناجم عن غارتين للتحالف العسكري بقيادة السعودية.
وتحدّث شرف الدين عن إصابة ثلاثة من حراس الميناء الخاضع لسيطرة المتمردين الحوثيين، في الهجوم.
كما ذكروا أن قياديا آخر في صفوف الحوثيين وثلاثة من حراسه أصيبوا أيضا في الهجوم.
وكان الأمين العام للامم المتّحدة أنطونيو غوتيريش حذّر في مقابلة مع إذاعة «فرانس انتر» الإثنين من أنه «إذا حصل تدمير للميناء في الحديدة، فقد يؤدي ذلك إلى وضع كارثي بالتأكيد».
وتدفع الولايات المتحدة إلى عقد مفاوضات جديدة بين أطراف النزاع برعاية الامم المتحدة قبل نهاية العام.
وكان وزير الخارجية اليمني خالد اليماني بحث في لقاء مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيثس في الرياض الإثنين «السبل الكفيلة بالدفع بعملية السلام وإجراءات بناء الثقة».
وتأتي الدعوات لوقف الحرب في وقت تتعرض السعودية لضغوط دولية على خلفية قضية مقتل الصحافي جمال خاشقجي في قنصليتها بأسطنبول.
تراجعت حدة المعارك في مدينة الحديدة وبالقرب من مينائها أمس الثلاثاء بسبب جهود دبلوماسية مكثفة تسعى إلى وقف الحرب، وفقا لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية، لكن مصادر محلية وعسكريين يمنيين يرجحون أن تكون التهدئة تمهيدا لعملية خاطفة قد تستهدف تحرير الميناء مع إمكانية تقليل الخسائر.
وأكد المالكي خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي أن العمليات العسكرية ضد جماعة الحوثي تهدف إلى دفعها إلى التفاوض.
وتشهد الحديدة منذ أيام معارك عنيفة جراء عملية عسكرية أطلقتها ألوية العمالقة الجنوبية وقوات يمنية مشتركة لتحرير المدينة والميناء من سيطرة الحوثيين، إذ وصلت المعارك أمس الأول إلى إحدى بوابات الميناء التي تعرضت لأضرار جراء قصف بالطيران الحربي.
وقالت السيدة المقيمة في جنوب المدينة- مفضّلة عدم ذكر اسمها- «توقفت الاشتباكات العنيفة في بداية مساء أمس، وخلال الليل سمعنا أصوات إطلاق نار محدودة، لكن الأوضاع تبدو مستقرّة اليوم».
وفي مؤشر إضافي على تراجع حدة المعارك بين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة، لم يعلن المتمردون أمس الثلاثاء عن أية أعمال عسكرية في مدينة الحديدة عبر وسائل الإعلام المتحدثة باسمهم.
وأكّد نائب مدير الميناء يحيى شرف الدين أن بوابة الميناء الرئيسية «تعرضّت لغارات جوية لكن الأمور تسير بشكل طبيعي في الميناء».
لكن أربعة موظفين آخرين تحدّثت إليهم فرانس برس واشترطوا عدم الكشف عن هوياتهم خوفا من الملاحقة، قالوا إن قياديا في صفوف المتمردين وثلاثة من حراسه قتلوا في القصف الذي أصاب المبنى المؤلف من غرفة واحدة.
والقصف الذي تعرّض له المبنى هو أول عمل عسكري يستهدف الميناء منذ اشتداد المعارك.
وعلى وقع اشتداد المعارك في الأيام الأخيرة، وتحوّلها إلى حرب شوارع في حي سكني في شرق المدينة، تكثفت الجهود الدبلوماسية الغربية في أبوظبي والرياض، وكذلك الدعوات لوقف إطلاق النار في أفقر دول شبه الجزيرة العربية.
والإمارات شريكة في قيادة التحالف العسكري في اليمن، وتشرف قواتها بشكل مباشر على معارك الحديدة وتقوم بتدريب القوات الموالية للحكومة التي جمعتها في بداية العام لمهاجمة الحديدة.
وأجرى وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت محادثات مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في الرياض الإثنين، ثم اجتمع بولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد في العاصمة الإماراتية، قبل أن يعود إلى المملكة للقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي يتولى أيضا منصب وزير الدفاع.
والتقى هانت في الرياض أيضا نائب الرئيس اليمني علي محسن صالح، حسبما ذكر المسؤول اليمني على حسابه على تويتر.
كما قام مستشار البيت الابيض للأمن القومي جون بولتون بزيارة الى أبوظبي التقى خلالها الشيخ محمد بن زايد وبحثه معه ملفات المنطقة، بعد يوم من دعوة وزير الخارجية الامريكي مارك بومبيو إلى إعلان وقف لإطلاق النار في اتصال هاتفي مع ولي العهد السعودي.
وأشارت تقارير غير مؤكدة إلى أن هذه المحادثات قد تعقد في السويد.
وتأتي الدعوات لوقف الحرب في وقت تتعرض السعودية لضغوط دولية على خلفية قضية مقتل الصحافي جمال خاشقجي في قنصليتها بأسطنبول.