> الحديدة «الأيام» أ ف ب
عادت الحياة الى المناطق القريبة من جبهات القتال في مدينة الحديدة غداة وقف هجوم القوات الموالية للحكومة، في وقت أبدى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي دعمه لعقد محادثات سلام برعاية الأمم المتحدة.
وقالت مراسلة لوكالة فرانس برس في الحديدة إن الهدوء يعمّ المدينة أمس الخميس، وأن المدارس في المناطق القريبة من جبهات القتال في الشمال والجنوب أعادت فتح أبوابها وتعمل بشكل طبيعي، والأمر نفسه بالنسبة للمتاجر.
وبعد أسبوعين من الاشتباكات العنيفة التي قتل فيها نحو 600 شخص غالبيتهم من المتمردين، تراجعت حدة المعارك في المدينة الساحلية مساء الاثنين، قبل أن تتحوّل إلى اشتباكات متقطعة الثلاثاء وتتوقف تماما الاربعاء.
لكن المتحدث باسم التحالف العسكري الذي يقود المعارك في مواجهة المتمردين الحوثيين، العقيد الركن تركي المالكي، لم يؤكد وجود وقف لاطلاق النار، قائلا في تصريح لفرانس برس "العمليات العسكرية مستمرة، كل عملية لها خصائصها ومسارها".
وأعلن المتمردون الحوثيون من جهتهم عبر قناة "المسيرة" المتحدّثة باسمهم أن التحالف العسكري شن سلسلة غارات على منطقة قرب المدخل الشرقي لمدينة الحديدة الخميس، وأنّهم دمروا آلية عسكرية للقوات الحكومية بلغم أرضي في المنطقة ذاتها.
"سلما أو حربا"
وبدأت حرب اليمن في 2014 بين المتمرّدين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة، ثم تصاعدت مع تدخّل السعودية على رأس التحالف العسكري في مارس 2015 دعماً للحكومة المعترف بها دولياً بعد سيطرة المتمردين على مناطق واسعة بينها صنعاء.
ومع اشتداد المعارك في الحديدة، توالت الدعوات من قبل الدول الكبرى وفي مقدمها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لوقف اطلاق النار وعقد محادثات سلام في نوفمبر الحالي أو قبل نهاية العام، وبرعاية العام المتحدة، على أن تستضيفها السويد.
والخميس، أيّد الرئيس اليمني هذه المحادثات.
وجاءت تصريحات هادي بعد ساعات على إعلان دولة الإمارات، الشريك الرئيسي في التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن، عن تأييدها محادثات سلام في السويد قبل نهاية العام.
وأضاف في تغريدة أخرى "الحديدة هادئة والميناء يعمل"، مشيرا إلى أن مبعوث الامم المتحدة الى اليمن مارتن غريفيث سيزور أبوظبي هذا الاسبوع.
ويرى خبراء ان هجوما للتحالف على المرفأ لا يزال محتملا، وهو ما يمكن أن يضع 14 مليون يمني يعتمدون على المساعدة، على حافة المجاعة.
وقالت اليزابيث ديكنسون الباحثة في "مجموعة الأزمات الدولية" لوكالة فرانس برس "رغم تعليق التحركات (العسكرية)، فإن التوافق حول كيفية تجنب مواجهة عسكرية في الحديدة قد يكون بعيدا عن المتناول".
حماية الميناء
رغم توقف المعارك، يخشى سكان في الحديدة المطلة على البحر الاحمر أن تقوم القوات الموالية للحكومة بمحاولة جديدة للتقدم نحو شمال المدينة من أطرافها الشرقية وقطع طريق رئيسي هو المعبر البري الوحيد المتبقي إلى الخارج.
وأضاف "إذا تم قطع وصول المواد الغذائية والمشتقات النفطية للمدينة، ستتضاعف كارثة المواطنين".
كما أظهرت آليات عسكرية للمتمردين تجوب شوارع مدينة الحديدة وعلى متنها مسلحون وبينهم سلاح مضاد للطائرات، بينما عمد مسلحون آخرون على حمل قاذفات "آر بي جي" على أكتافهم وهم يقودون دراجاتهم النارية.
وتمر عبر هذا الميناء الحيوي غالبية المساعدات والمواد الغذائية التي يعتمد عليها ملايين السكان في بلد يواجه نحو 14 مليونا من سكانه خطر المجاعة، وفقا للامم المتحدة.