طاجيكستان تفتتح سدا عملاقا لوضع حد لأزمة نقص الكهرباء
> روغون «الأيام» أ ف ب
>
افتتحت طاجيكستان اليوم الجمعة سدا كهرمائيا عملاقا كلفته 3,9 مليار دولار، في مشروع كبير يتيح للدولة الفقيرة الواقعة في آسيا الوسطى التخلص من مشكلة نقص الكهرباء المزمنة وتصدير الكهرباء لافغانستان وباكستان.
ودارت اليوم الجمعة أول توربينة من ست توربينات سيتم تشغيلها في السد المشيد في روغون الواقعة على بعد 100 كلم شرق العاصمة، والمتوقع أن تصل طاقته الإنتاجية الإجمالية حين اكتماله إلى 3600 ميغاواط ، وهو ما يعادل انتاج ثلاث محطات نووية.
وفي العام 2016، صعد الرئيس الطاجيكي امام علي رحمن، على جرافة عملاقة في موقع المشروع، في إشارة لالتزامه الشخصي بالمشروع الطموح.
وتعود خطط بناء السد إلى الحقبة السوفيتية، لكن الزخم بشأنه تضاعف بعد تفكك الاتحاد السوفيتي في العام 1991.
وقال المحلل السياسي عبد الغني محمد عظيموف لوكالة فرانس برس إن سد روغون أصبح "مفهوما للوحدة الوطنية" في طاجيكستان.
وقال سيد جعفر عثمانزودا رئيس حزب طاجيكستان الديموقراطي الممثل في البرلمان إنّ الدعوة تناسب "الانجازات البطولية" لرحمن خصوصا تحويل حلم سد روغون لحقيقة.
وتشرف المجموعة الايطالية "بي تي بي ساليني ايمبريغيلو" على بناء السد الذي يقول مراقبون إن السلطات الطاجيكية لم تشغل نفسها بالحسابات البيئية للمشروع، خصوصا مع التدخل المباشر للرئيس.
وتملك طاجيكستان البلد الجبلي امكانات كبيرة لإنتاج الكهرباء بفضل شلالات المياه في الجبال. وفي الوقت الراهن، هدأ التوتر الجيوسياسي المحيط بالمشروع في المنطقة التي تعاني نقصا في المياه.
إلا أنّ المعارضة الأوزبكية للمشروع تبددت تقريبا بوفاة كريموف في أيلول/سبتمبر 2016 وفي تحول للمواقف قد يصبح هذا البلد البالغ عدد سكانه 32 مليون نسمة أول زبائن السد.
وتابع أنّ "بدء تشغيل (سد) روغون يعني بناء مصانع جديدة وتقدم اقتصادي ووظائف لشعبنا".
افتتحت طاجيكستان اليوم الجمعة سدا كهرمائيا عملاقا كلفته 3,9 مليار دولار، في مشروع كبير يتيح للدولة الفقيرة الواقعة في آسيا الوسطى التخلص من مشكلة نقص الكهرباء المزمنة وتصدير الكهرباء لافغانستان وباكستان.
ومن المتوقع أنّ يصل أرتفاع السد المشيد على نهر فخش في جنوب طاجيكستان إلى 335 مترا (1,099 قدما) في غضون عشر سنوات، ما يجعله أكبر سد كهرمائي في العالم.
ولا يزال موقع مشروع السد يماثل أرض بناء شاسعة إذ تغطي الصخور الأرض حيث تم تحويل مجرى نهر فخش الذي يشق طريقه عبر جبل بايمر.
وسيضاعف المشروع إنتاج الكهرباء في البلد البالغ عدد سكانه نحو 9 مليون نسمة، ما يقضي على مشكلة نقص الكهرباء المزمنة ويتيح لطاجيكستان تصدير فائض الكهرباء لباكستان وأفغانستان واوزبكستان.
وفي العام 2017، تمكنت طاجيكستان من جمع 500 مليون دولار بعد أن طرحت سندات دولية لتمويل بناء السد.
وتأمل طاجيكستان أن يوفر بدء الإنتاج الكهربائي للسد أموالا تساهم في تمويل مشروعات أخرى.
"وحدة وطنية"
وقال مراقبون إن السد يعد مشروعا أساسيا ومهما للبلد الذي فقد عشرات الآلاف من الاشخاص في حرب أهلية في تسعينات القرن الفائت، حين قاتلت جماعات متمردة من بينها إسلاميون، الحكومة.
ودعت شخصيات عامة في البلد السوفيتي السابق لتسمية السد الضخم على اسم الرئيس رحمن.
وإذا وصل لارتفاع 335 مترا المخطط له فسيكون السد الطاجيكي بذلك أعلى بثلاثين مترا من سد جينبينغ-1 (305 امتار) الصيني المشيد حديثا و25 مترا أعلى من سد نوريك العائد للحقبة السوفيتية في طاجيكستان على نهر فخش أيضا.
وقال فيليبو مينغا المحاضر في الجغرافيا الانسانية في جامعة ريدنغ البريطانية لفرانس برس إنّ روغون يقع في "منطقة زلزالية نشطة وقد حذّرت دراسات جيولوجية عدة من مخاطر بناء سد عملاق هكذا في هذه المنطقة".
وتعارض أوزبكستان المجاورة بناء هذا السد خشية تراجع كمية المياه التي تصلها من طاجيكستان والتي تستخدمها خصوصا لزراعة القطن. وقد ألمح رئيس اوزبكستان الراحل سلام كريموف إلى أنّ بلاده ربما تخوض حربا بسبب المشروع.
وقبل افتتاح المشروع الحيوي لبلاده، لخّص نائب مدير المشروع المهندس سوخروب اوشيلوف الأجواء الاحتفالية حول المشروع بقوله "لقد كنت انتظر هذه اللحظة طويلا".