> باريس «الأيام» أ ف ب
يظهر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل اللذان يلتقيان الأحد في برلين، جبهة موحدة بوجه "العاصفة" دونالد ترامب وتحدّي الشعبوية، فيما يسعى كل منهما لاستعادة زمام الأمور داخل بلاده.
وتضاعفت إشارات التضامن ووحدة الصف في الأيام الأخيرة، بعدما قامت خلافات عديدة بين البلدين حول مواضيع أساسية على جدول أعمال ماكرون مثل فرض ضرائب على عمالقة الإنترنت وإصلاح منطقة اليورو.
وكان المستهدف الأول بهذه الانتقادات الرئيس الأميركي الذي رد بسلسلة من التغريدات الغاضبة ضد الرئيس الفرنسي وخططه لإقامة جيش أوروبي، فسخر من شعبيته المتراجعة مشيرا إلى أن فرنسا لكانت تتكلم الألمانية اليوم لولا تدخل القوات الأميركية عام 1944.
ولفتت اختصاصية ألمانيا المعاصرة في جامعة السوربون في باريس هيلين ميار دولاكروا إلى أن ماكرون وميركل يبديان "عزما على التحدث بصوت واحد".
وتابعت "لديهما مصلحة موضوعية في مساندة أحدهما الآخر. فالرئيس ماكرون لا يمكنه وحده تعبئة الأوروبيين، والمستشارة التي ضعف موقعها سياسيا لا يسعها أيضا القيام بأي شيء وحدها".
مقاليد السلطة
بعدما عُرفت ميركل بـ"أقوى امرأة في العالم"، تخلت عن مقدم الساحة عام 2017 لماكرون الذي تم الاحتفاء به عند فوزه بالرئاسة باعتباره رجل أوروبا القوي الجديد.
لكن طموحات الرئيس الفرنسي لإعادة إطلاق أوروبا سرعان ما اصطدمت بمقاومة شديدة داخل الاتحاد الأوروبي وبالمشكلات التي حاصرت المستشارة حتى داخل حزبها.
وفي برلين، يبدو أن سلطة ميركل وصورتها في العالم ضعفتا بشكل لا يمكن إصلاحه. وبعد نكسة انتخابية جديدة، أعلنت في 29 أكتوبر أنها لن تترشح لولاية جديدة، بل أن الكثيرين يتساءلون إن كانت ستصمد حتى نهاية ولايتها عام 2021.
ورأى رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق دومينيك دو فيلبان إنها "تسدي خدمة كبرى لماكرون وتشير له إلى الطريق" وسط اتحاد أوروبي مزعزع بفعل عداء متزايد للمشروع الأوروبي.
وبعد خلافات شديدة بين الرئيس والمستشارة في نهاية أكتوبر حول مبيعات الأسلحة للسعودية، نرى الآن العلاقة الفرنسية الألمانية تنتعش من جديد.
المضي قدما
أعلن رئيس مجلس النواب الألماني فولفغانغ شويبله خلاء زيارة لباريس الأربعاء "أرى اندفاعة جديدة في علاقاتنا وسنقوم بكل ما في وسعنا لدعمها".
وأوضح الخبير في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية هانس شتارك أن "إيمانويل ماكرون يثير تساؤلات في ألمانيا لأنه يريد المضي بسرعة كبيرة في الملفات الأوروبية في حين أن الأمر يتطلب وقتا".
ويطرح البلدان نفسيهما كـ"حارسي الهيكل" الأوروبي وسط انقسامات متزايدة في صفوفه، في وقت وصلت موجة الشعبوية إلى إيطاليا، إحدى الدول المؤسسة للاتحاد.