رغم هدنة الحديدة.. ما زالت الدماء تسيل في اليمن

> أحمد جدوع

>
على الرغم من وقف الحملة العسكرية في مدينة الحديدة غربي اليمن بناء على اتفاق أجرته الأمم المتحدة بين التحالف العربي وجماعة أنصار الله « الحوثيون»، إلا أن دماء الأبرياء من المدنيين مازالت تسيل بسبب خروقات هذه الهدنة .

ومنذ 2014 تخضع مدينة الحديدة المطلّة على البحر الأحمر لسيطرة المتمرّدين المدعومين من إيران وتحاول القوات الحكومية بدعم من التحالف العربي استعادتها منذ يونيو الماضي لاستعادة السيطرة على مينائها الاستراتيجي الذي يشكل منفذا حيويا لإمدادات الأسلحة للحوثيين.
وكانت القوات الحكومية علقت عملية استعادة الحديدة في يوليو لإفساح المجال أمام محادثات سياسية، قبل أن تعلن في منتصف سبتمبر استئنافها بعد فشل مساعي عقد مفاوضات في جنيف بسبب غياب المتمرّدين.

مواجهات شرسة
واشتدّت المواجهات الأسبوع الماضي بالتزامن مع تأكيد الحكومة اليمنية استعدادها لاستئناف مفاوضات السلام وذلك غداة إعلان مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيثس أنّه سيعمل على عقد مفاوضات في غضون شهر، بعيد مطالبة واشنطن بوقف لإطلاق النار وإعادة إطلاق المسار السياسي.

ويهدف الاتفاق إلى إتاحة الفرصة لموظفي الإغاثة التابعين للمنظمة الدولية ومنظمات الإغاثة، للوصول إلى مقارها ومخازن الغذاء، ومواد الإغاثة التابعة لها، لإجلاء العاملين فيها، وتمكين النازحين من المدنيين من مغادرة الأحياء التي تشهد مواجهات عسكرية، .
وكانت القوات اليمنية المشتركة المدعومة من التحالف العربي، وخصوصا الإمارات، قاب قوسين من تحرير الحديدة التي تعرف بـ”عروس البحر الأحمر”، بعد عملية خاطفة نفذتها ألوية مختلفة من الجيش اليمني والمقاومة الوطنية والتهامية.

تقدم عسكري
وتمكنت القوات اليمنية المشتركة من انتزاع مواقع استراتيجية في قلب المدينة، واقتربت للمرة الأولى من ميناء الحديدة الاستراتيجي، الذي يُتهم الحوثيين بتسخيره لعمليات تهريب الأسلحة الإيرانية، وهو ما تنفيه الجماعة.

ومع اقتراب القوات الحكومية من السيطرة على ما يعرف بـ»خط الشام»، وهو المنفذ الرئيسي الجديد لإيصال الإمدادات القادمة من ميناء الحديدة إلى محافظات الشمال اليمني الخاضعة للحوثيين، تعالت نداءات المجتمع الدولي المطالبة بوقف المعركة، وحذرت من مجاعة.
وتمر عبر ميناء الحديدة غالبية المساعدات والمواد الغذائية التي يعتمد عليها ملايين السكان في بلد يواجه نحو 14 مليونا من سكانه خطر المجاعة، وفقا للامم المتحدة.

تحذيرات أممية
وتحذّر الأمم المتحدة من تبعات توقف ميناء مدينة الحديدة عن العمل. وقال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي في مقابلة مع شبكة «بي بي سي» ان «الظروف سيئة جدا جدا».
وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، قتل 34 مدنيا وأصيب 58 آخرون بجروح في الأسبوع الأول من نوفمبر في محافظة الحديدة.

ولا يُعرف ما إذا كانت الأرضية قد أصبحت مهيأة فعلا لانطلاق مشاورات سلام جادة، لكن بريطانيا أعلنت أنها حققت اختراقا في إقناع التحالف بإجلاء 50 جريحا من صنعاء إلى مسقط خلال الأيام القادمة، كحل للعقدة التي تسببت في إفشال مشاورات جنيف 3 في سبتمبر الماضي.

محادثات سلام
بدوره قال المبعوث الأممي لدى اليمن، مارتن جريفيثس، خلال جلسة طارئة بمجلس الأمن الدولي ، إن الأطراف المتحاربة في اليمن قدَّمت «تأكيدات جادة» بالتزامها بحضور محادثات سلام من المقرر إجراؤها قريبًا في السويد.

وأضاف جريفيثس أمام مجلس الأمن الدولي مساء الجمعة: «هذه لحظة حاسمة لليمن.. تلقيت تأكيدات من زعامة الأطراف اليمنية بالالتزام بحضور هذه المشاورات.. وأعتقد أنهم صادقون».
وأوضح جريفيثس إن المحادثات القادمة في السويد سترتكز على وثيقة قام هو بإعدادها، مؤكداً أنها ترتكز على آليات سياسية وأمنية بضمانات للتنفيذ، وتهدف لوقف إطلاق النار في اليمن. 

خرق الهدنة
وتستمر الحرب اليمنية منذ قرابة أربع سنوات، وأسفرت عن سقوط ما يربو على عشرة آلاف قتيل، فضلاً عن انتشار الأمراض والأوبئة واقتراب البلاد من مجاعة.
وعلى الأرض قال الصحفي اليمني بسيم الجناني، إن المليشيا الانقلابية استغلت الهدنة وهاجمت مدينة التحيتا، جنوب الحديدة، وذلك في إطار محاولة تسلل من الجهة الغربية، عبر ملعب الفاروق لكن تم التصدي لهم بعد معارك عنيفة.
وأضاف «الجناني»، إلى أن القوات المشتركة دفعت بتعزيزات كبيرة إلى التحيتا، متوقعا إطلاق عملية واسعة لتحرير ما تبقى من مناطق تحت سيطرة الحوثيين وصولا إلى زبيد حسبما ذكر على حسابه على توتير.

فيما قالت تقارير إعلامية يمنية إن ثلاث فتيات قتلن، وأصيب ثلاثة على الأقل بقذائف أطلقها الحوثيون، على حي سبعة يوليو شمال شرق مدينة الحديدة، بسبب قصف مدفعي كثيف للحوثيين من داخل الأحياء السكنية التي يسيطرون عليها، رغم توقف المعارك.
وأضافت تقارير يمنية أخرى رصدتها «مصر العربية» أن طيران التحالف يواصل تحليقه على المدينة، ويشن غارات على مدافع الحوثيين، في المدينة وصولاً إلى مديريات المراوعة والقطيع شرق المدينة.

 استفزاز حوثي
ويرى المحلل السياسي اليمني محمود الطاهر إن جماعة الحوثي لا تعترف إلا بلغة القوة، مشيراً إلى أن بيان الجماعة الأخير حول الهدنة مستفز لقوات التحالف التي يماري عليها ضغوط دولية من جميع الاتجاهات.
وأضاف  لـ «مصر العربية» أن بيان الحوثي جاء فيه تحدي للمجتمع الدولي فقولهم أنهم على استعداد للرد على أي هجمات من التحالف فيها نوع التحدي الغير مدروس.

وأكد أن الحل الوحيد لنجاح محادثات السلام التي تحدث عنها جريفثس في مجلس الأمن هو تفعيل القرار الأممي بنزع السلاح وقتها ستخضع جماعة الحوثي للجلوس على مائدة المفاوضات غير ذلك ستكون هذه المحادثات كالتي قبلها إما إفشالها قبل انتهائها أو عدم حضور الحوثي.
عن (مصر العربية)​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى