جريفيثس في صنعاء.. هل يصطحب وفد الحوثيين معه إلى السويد؟

> «الأيام» غرفة الأخبار

>  بدأ مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيثس، أمس الأربعاء، زيارة إلى صنعاء تهدف للتحضير لعقد مفاوضات سلام قبل نهاية العام، في وقت يهدّد الوضع الهش في الحديدة بانهيار الهدنة وتعقيد مساعي المبعوث الأمم للتقريب بين الفرقاء.
وكان جريفيثس قال في إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي الجمعة الماضية إنه سيزور صنعاء لمواصلة جهوده، مرجحا أنه سيصطحب وفد الحوثيين معه إلى السويد.

ومن المقرر أن يلتقي جريفيثس، الذي لم يدلِ بتصريح لدى وصوله إلى مطار صنعاء، قيادات الجماعة الحوثية في صنعاء الخاضعة لسيطرتهم حاملا معه تطمينات بشأن مشاركتهم في المحادثات التي يسعى لعقدها في السويد خلال الأسابيع المقبلة.

وخلال اليومين الماضيين أعرب أطراف النزاع عن دعمهم لجهود المبعوث الدولي. ولم يتحدّد برنامج لقاءاته في صنعاء، وما إذا كان سيشمل زيارة إلى مناطق أخرى، لكن مصادر يمنية رجحت أن مدينة الحديدة التي تشهد معارك متقطعة منذ دخول القوات الحكومية والحوثيين في هدنة غير معلنة.

وقبل ساعات من وصوله، شهدت الحديدة ليل الثلاثاء - الأربعاء، لليلة الثانية على التوالي، اشتباكات عنيفة بين القوات الموالية للحكومة المدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية والإمارات، والمتمردين الحوثيين المقرّبين من إيران، قبل أن تتوقف صباحا، بحسب مراسلة لوكالة فرانس برس.
ووفقا لسكان، فإنّ أصوات الاشتباكات العنيفة كان يمكن سماعها في الأحياء الجنوبية للحُديدة. وفي الجهة الشرقية، أفاد السكان أنّ اشتباكات عنيفة دارت أيضاً عند أطراف أحياء سكنية، وأنّ شظايا القذائف تساقطت في هذه الأحياء.

وتزامن اشتداد المعارك مع دعوات من الولايات المتحدة ودول كبرى أخرى والأمم المتحدة لوقف إطلاق النار.
وتخشى هذه الدول ومنظمات إنسانية تعطل ميناء الحديدة، ما قد يتسبب في كارثة إنسانية، كون ملايين السكان يعتمدون على المواد الغذائية والمساعدات التي تمر عبره في بلد تهدّد المجاعة نحو 14 مليونا من سكانه، نصفهم من الأطفال، وفقا للأمم المتحدة.

والإثنين الماضي وزعت بريطانيا على أعضاء مجلس الأمن الدولي مسودة قرار تدعو إلى هدنة فورية في مدينة الحديدة وتحدّد مهلة أسبوعين للمتحاربين لإيصال مساعدات. ولم يتحدد موعد للتصويت على القرار.
وحذّرت «مجموعة الأزمات الدولية» في تقرير حول النزاع في مدينة الحديدة من تبعات إنسانية وعسكرية وسياسية «مدّمرة» لهذه الحرب، داعية المجتمع إلى التدخل فورا لوقفها.

واعتبر التقرير أن الدول الكبرى تواجه «خيارا صعبا وسهلا: منع حرب مدمّرة في الحديدة، أو القبول بالتواطؤ، من خلال عدم التحرك، في التسبب بالجوع على نطاق واسع».
وقال التقرير إن توقف المعارك في الحديدة لم يكن دائما لأسباب سياسية، بل لأسباب عسكرية، مشيرا إلى أن الإمارات، التي تشرف على القوات الحكومية التي تقاتل في الحديدة، تعمد إلى تهدئة المواجهات بهدف منح هذه القوات فرصة لتعزيز مواقعها.

وأضاف أن الإمارات ترى في حرب الحديدة «نقطة تحول» في الحرب إذ إنها قد تتحول إلى ضغوط تجبر الحوثيين على الجلوس إلى طاولة الحوار والقبول بتسوية سياسية.
وقالت المجموعة التي تتخذ من بروكسل مقرا لها إن التحالف العسكري بقيادة السعودية والإمارات يستخف بقدرة المتمردين الحوثيين على الصمود.

ونقل التقرير عن مصادر مطلعة في اليمن قولها إن المتمردين المقرّبين من إيران «عزّزوا قدرتهم الاستخباراتية وأتوا بأكثر مقاتليهم شراسة وخبرة في القتال إلى داخل المدينة»، كما أنّهم «منعوا سكان المناطق القريبة من مواقع القتال من مغادرتها».

وحتى وإن انتهت الحرب بخسارة المتمردين للمدينة، فإن «فقدان الميناء يمثل نكسة، لكن يمكن تجاوزها، أقله في الوقت الحالي»، خصوصا وأن الحوثيين يسيطرون على المناطق المحيطة بها، ويمكنهم أن يتلقوا مبالغ مالية جراء السماح بمرور البضائع، وفقا للتقرير.
وقد تندلع خلافات بين القوات الموالية للحكومة نفسها، كونها قوى غير متجانسة جمعتها الإمارات ودرّبتها. وقال التقرير إن عمود هذه القوى هو مجموعة من المقاتلين السلفيين.

وأمس الأربعاء قالت منظمة «سيف ذي تشيلدرن الإنسانية» إن 85 ألف طفل دون سن الخامسة قد يكونون توفوا بسبب الجوع والأمراض المرتبطة به منذ تصاعد النزاع في اليمن مع تدخل السعودية على رأس التحالف.

وأوضحت المنظمة أنها استعانت ببيانات للأمم المتحدة لتقييم معدلات الوفيات لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن الخامسة ويعانون من سوء التغذية الحاد في الفترة بين أبريل 2015 وأكتوبر 2018.
ودفعت المعارك عائلات إلى النزوح نحو مدن أخرى رغم أن موجة النزوح لا تزال محدودة بحسب سكان تحدّثت إليهم وكالة فرانس برس.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى