3 ديسمبر الزمان و«أوبسالا» السويدية المكان.. من سيفشل المفاوضات هذه المرة؟

> «الأيام» غرفة الأخبار

>  وصل المبعوث الأممي مارتن جريفيثس، أمس الجمعة، مدينة الحديدة واجتمع بإدارة الميناء الذي تدور حوله معارك بين جماعة الحوثي وألوية العمالقة الجنوبية والقوات اليمنية المشتركة رغم الهدنة غير المعلنة.
وقدم جريفيثس إلى الحديدة من صنعاء التي وصلها الأربعاء وعقد فيها لقاءات مع قيادات الجماعة الحوثية ترتيبا لمفاوضات سلام من المقرر أن تستضيفها مملكة السويد قبل نهاية العام الجاري.

المبعوث الأممي التقى لدى وصوله الحديدة إدارة الميناء في محاولة لترتيب وضع جديد للميناء وفقا لمبادرة سابقة كانت اقترحت تسليم إدارة الميناء للأمم المتحدة. في حين ذكرت مصادر أن المبعوث الأممي فاوض قيادات الحوثي في صنعاء على الانسحاب من الميناء وتسيلم إدارته لجهة دولية محايدة.

جريفثس قال في ختام زيارته للحديدة إن «هناك اتفاقاً حول الميناء سيخدم الشعب اليمني وسيحافظ على خط الإمداد الإنساني الرئيسي».
وأشار جريفيثس إلى أنه خلال لقائه بقيادة الحوثيين بصنعاء بحث «كيفية إسهام الأمم المتحدة في الحفاظ على السلام في الحديدة، وتم الاتفاق على أن تبدأ الأمم المتحدة الآن مفاوضات تفصيلية مع الأطراف للقيام بدور رئيسي في ميناء الحديدة، على نطاق أوسع».

وقال مصدر لوكالة «فرانس برس» إن الهدف من زيارة جريفيثس هو «الاطلاع عن قرب على الوضع في الحديدة وبعث رسالة لجميع الأطراف بأهمية التهدئة، بينما نقوم بالتحضير لاستئناف المفاوضات السياسية».
وبالتزامن مع وصول جريفيثس إلى الحديدة، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ريال لوبلون، خلال إفادة للصحافيين في جنيف، إن المنظمة الدولية مستعدة للعب دور إشرافي في إدارة ميناء الحديدة اليمني المطل على البحر الأحمر.

ونقلت رويترز عن لوبلون أن المنظمة مستعدة للإشراف على عمل الميناء لكنه لم يوضح ما إذا كان الحوثيون سينسحبون منه أو يتشاركون في إدارته مع حكومة الشرعية بإشراف أممي.
وفي صنعاء كان جريفيثس التقى بزعيم الجماعة الحوثية عبدالملك بدرالدين الحوثي، وناقش معه «ما يمكن أن يساعد على إجراء مشاورات جديدة في شهر ديسمبر القادم»، وفقا لما ذكره ناطق الجماعة محمد عبدالسلام، الذي أوضح أنه جرى خلال اللقاء بحث التسهيلات المطلوبة لنقل الجرحى والمرضى للعلاج في الخارج وإعادتهم.

وأضاف الناطق باسم الجماعة أن الحوثي حث الأمم المتحدة على «التوازن والحياد في أدائها وسعيها لإيجاد حل سياسي شامل».
ومسألة نقل الجرحى، هي واحدة من ثلاثة شروط جاءت في اللحظات الأخيرة التي حالت دون حضور الانقلابيين مشاورات جنيف في السادس من سبتمبر الماضي.

ووفقا لما ذكرته جريدة الشرق الأوسط، فإن الحوثيين وضعوا شرط نقل 50 جريحا و50 مرافقا قبيل البدء في أي مشاورات يمنية، «لكن محمد عبد السلام لم يوضح في تغريدات عبر حسابه في «تويتر» هل الجرحى الذين تحدث عنهم زعيم الجماعة هم الجرحى الذين جرى نقلهم الأربعاء قبل الماضي، أم أنهم جرحى آخرون».

ويرى سياسيون يمنيون أن الحوثيين يرغبون عبر هذا الشرط في تحقيق مكاسب في حالة القبول أو الرفض؛ فحالة القبول تعني نقل عناصر إيرانية وأخرى تابعة لـ«حزب الله»، وإن لم تتحقق فهي للتعجيز وعرقلة الجهود الدولية الرامية لحل الأزمة وتهديد مشاورات السويد، فضلا عن وقف عمليات القتال، وبالتالي لملمة الصفوف الحوثية وإعادة التمركز في الجبهات التي تخسرها بشكل مستمر.

ويصف هؤلاء إعادة طرح هذه الشروط مجددا بأنها «بوادر تعنت قبل مشاورات السلام اليمنية المرتقبة في السويد الشهر المقبل خصوصا أن هذا الأمر كان قد تسبب بإجهاض المحاولة السابقة لعقد المشاورات في جنيف».
وفي سياق المشاورات كشف مصدر مطلع عن أحاديث تدور حول اختيار مدينة أوبسالا (70 كيلومترا شمال العاصمة السويدية ستوكهولم)، وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن المبعوث سيزور الرياض نهاية الأسبوع للقاء الحكومة اليمنية وإطلاعها على نتائج ما توصل إليه مع الحوثيين.

وفي الكويت، العضو غير الدائم في مجلس الأمن الدولي، رجّح نائب وزير الخارجية خالد الجار الله، في تصريحات، أن تعقد المحادثات في الثالث من ديسمبر. كما أشار إلى أنّ بلاده تتوجّه «لتوفير الدعم اللوجيستي لهذه المباحثات بناء على طلب أصدقائنا السويديين»، من دون أن يقدم إيضاحات، وفقا لما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

وكان المبعوث الأممي أبلغ مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، أن طرفي الصراع أكدا التزامهما بحضور محادثات السلام التي يحضر لها بدعم أمريكي بريطاني.

ورغم التعنت الحوثي وعدم التزام الطرفين بالهدنة في الحديدة إلا أن أكثر من مصدر سياسي في الحكومة اليمنية والأحزاب الموالية للشرعية يجمعون على أن مستجدات الأوضاع في البلاد والموقف الدولي من الحرب باتت تعزز ملامح مرحلة مقبلة مختلفة عما سبقها، في مسار المفاوضات السياسية الهادفة إلى وقف الحرب والعودة إلى طاولة المفاوضات، بصرف النظر عن المعارك المفتوحة التي يظل وقف إطلاق النار فيها مهدداً في أغلب الاحتمالات، كجبهة مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي.

ويتحرك جريفيثس مشمولاً بدعم لا محدود من الأطراف الدولية الفاعلة، وفي مقدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا.
وكان لتحركات لندن الأثر المباشر في الهدنة غير المعلنة في الحديدة، وهي من قدّمت مشروع قرار دوليا بشأن اليمن في مجلس الأمن الدولي، لدعم المبعوث الأممي والتهدئة التي دعا إليها وكيل الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارك لوكوك، منذ أسبوع.

ومن المقرر أن ينظر مجلس الأمن الدولي في تاريخ غير محدد بمشروع قرار قدمته لندن الإثنين ويدعو إلى هدنة فورية لأسبوعين في المدينة ومرور المساعدة الإنسانية بلا عراقيل.
وقال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت الأربعاء إن مشروع القرار «يهدف الى الحصول على توافق الطرفين لإتاحة إجراء مباحثات في ستوكهولم». وسبق أن أعلنت الحكومة المعترف بها استعدادها لإرسال وفدها للمشاورات.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى