بومبيو وماتيس: التحالف قدم مليارات لليمن.. إيران والحرس الثوري قدما السلاح والموت لليمن

> واشنطن «الأيام» خاص

>  قام وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ووزير الدفاع جيمس ماتيس بجهد أخير في الكونغرس أمس الأربعاء في محاولة لإقناع المشرعين بالامتناع عن اتخاذ خطوات من شأنها شل دور الولايات المتحدة في اليمن أو تعريض العلاقة مع السعودية للخطر.
وسط ضغوط متصاعدة على إدارة ترامب في أعقاب مقتل الكاتب السعودي جمال خاشقجي، وبينما ينظر الكونغرس في مجموعة كاملة من مشاريع قوانين العقوبات لمعاقبة الرياض، أرسلت الإدارة السيد بومبيو والسيد ماتيس للحث على ضبط النفس.

وفي إحاطة نادرة ومغلقة في مجلس الشيوخ بأكمله، كان من المتوقع أن يرفع عضوان من الوزراء القضية ضد تغيير السياسة الامريكية تجاه اليمن والمملكة العربية السعودية، وقد فعلا ذلك في تصريحات معدّة قبل احاطتهما المغلقة.
وقال ماتيس «يجب أن أشير إلى أننا نادرا ما نتعامل مع شركاء لا تشوبهم شائبة. ولا يمكن استبعاد مصالحنا الأمنية حتى ونحن نسعى إلى المساءلة عما وصفه الرئيس ترامب بأنه» جريمة مروعة وغير مقبولة «لقتل جمال خاشقجي».

وقال وزير الدفاع الأمريكي ماتيس: «إن سحب دعمنا العسكري الأمريكي المحدود، ومبيعاتنا من الأسلحة إلى شركائنا، وحمايتنا للسكان السعوديين والإماراتيين، سيكون غير حكيم عشية المفاوضات المبدئية الواعدة (في السويد).
لقد استغرقنا وقتاً طويلاً للوصول إلى هنا، لكن في هذا المنعطف الرئيسي، فإن تغيير نهجنا سيعمل ضد جهود مارتن (جريفيثس) من خلال بث حياة جديدة في العمليات الحوثية القتالية، فقط عندما بدئوا بالتفاعل على مضض مع المحاور الأممي.

إن انسحابنا للدعم العسكري المحدود من شأنه أن يزيل أي سبب آخر يدفع التحالف العربي إلى القيام بعمله ضد ميناء الحُديدة. إذا أخذنا الأمران معا، فإن فك ارتباطنا وخسارة نفوذنا الناتجة سيكون لهما الأثر المعاكس للتخفيف من الأزمة الإنسانية».
ودافع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أمس الأربعاء أيضا عن دعم أمريكا للسعودية في حرب اليمن، محذرا المشرعين من أن الصراع سيزداد سوءا دون التدخل الأمريكي.

وقال وزير الخارجية  بومبيو في افادته: «إن المعاناة في اليمن تحزنني، ولكن إذا لم تكن الولايات المتحدة الأمريكية متورطة في اليمن، فإنها (الحرب) ستكون أسوأ بكثير. ماذا سيحدث إذا انسحبت الولايات المتحدة من الجهود اليمنية؟ تخمين ما يلي: إن الحرب لم تكن نهاية المطاف».
وقارن وزير الخارجية الامريكية بين المساعدات التي تقدمها السعودية والامارات الى اليمن والمسعدات الإيرانية حيث قال ان السعودية قد قدمت نحو 11 مليار دولار لليمن وقدمت الإمارات مليارات أخرى بينما قدمت إيران «مئات الملايين لدعم الحوثيين، الذين يرمون أطفال في عمر 15 سنة على الخطوط الأمامية للحرب ويختبئون خلف الدروع البشرية عندما تبدأ القنابل في السقوط».

وعن الحرس الثوري الإيراني تقوم وحدة قوة القدس 190 التابعة للحرس الثوري الإيراني، وهي وحدة من 20 فردًا يرأسها حسن معزي («مو-عيزي»)، بتسليم الأسلحة النارية والصواريخ والوقود ومحركات الصواريخ إلى الحوثيين مثل الحلوى. كما يعمل حسن أيضًا كعامل سفريات: إنه مشغول باتخاذ الترتيبات اللازمة لضباط الحرس الثوري الإيراني ومقاتلي حزب الله للقدوم إلى اليمن، وتوزيع  المهام عليهم».

وأضاف: «على نطاق أوسع، فإن تخفيض العلاقات مع المملكة العربية السعودية سيكون خطأ فادحاً للأمن القومي للولايات المتحدة، ولحلفائنا».
لكن الإحاطة، التي جرت قبل تصويت حاسم في الكونغرس حول قرار سلطات الحرب اليوم الخميس، تهدف إلى إقناع غالبية مجلس الشيوخ للتصويت ضد مشروع القانون الذي من شأنه أن يجبر الولايات المتحدة على إنهاء دورها العسكري في اليمن. آخر مرة أخذ الكونغرس مشروع القانون هذا كان في مارس الماضي وفشل بستة أصوات فقط رجحت كفة الرافضين.

وقال ماتيس في الإحاطة، وزير الدفاع الأمريكي: «تحدث المآسي في الحرب، ونقيم ضبط النفس ونحسن تكتيكات طياري التحالف العربي وهذا قلل من خطر وقوع إصابات بين المدنيين». وكان السيد ماتيس أيضًا يطرح القضية ضد إجراء التصويت، وهو العمل الذي يمكن أن ينهي تدخل الولايات المتحدة في اليمن، لأن دور واشنطن في الحرب ليس عملاتياً، وقد أوقفت الولايات المتحدة إعادة تزويد طائرات التحالف العربية بالوقود في الشهر الماضي.

لكن أعضاء مجلس الشيوخ بيرني ساندرز وكريس مورفي ومايك لي واصلوا أعمالهم يوم الأربعاء للحصول على 51 صوتا اللازمة لعرض القرار. وفي حين كان من المتوقع أن يدعم أكثر من المشرعين مشروع القانون أكثر من أعضاء مجلس الشيوخ الـ44 في مارس، لم يكن من الواضح ما إذا كانت هناك أغلبية بسيطة.

وينظر الكونغرس أيضا في مشاريع القوانين التي من شأنها منع مبيعات الأسلحة إلى السعودية وإصدار المزيد من العقوبات بموجب قانون Magnitsky. لكن السيد بومبيو حذر من مثل هذه التحركات في مقال رأي في صحيفة وول ستريت جورنال أمس الأربعاء.
تحت عنوان «نحن لا نتغاضى عن مقتل جمال خاشقجي». لكن المملكة قوة كبيرة لاستقرار الشرق الأوسط، قال السيد بومبو إن «تخفيض العلاقات الأمريكية السعودية سيشكل خطأ فادحاً للأمن القومي للولايات المتحدة وحلفائها».

وكتب السيد بومبيو في معرض حديثه عن العلاقة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية: «تعمل المملكة العربية السعودية على ضمان ديمقراطية العراق الهشة وإبقاء بغداد مقيدة بمصالح الغرب، وليس طهران. كما تساعد في إدارة طوفان اللاجئين الفارين من سوريا... تتعاون بشكل وثيق مع مصر، وتقيم علاقات أقوى مع إسرائيل... وقد ساهمت أيضاً بملايين الدولارات في الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لمحاربة الدولة الإسلامية والمنظمات الإرهابية الأخرى».

ثم شن هجوم متسائلا عما إذا كان «من قبيل المصادفة أن الناس الذين يستخدمون قتل خاشقجي على شكل هراوة ضد سياسة الرئيس ترامب في المملكة العربية السعودية هم نفس الأشخاص الذين دعموا تقارب باراك أوباما مع إيران - وهو النظام الذي قتل الآلاف في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك مئات الأمريكيين، ويقمع بوحشية شعبه؟».

وقال بومبو، وهو احد صقور الإدارة الامريكية ضد إيران، «إن المملكة العربية السعودية، مثل الولايات المتحدة، وعلى خلاف هؤلاء المنتقدين، تدرك التهديد الهائل الذي تمثله جمهورية إيران الإسلامية للعالم».

في اليمن، أضاف أن الحوثيين المدعومين من إيران «احتلوا الأراضي السعودية، واستولوا على ميناء رئيسي، وبمساعدة إيرانية، قاموا بتحسين استهداف الصواريخ البالستية الخاصة بهم حتى يتمكنوا من إطلاق النار على مطار الرياض الدولي ... لم تظهر طهران أي اهتمام حقيقي تجاه الحل الدبلوماسي للصراع في اليمن».

سيكون تصويت مجلس الشيوخ على قرار سلطات الحرب، إذا تم تمريره، هو المرة الأولى التي يعيق فيها الكونجرس رئيسًا بشأن تفويض الحرب.
ولاحقا وفي وقت متأخر من مساء أمس أعلن مجلس الشيوخ الأمريكي أن أعضاء المجلس  وافق بالأغلبية على إحالة مشروع قانون ينهي دعم حرب اليمن للمناقشة إلى لجنة الشؤون الخارجية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى