إلى صناع القرار.. الحرب والمجاعة لا يجتمعان!

> مازن الشحيري

>  رسالتي هذه موجهة لكل من تعنيه الحرب بالدرجة الأولى بغض النظر عن الأهداف التي قد تختلف من جهة لأخرى، والتي قد نتفق معها أو نختلف، لكن في كل الحالات لا يمكن الجمع بين الأمرين أبدا لتحقيق أي هدف مهما كان وهم الحرب والفقر.
 كل الحروب والنزاعات على مر التاريخ عندما يجتمع الأمران في منطقة واحدة تصبح الحرب عبثية لا معنى لها ولا يستطيع أي طرف الانتصار أو تحقيق أبسط أهدافه.

لذلك نقول لصناع القرار ولكل من يهمه الأمر في بلادنا والحرب الدائرة فيها إما أن تبعدوا المجاعة وشبح الفقر والانهيار الاقتصادي في البلاد أو تحافظوا على أقل تقدير على الحد الأدنى للحياة الكريمة وإلا عليكم أن تنتظروا الهزيمة لا محالة طال الزمن أو قصر هذا لا شك فيه.
خياران لا ثالث لهما والتاريخ خير شاهد ولنا فيه العديد من العبر. فقد هُزمت أمريكا بكل قوتها العسكرية في فيتنام وفي الصومال كذلك على سبيل المثال لا الحصر وذلك نتيجة لاجتماع الحرب والفقر بغض النظر عن الأسباب السياسية والصراع الإقليمي للنفوذ في وقتها بين ما يسمى الدول العظمى رغم أهمية تلك الأسباب أيضا.

وقد انتصرت أمريكا فى بداية حرب العراق وهزمت الجيش العراقي بكل سهولة، لكن عندما حدث اجتماع الحرب والفقر بالعراق خرجت أمريكا من العراق ولم تستطع مواصلة احتلالها للعراق ودمر العراق ولازال العراق فى دوامة صراع دام نتج عنه تهديد الأمن ليس بالعراق فقط بل في العالم أجمع، ووصل ما يسمى الإرهاب الناتج عن اجتماع الحرب والفقر في العراق لتهديد المصالح الأمريكية في أنحاء العالم، بل وصل إلى حد قتل المواطنين الأمريكان في عقر دارهم.

انهار ما كان يسمى الاتحاد السوفيتي الذي كان أحد قطبي القوى العظمى بالعالم بسبب جمعه بين الحرب والفقر في كل حروبه ونزاعاته بالعالم مما أدى بالأخير إلى انهيار القطب الاشتراكي السوفيتي الذى ركز فقط على القوة العسكرية وأهمل الجانب الاقتصادي، بينما صمدت دول اشتراكية أقل قوة وشأنا منه بسبب موازنتها بين الأمرين الحرب والاقتصاد مثل الصين وكوبا وفنزويلا ..

 ففي أسوأ الاحتمالات حتى لو لم تنتصر في بعض معاركك العسكرية لن تنهار وسوف تحافظ على تماسكك الداخلي طالما حافظت على المسافة الكافية بين الحرب والفقر والتي تسمح لك بالبقاء والاستمرار، فقد تخسر معركة لكن لن تخسر الحرب.

الكيان الصهيوني الإسرائيلي رغم احتلاله لفلسطين وتهجير ملايين الفلسطينيين من بلادهم وقتل واعتقال الآلاف بشكل مستمر لحد هذه اللحظة، لكن رغم كل ذلك حافظ على الحد الأدنى من الحياة الاقتصادية للفلسطينيين لمعرفته وإدراكه أن الجمع بين الحرب والفقر ما هي إلا التعجيل بهزيمته لا محالة، والأمثلة كثيرة في هذا الموضوع.

خلاصة الموضوع أن الحرب التي تصل إلى مرحلة أن تكون سببا رئيسيا لتهديد الشعوب بالمجاعة والفقر هنا يجب مراجعة كل شيء قبل الاستمرار بها وخاصة عندما تكون لديك القدرة والإمكانيات الكافية لتجنب الكارثة وخروج الأمر عن السيطرة الذي لو حصل لن تتمكن فيما بعد أي قوة مهما حاولت السيطرة عليه، وسوف يخسر الجميع ولن تكون خسارة معركة بل خسارة الحرب برمتها، وعلى الكل حينها تحمل العواقب والنتائج المدمرة التي سيعاني منها الجميع ربما لعقود طويلة ولن يستثنى أو يسلم أحد منها.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى