قصة قصيرة.. سباق

> مصطفى عطية

> كان زملاؤه في الفصل يَتسابقون في الجري، وكان يَتسابق هو مع أخيه الأكبر في القراءة، أيهما يُكمل قراءة الرواية أولاً، وكان البيت مملوءًا بالرِّوايات والكتب الأدبية الأُخرى، فكان لا يَتعب في البحث عما يَروي ظمأه للقراءة، وعندما شبَّ وصارتْ له اهتمامات أخرى لا يَجد لها كتبًا في البيت، مضى يُنقِّب في المكتبات وعند باعة الكتب القديمة، كان لا يَكفيه شراء كتاب أو اثنين في الموضوع الواحد؛ بل يَشتري بالجملة، وعلى قدْر ما معه من نقود، وكان لا يدخل مقصف الجامعة أو أحد المطاعم لتناوُل وجبة غداء؛ مِن أجل أن يشتري الكتب القديمة، صارت غرفته متحفًا صغيرًا للكتب، وكثرت حتى ضاقت بها غرفته، فصار يَحتفظ بها في صناديق كرتونية على سطح البيت، ومِن ثم كانت هناك كتب كثيرة لا يَعرف أنها لديه، فكان يَستسهِل أن يبحث على أرفف المكتبات العامة عن أن يفتح أحد صناديقه، ثم تعلَّم الإنترنت، وصار يُحمِّل منه كل ما يجده مِن كتب تروق له، ثم وجد برنامجًا ينسخ المواقع بكل محتوياتها فصار يستعمله، وينسخ مكتباتٍ كثيرةً حتى امتلأ جهازه، فاشترى قرصًا صلبًا خارجيًّا وعبَّأه، ثم آخَر وآخَر، حتى صار له درج كبير ملآن بالأقراص الصلبة الممتلئة، وفي النهاية كان يُفضِّل أن يُعيد تحميل ما يُريد عن أن يبحث في مكتبته الخاصَّة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى