رئيس الوزراء: عازمون على المضي في حرب بلا هوادة على الفساد ولن نوقفها حتى ننتصر

> تغطية/ منير النقيب

>
​أكد رئيس الوزراء د. معين عبدالملك بأن موضوع الفساد لا يتعلق بتلقي الرشاوى أو الهبات للحصول على مصالح، أو التفريط في بعض أصول الدولة فقط، بل إنه يتعلق بمنظومة متكاملة، فكم من الوحدات أو المؤسسات نرى شواهد على تحويلها إلى توظيف بالمحاباة والقرابة والجهوية، وهذا كله نوع من أنواع الفساد، بل إن الفساد تعدى إلى تغيير المنظومات الإدارية والقانونية والمالية بحيث يسهل الاستيلاء على المال العام، وكل ذلك نشاهده أمامنا..

وأكد د.معين عزم الدولة على المضي في حرب بلا هوادة للانتصار على الفساد، ولن تتوقف حتى الانتصار على الفساد واقتلاعه من جذوره.. مشيرا إلى أنه مهما حاولت مجموعة الفساد والمصالح أن تقاوم إلا أنها في نهاية المطاف ستفشل أمام إصرار الدولة.
جاء ذلك خلال حضوره الفعالية التي نظمتها الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد أمس الأول الخميس، في معاشيق بالعاصمة المؤقتة عدن، تحت شعار «متحدون لمكافحة الفساد»، وذلك بمناسبة الذكرى السنوية لليوم العالمي لمكافحة الفساد الذي يُصادف الـ 9 من شهر ديسمبر من كل عام.   
وأوضح رئيس الوزراء أنه في «المرحلة السابقة كانت هناك تجارب، وحالياً لدينا تحدٍّ في استيعاب المنح وبرامج الإعمار، والتحدي الأكبر هو تعزيز منظومة الرقابة والشفافية، وذكر أن تجربة الأشقاء بالمملكة العربية السعودية في منحة المشتقات النفطية سبقها في حدود 5 إلى 6 أشهر من الإعداد لخلق منظومة رقابية ساهمت في التقليل من الاستهلاك للمشتقات النفطية، ومثال آخر الشراكة من القطاع الخاص ومن جهاز الرقابة والمحاسبة، وكان هناك كثير من الحالات التي ساهم فيها جهاز الرقابة والمحاسبة عبر أعضائه في كثير من المحافظات في ضبط هذه التجاوزات.


من جانبها، قالت رئيسة الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد، القاضي أفراح بادويلان في كلمتها خلال الحفل: «تحتفل بلادنا مع سائر بلدان العالم باليوم العالمي لمكافحة الفساد وهي مدركة مع كافة أعضاء الأسرة الدولية لآثاره ومخاطره على مؤسسات الدولة وعلى الاقتصاد والخدمات العامة ومعيشة المواطن.. وإن اليمن صادقت على الاتفاقية الدولية لمكافحة الفساد بالقانون رقم (47) لسنة 2005، والذي على إثره صدرت جملة من التشريعات في مقدمتها قانون مكافحة الفساد، وقانون الإقرار بالذمة المالية، وقانون الحصول على المعلومة، وقانون المزايدات والمناقصات والمخازن الحكومية، والتي وضعت الأساس لخلق بيئة تشريعية حامية للمال العام وصائنة لكرامة الوظيفة العامة».

واستعرضت بادويلان إنجازات هيئة مكافحة الفساد في مضمار اختصاصاتها ومهامها والتي شملت العديد من الخطوات «منها استعادة عشرات المليارات وإعادتها إلى خزينة الدولة، وكذا استعادة مساحات مهولة من أراضي الدولة التي صُرفت بعقود أضرت إضراراً بالغاً بالمصلحة الوطنية».
 وأضافت: «كما قامت الهيئة بمراجعة اتفاقيات وعقود النفط ووضعت يدها على الخلل وأحالتها إلى النائب العام لاستكمال التصرف بها، إضافة إلى إنجازات الهيئة بالتعاون مع شركائها في محور التشريعات من خلال تقييم منظومة التشريعات المتعلقة بمكافحة الفساد، وتحديد أوجه القصور فيها والعمل على استكمال منظومتها باستصدار قانون تعارض المصالح الذي يأتي في صدارة الاهتمام الوطني والدولي، كما تم إنجاز مشروع قانون استرداد الأموال المنهوبة، وتفعيل قانون الذمة المالية، حيث بلغت الإقرارات المقدمة إلى الهيئة أكثر من ثلاثين ألف إقرار من المشمولين به».

بدوره أكد المحامي العام الأول في الجمهورية القاضي د. علي عطبوش أن «عملية مكافحة الفساد وحماية المال العام تتطلب تضافر جهود الجميع من أجهزة الدولة الرقابية والمجتمع والمواطنين».. وأكد أن أجهزة الدولة عند قيامها بوظيفتها «فهي تتولى جانبين من السلطة هما الجانب السياسي والجانب الإداري، وأن هناك وسيلتين لتنفيذ ذلك هما المال العام والموظف العام»، موضحا وأنه «عند ممارسة هذه الأعمال قد يترتب عليها حالات من الفساد، وهو ما يمثل عائقاً أساسياً أمام التنمية والموارد والثروة الاقتصادية».

من جهته استعرض ممثل البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة في عدن وليد باهارون، رسالة الأمين العام للأمم المتحدة بمناسبة اليوم الدولي لمكافحة الفساد، وما تضمنها من مفاهيم ومبادئ بشأن آفة الفساد التي باتت متواجدة في عدد من المنشآت والمرافق العامة بكافة بلدان المعمورة، وآثار
الفساد على ارتكاب بعض الجرائم والمخالفات القانونية.

وتخلل الفعالية الاحتفائية باليوم العالمي لمكافحة الفساد تقديم عرض تحليلي لتقرير تقييم تنفيذ اليمن للفصلين الثالث والرابع من الاتفاقية الدولية لمكافحة الفساد، وعرض فلاشات توعوية وكذا فيلم توعوي حول الفساد وضرورة مكافحته.

وكان رئيس مجلس الوزراء الدكتور معين عبدالملك افتتح معرض للصور متعلقة بالجوانب التوعوية في مكافحة الفساد.
تجدر الإشارة إلى أن تنظيم الفعالية يأتي ضمن الجهود الحثيثة التي تبذلها رئيسة الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد القاضي أفراح بادويلان، لتفعيل نشاط الهيئة من العاصمة المؤقتة عدن، حيث سبق أن نظمت الهيئة سلسلة لقاءات مع مختلف الجهات الحكومية لتنسيق عملها وتفعيل مكافحة الفساد فيها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى