من العند إلى العند.. طماح الشهيد في محراب المقاومة

> عدن «الأيام» خاص

> أعلن صباح أمس في العاصمة عدن عن استشهاد القائد الميداني في المقاومة الجنوبية ورئيس هيئة الاستخبارات والاستطلاع بالجيش اللواء الركن محمد صالح طماح، متأثرا بجراح أصيب بها في حادث «الطائرة المسيرة»، الخميس الفائت.

وكان اللواء طماح أصيب بجراح بليغة في قصف شنته طائرة سيرتها جماعة الحوثي لاستهداف عرض عسكري في قاعدة العند بلحج، يحضره قادة عسكريون جنوبيون كبار، مع تغيب تام للقيادات الشمالية أو تلك الجنوبية المتعصبة للوحدة مع الشمال والمعادية لمطالب شعب الجنوب.

وقتل في الحال أربعة جنود وأصيب كل من رئيس هيئة الاستخبارات اللواء محمد صالح طماح، ورئيس هيئة الأركان العامة اللواء بحري عبدالله النخعي، ونائبه قائد صالح الزنداني، ومحافظ لحج اللواء الركن أحمد عبدالله التركي، ومدير الكلية العسكرية اللواء الركن عبدالكريم الزومحي.

وأسعف المصابون إلى عدد من مشافي العاصمة عدن قبل أن ينقل التركي والزومحي أمس لتلقي العلاج في السعودية، وإبقاء طماح والزنداني نظرا لحالتهما التي لا تسمح بالنقل، فأُجريت لرئيس هيئة الاستخبارات العسكرية اللواء طماح عملية في البطن، لكن حالته كانت تتطلب النقل إلى الخارج.

فجر أمس توفي اللواء طماح قبيل إيصاله إلى مطار عدن لنقله ونائب رئيس هيئة الأركان اللواء الزنداني إلى الخارج بطائرة إخلاء طبي.
ومن المقرر أن يشيع جثمان الشهيد قبل ظهر اليوم الإثنين إلى مقبرة أبوحربة بعد الصلاة عليه في جامع الفردوس بمنطقة السنافر، ثم تقام مراسيم العزاء في قاعة ماس بمدينة كابوتا.

واللواء طماح من أوائل القيادات الجنوبية التي دفعت بالقضية الجنوبية إلى العلن عبر ملتقيات التصالح والتسامح، وإن كان في مواقف كثيرة يرجح خيار المقاومة المسلحة لاستعادة دولة الجنوب.

سيرته الذاتية
هو محمد صالح عبد الكريم صالح بن أحمد بن عبد أحمد بن طماح، سياسي وعسكري وقيادي في الحراك الجنوبي، من مواليد عام 1950م، ولد وعاش طفولته في قرية «بين الواديين» منطقة مشألة بمديرية يهر التابعة لمحافظة لحج، وهاجر وهو بعمر 14 سنة إلى المملكة العربية السعودية ثم عاد إلى قريته قبل استقلال الجنوب من الاستعمار البريطاني عام 1967م.

دخل السلك العسكري مبكرا وانخرط في التنظيم السياسي للجبهة القومية، واستطاع أن يحصل على منحة تعليمية في الخارج وحصل على الماجستير في العلوم العسكرية في روسيا، وعاد إلى الجنوب ثم ترقى في السلك العسكري وعُين رئيس القسم السياسي بسلاح المدرعات، وترقى في الرتب العسكرية كما شارك في حرب 1994 إلى ضد قوات الغزو الشمالي للجنوب ضمن قوات الدروع وكانت تحت قيادته وقاتل حتى يوم 7 يوليو 1994.

بعد احتلال عدن غادر إلى الولايات المتحدة الأمريكية وعاد عام 2007، وشارك في قيادة المظاهرات السلمية في عدن والضالع ويافع وأبين، وقاد معركة تحرير العر في يافع من قوات الحرس الجمهوري عام 2011م وانتصر على هذه القوات.
شارك عام 2008 مع عبد الله الناخبي في الاشتباكات التي دارت بين قوات علي عبد الله صالح ومجموعات من الحراك الجنوبي في ردفان انتهت بانتصار المقاومة الجنوبية التي كان طماح بدأ اللمسات الأولى لتشكيلها.

عمل الشهيد على إنشاء عدد من معسكرات التدريب في مناطق يافع إلى جانب مجموعة من ضباط الجنوب لتجميع الشباب الراغبين بالمقاومة المسلحة ضد تواجد القوات الشمالية، وخرّج المئات من الملتحقين بعد تدريبهم على استخدام أنواع الأسلحة، ليجد هؤلاء المتخرجين بعدها خيارهم في المقاومة ضد قوات الحوثي وصالح التي غزت الجنوب ثانية في العام 2015.

أصدر اللواء محمود الصبيحي قرارا بتعيينه قائدا لمحور العند ولم تصمد القاعدة طويلا أمام قوات عبد الملك الحوثي التي اجتاحت عدن يوم 25 مارس من سنة 2015.
شارك ضمن المقاومة المسلحة في جبهة العند إلى أن تم تحرير الجنوب بتاريخ 14 يوليو 2015 من قوات الحوثي وصالح الغازية.
في 23 مايو 2018 صدر قرار جمهوري بتعيينه رئيسا لهيئة الاستخبارات والاستطلاع.

عاد إلى العاصمة عدن يوم الأحد قبل الماضي برفقة وزير العدل على هيثم الغريب قادمين من العاصمة السعودية الرياض.
ويوم الخميس الماضي توجه طماح إلى قاعدة العند العسكرية للمشاركة في عرض بمناسبة تدشين العام التدريبي، لكن طائرة دون طيار سُيّرت من الشمال وأعلن الحوثيون مسؤوليتهم عنها قصفت منصة العرض التي كان يتواجد فيها طماح وعدد كبير من كبار القادة العسكريين الجنوبيين.

الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بعث برقية عزاء ومواساة إلى أبناء الشهيد (عمار ومالك وصالح وقاصد محمد طماح)، مؤكدا أن رحيل القائد طماح «يشكل خسارة على الوطن والمؤسسة العسكرية التي تبوأ فيها عدداً من المواقع القيادية».

وأشار إلى مناقب الشهيد الوطنية والنضالية التي اجترحها خلال مسيرة حياته الحافلة بالتضحية والعطاء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى