لماذا فشلت طائرة الحوثيين «المسيّرة» بالدريهمي ونجحت في العند؟

> رصد/ علاء عادل حنش

>
بعد أن لاقى استهداف الحوثيين لـ«قاعدة العند الاستراتيجية» في لحج الخميس الماضي صدى واسعا في وسائل الإعلام المحلية والدولية، وحتى على المستوى السياسي الدولي، استغل الحوثيون ذلك الصدى، وحولوه من نقمة إلى نعمة، رغم ان سلاح «الطائرات المسيرة» ليس بذلك السلاح القوة، بحسب سياسيين وعسكريين.

وواصل الحوثيون إطلاق الطائرات المسيرة، حيث أعلن وزير الاعلام في حكومة الشرعية معمر الارياني امس الأحد احباط عملية إرهابية استهدفت الفريق الحكومي في اللجنة المشتركة لتنسيق إعادة الانتشار عبر طائرة حوثية مسيرة.

وقال الارياني، في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: إن «قوات الجيش بدعم من التحالف تحبط عملية إرهابية استهدفت الفريق الحكومي في اللجنة المشتركة لتنسيق إعادة الانتشار برئاسة اللواء صغير بن عزيز عبر طائرة حوثية مسيرة مصنعة في إيران، في محاولة منها لإفشال تنفيذ اتفاق السويد وإجهاض جهود الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لتسوية الأزمة».

واضاف «هذا التطور الخطير يأتي بعد يوم من الهجوم الارهابي على عرض عسكري في قاعدة العند والذي ادى إلى استشهاد وإصابة عدد من القيادات العسكرية والضباط والجنود، تأكيدا لنوايا المليشيا الحوثية الايرانية نسف اتفاقات ستوكهولم والدور الذي يلعبه نظام طهران في تأجيج الصراع في اليمن والمنطقة».

وتابع «تم اعتراض الطائرة الحوثية المسيرة المصنوعة بإيران وهي محملة بمواد شديدة الانفجار، وتم تفجيرها قبل وصولها الى مقر سكن الفريق الحكومي المشارك في اللجنة المشتركة بالدريهمي في السابعة والنصف صباحاً (أمس الأحد)».
كل تلك التطورات تأتي بعد الهجوم الذي استهدف عرضا عسكريا في «قاعدة العند» الخميس الماضي، وأدى لمقتل وإصابة عدد من القيادات العسكرية والضباط والجنود الجنوبيين، كان ابرزهم مسؤول الاستخبارات العسكرية اللواء الركن محمد طماح.

المحلل السياسي د.حسين لقور قال، معلقا على حادثة «العند»، إن «هذه الحرب تحمل في ثناياها حربا حقيقية بين الجنوب واليمن، هي الحرب الوحيدة الواضحة معالمها، أما حرب اليمنيين فهي ليست إلا مناوشات لن تلبث إلا ويجدون لها حلول.. اليوم تتضح الصورة بشكل لا شك فيه، فاحتفالات عسكرية في مأرب وأخرى في العند بلحج، فيما العند تستهدفه قوات يمنية ومأرب يمر بسلام».

واضاف، في تغريدة على «تويتر»، «عندما تتفرغ جهات الشرعية العسكرية والمخابراتية والاعلامية للحرب على الجنوب والنخب والاسناد الجنوبية من الطبيعي ان يصل الحوثي الى العند وعندما تتعرض الاجراءات الامنية التي تقوم قوات الامن في مواجهة تسلل الحوثيين الى الجنوب وعدن بالتأكيد الفاعلون لم يكونوا بعيدا من موقع الحدث».

فيما قال الكاتب والصحفي هاني مسهور عن استهداف «العند»: «لم يتوقف النزف الجنوبي منذ 1990م، فما زالت كوادر الجنوب مستهدفة قتلا ونفيا».
واضاف، في تغريدة على «تويتر»، «الزيدية السياسية لن تتوقف عند تصفية سيف اليافعي ومحمد طماح فمنهجية قوى احتلال 1994 هي ادامة الاحتلال واخضاع ارادة الجنوب لسلطة الحكم الزيدية»، في تلميح إلى مؤامرة أعدت للقيادات الجنوبية.

من جانبه، أكد الناطق الرسمي لقوات الحوثيين العميد يحيى سريع أن «التصنيع الحربي للجيش واللجان الشعبية حقق قفزات نوعية في مجال تصنيع الطيران المسير وسيكون هذا العام عام الطيران المسير»، في اشارة الى العمليات التي نفذت في العند والدريهمي ومدينتي (عسير وجيزان) السعوديتين.

وقال خلال مؤتمر صحفي بثته «المسيرة» أمس، «من ضمن عمليات الرد ما نفذه سلاح الجو المسير من عمليات نوعية استهدفت مقرات وتجمعات للعدو في العند وعسير وجيزان».
واضاف «ما حدث في العند هو رد على استمرار العدوان والحصار وفي حال توقف العدوان ستتوقف مثل هذه العمليات»، كاشفًا عن تقنية وخصائص طائرة «قاصف 2K» التفجيرية حيث بين أنها تنفجر على ارتفاع 10 إلى 20 متر وهي طائرة متشظية والمدى القاتل 80 مترا X 30 بشكل بيضاوي، والمدى نصف القاتل 150 مترا إلى 50 مترا»، فيما اعتبر سياسيون تصريحات سريع بـ»الساخرة وغير المسئولة»، مشيرين الى ان الطائرات المسيرة ليس بذلك السلاح القوي كما يصفه ناطق الحوثيين العسكري.

وأكد سريع أن «طائرة قاصف 2K صنعت بطريقة لا تستطيع الرادارات التقاطها أو المنظومات الأخرى اعتراضها وتعتبر هذه الطائرة من الصناعات الحديثة»، وعقب عسكريون عن حديث سريع بانه «كشف لبعض أسرار الحوثيين العسكرية».
واستطرد سريع «اليوم تؤكد قيادة الجيش أن العام الحالي سيكون عام سلاح الجو المسير».

ويعتبر تسيير تلك «الدرونات» ليس بالمعجزة، حيث ان صناعتها وتسييرها عملية لا تتطلب تلك التقنية العالية ويمارسها هواة في أكثر من مكان، وعلى التحالف العربي اتخاذ موقف حاسم ضد هذه الممارسات، لان تعنت الحوثيين جاء بعد التغاضي عن اختراقاتهم المتكررة، ولان هذه الجماعة لا تفهم لغة الحوار أو السلام، وإنما لغة القوة والعنف.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى