الاستفادة من التصالح والتسامح

> محمد صالح الداعري

>
 من الضروري والواجب الوطني أن يستوعب كل الشرفاء والمناضلين من أبناء الشعب الجنوبي مخاطر المرحلة الراهنة منذ اجتياح الجنوب من قبل النظام العفاشي وشن حرب ضد الأرض والإنسان بالجنوب في صيف 1994م واحتلاله بدون وجه حق.

ومن هنا أجمع شعبنا بمختلف توجهاته بأن الوقت قد حان للتصالح والتسامح وفتح صفحة جديدة من التآلف ونبذ الفرقة، وأنه لابد من طي صفحة الماضي بكل مآسيه وتضميد الجراح لمواجهة العدو بصمود وقوة، ومن خلال ذلك لبى الشعب الجنوبي نداء الشرفاء والمناضلين الذين أرسوا مبادئ التصالح والتسامح في تاريخ الجنوب الثائر المتطلع إلى الحرية والاستقلال واستعادة دولتنا المختطفة بحدودها المعترف بها دولياً قبل عام 1990م.

ومن هنا انطلقت هذه المبادئ السامية للتصالح والتسامح لتنهي مرحلة كان تاريخها مليئا بالمخاطر والتي أضرت بتاريخ شعبنا الجنوبي سلباً، وكان التعاطي الإيجابي مع نداء الشرفاء والمناضلين في يوم التصالح والتسامح من أروقة جمعية أبناء ردفان في العاصمة التاريخية عدن، وبمباركة جميع الجنوبيين لهذه الخطوة المباركة التي لولاها لما استطعنا مواجهة العدو، ولا نستطيع لملمة شمل البيت الجنوبي.

ومن هذه الطريق العملاقة تأسست الطريق المعبّدة للنظر إلى المستقبل بحكمة وعقلانية حتى تمكن شعبنا من تأسيس وبناء حراكة السياسي الشعبي الذي قاد الجماهير منذ 2007م منطلقين من المبدأ الأصيل للتصالح والتسامح الذي شكل الركيزة الأساسية لكل ذلك، وتوحدوا حول مطلبهم العادل لقضيتهم الجنوبية وفضح سياسات العدو أمام العالم، وتذكير العالم بأن شعب الجنوب لديه قضية عادلة تتمثل بالحرية والاستقلال، وأننا شعب ذات سيادة كاملة كفلتها لنا المواثيق الدولية، ومن حقنا استعادة دولتنا المغتصبة من قبل نظام صنعاء العفاشي آنذاك.

ويعد التصالح والتسامح انطلاقنا نحو بناء المستقبل مستلهمين من التاريخ العبر والدروس، متجاوزين سلبيات الماضي وتوسيع دائرة التشاور والقبول بالآخر في حدود المعقول، وعدم ترك الفرصة للأعداء لشق الصف الجنوبي، والأخذ بالرأي السديد الذي يوحد ولا يفرق. ومن خلال ذلك نستطيع مواجهة جميع التحديات والمتغيرات التي أصبحت اليوم حديث الساعة، كل يوم نرى ونسمع موقفا هنا وآخر هناك تجاه قضايا الشعوب المضطهدة والمنادية بحريتها واستقلالها، ونحن في الجنوب لم نكن بمعزل عن ذلك التحدي.

لذا يتطلب من الجميع التوحد وعدم المكابرة والوقوف خلف من يمثل قضيتنا العادلة داخلياً وخارجياً.. منطلقين من الإجماع الشعبي الذي حظي به المجلس الانتقالي الجنوبي تحت راية قيادة موحدة في 4 مايو  2017م، وباعتقادنا أن لا خلاف حول الهدف ولكن لابد من التنسيق والتشاور والتنازل لبعضنا البعض، باعتبار التصالح والتسامح قضى على كل الخلافات والتباينات التي عصفت بالشعب الجنوبي في الماضي في مختلف مراحله التاريخية.

لهذا أكد المجلس الانتقالي وهيئاته السياسية أكثر من مرة بأن الحوار هو المخرج الوحيد لكل التباينات حول المسار السياسي للقضية الجنوبية، وعلى الجميع الاستيعاب الجيد لكيفية قيادة السفينة التي تقل الجميع إلى بر الأمان، ولا بأس من طرح الرؤى بشفافية والتعاطي معها بعقلانية لأن قضية الشعب لن تكون ملكا لهيئة أو لأشخاص أو لأي تجمع كان دون إجماع الشعب حوله أقل تقدير،  فإذا لم نكن عاملا مساعدا لا نكون عاملا هدّام لتطلعات الشعب الذي قدّم الشهداء والجرحى والمعتقلين من أجل ذلك الهدف الكبير، وعلينا أن نكبر ويهون كل شيء من أجل ذلك. ​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى