هل تستخدم إيران عشائر عراقية سنيّة لقتال أميركا؟

> ألقى تصاعد وتيرة الصراع بين الولايات المتحدة وإيران، بظلاله على الساحة العراقية المتخمة بالأزمات، فموقف طهران يبحث عن افتعال جبهات بعيدة عن حدودها، مستغلة الرخاوة السياسية والأمنية في الحكومة العراقية التي لم تتمكن من حسم ملف وزارتي الداخلية والدفاع إلى الآن.
وكشفت مصادر لـ"العربية.نت" عن تحرك إيراني لتطويع عناصر من العشائر السنية من المحافظات الغربية، في سبيل محاربة القوات الأميركية، التي كانت بدأت خطواتها منذ أشهر، من خلال لقاءات أجراها قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني مع زعامات عربية سنية في بغداد ومناطق من شمال العراق، بالإضافة إلى لقاء وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الأسبوع الماضي مع شيوخ عشائر وسط وجنوب العراق التي لها امتدادات نَسَبية مع العشائر الغربية.

في هذا السياق، قال الشيخ مزاحم الحويت المتحدث باسم العشائر العربية في المناطق المتنازع عليها لـ"العربية.نت"، إن العشائر العربية ترفض وبشدة سياسات إيران القائمة على خلط الأوراق، والتي يتبعها في ذلك عدد من السياسيين السُنة، مبيناً أن "عدداً من شيوخ العشائر" بدأوا بالعمل ضمن الأجندات الإيرانية.

"زعامات مهدت لداعش"
وأوضح الحويت أن تلك "الزعامات" كانت قد شاركت في ساحات الاعتصام حيث مهدت لدخول تنظيم داعش إلى المدن ومحافظات غرب العراق، مشدداً على أن إيران تدفع بالعمل نحو عدم تواجد القوات الأميركية من خلال تطويع هؤلاء العشائر وتأسيس قوة مسلحة منهم.
وأضاف الحويت أن العشائر العربية في المناطق المتنازع عليها ترحب بالوجود الأميركي، لأنها ستكون سداً مانعاً للتدخل الإيراني في العراق من جهة ومنع عودة داعش من جهة أخرى.

ووفقاً لمصادر محلية، فإن إيران بدأت بالدفع لفتح خطوط مع "قيادات الحشد العشائري الذي تشكل لمحاربة تنظيم داعش في المناطق الغربية، من أهالي وعشائر نفس المناطق، وهو لديه صلات وثيقة مع الحشد الشعبي"، من أجل تشكيل خطوط عسكرية للقتال ضد القوات الأميركية.
وكان القيادي في ميليشيات الحشد الشعبي، محمود المرضي، بيّن أن فصائل الحشد الشعبي ستستهدف القواعد والمصالح الأميركية في الأنبار والمحافظات الأخرى في حال أعلنت واشنطن تواجد قواتها في العراق.

"السنة لا يفكرون بنزاع مسلح"
وقال مرضي إن الحشد الشعبي أصبح قوة كبيرة ومهمة ولا يمكن الاستهانة بها وقادرة على اتخاذ قرارات جريئة تجاه أي تواجد أجنبي يصنف كمحتل.
في السياق ذاته، قال الباحث المحلل السياسي رائد الحامد، إن "العرب السُنة خارج الحكومة والبرلمان لا يفكرون بالمعارضة المسلحة، في حال انتشار الأميركي من جديد في مناطقهم".

وأضاف الحامد أن عرب السنة حالياً في حالة ترقب وعدم التفكير بأي نزاع مسلح، طالما ظلت احتمالات الصدام الأميركي ـ الإيراني قائمة على الأراضي العراقية، مشيراً إلى أن هناك نوعاً من التخوف من تدخل ميليشيات الحشد لتجنيد متطوعين من العرب السنة لقتال القوات الأميركية.
يذكر أن القوى السياسية الموالية لإيران في مجلس النواب العراقي، بصدد تقديم مشروع قانون يقضي بانسحاب القوات الأجنبية من الأراضي العراقية خلال جلسات البرلمان المقبلة.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى