خمس ساعات في حولية الانتقالي.. جولد موريّا وجنوبيا

> كتب/ نجيب محمد يابلي

>
الثلاثاء 23 يناير 2019م طلعت باص التواهي من فرزة القاهرة في الثامنة صباحاً ونزلت عند بجيشة التواهي ومنها طلعت الدباب إلى منطقة جولد مور وهناك وقفت بإجلال أمام عنوان الكتاب الذي أصدره شارلس جونستون عنوانه «The view From Steamer Point» (مشهد من نقطة السفن - التواهي) والسير شارلس جونستون هو المندوب السامي البريطاني في عدن خلال الفترة 1960 / 1963م وهي فترة حيوية.

المشهد من التواهي في اليوم المذكور كان يوم الاجتماع القيادي السنوي الأول للمجلس الانتقالي الجنوبي وقضينا فيه (5) ساعات من ساعات العمر الجميل فأمامنا القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي، رئيس المجلس والأحباب أحمد حامد لملس، الأمين العام للمجلس، وفضل الجعدي، الأمين العام المساعد، وم. عدنان الكاف ورؤساء اللجان العاملة في المجلس.

وقف المشاركون القياديون في المجلس أمام وثيقتين بارزتين الأولى تعلقت بحصاد عام 2018م على مستوى  الدوائر والمحافظات والمديريات والثانية تعلقت بأجندة العمل للعام 2019م، وبذل جهد كبير في إعداد الوثيقتين اللتين تعرضتا للملاحظات والأخذ والرد، وللأمانة التاريخية والموضوعية فقد تحلى القائد عيدروس بالحكمة والحنكة وخلع رداء السبعينات من القرن الماضي وهي فترة الحكم الشمولي في الجنوب وماله وما عليه وهي فترة وجود الدولة والرعاية واللقمة والكيلو اللحم بـ (6) شلنات واليوم بـ (6000) ريال، وكذا السمك كان برخص التراب واليوم بغلاء التبر (الذهب).. دولة كانت تؤمّن حدودها من باب المندب حتى حدود سلطنة عمان.. دولة كانت تملك قلعة العند صاحبة الهيبة الكبرى في الجزيرة العربية، إلا أن تلك القلعة سقطت هيبتها يوم الخميس الموافق 10 يناير 2019م بتآمر قذر وبطائرة هزيلة من زماميط الحوثي أزهقت أرواح قيادات وقواعد عسكرية وفي مقدمتهم اللواء الشهيد محمد صالح طماح، رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية، وانفجار أحد خزانات مصافي عدن في اليوم الثاني مباشرة ولأول مرة في تاريخ الجنوب تسقط هيبة مصافي عدن وبمنتهى السهولة وبات واضحاً أنه «الغزو من الداخل» ويرحم الله عبدالله البردوني..

النقاشات استغرقت أكثر من ساعتين.. كانت هناك جدية وصدقية واعتراضي عليها أن بعضا منها أخذ طابع مغامرة السبعينات من القرن الماضي في ظل الثنائية القطبية واليوم نحن في الأحادية القطبية.. هناك من طالب بكسر الحائط الرابع والنزول إلى المرافق سواء العامة او التعليمية والمشاركة في الانتخابات الطلابية والعمالية..

هناك من طالب بهيكل هرمي للانتقالي، وهناك من عتب على التقرير أن التقصير كان من نصيب شبوة في حين أنه كان عاماً، وهناك من طالب بالتدقيق في جانب ما أنجزته المحافظات أو المديريات بحيث يكون المخطط عند رقم معين وما أنجز بزيادة تكون معقولة وألا تترك الجمل على الغارب، أي أن تدعي أنك خططت بـ (17) فعالية وأنجزت (81) فعالية..

هناك من لفت النظر إلى أن لا تقرير يقدم بدون تقرير مالي، حيث لا يعتد بأي تقرير لا يرافقه تقرير مالي، وهناك من أيد وهناك من اعترض.. هناك من لفت النظر إلى أمور على الأرض في بعض محافظات جنوبية لا تزال ثروتها مهددة من الحوثي والأحمر (علي محسن) وكلاهما ضدان لبعض وحليفات مع بعض ضد الجنوبيين، وهناك أمور على الأرض في مناطق جنوبية تشيب لها رؤوس الوالدان.

قرنت على المشاركين القرارات والتوصيات وهي عديدة، وهناك من طالب بإعادة النظر فيها، وهناك من أخذ عليها (د. سعودي علي عبيد) أنها اخذت الطابع الاخباري بينما يفترض فيها أن تأخذ الطابع الإلزامي.
قيادة المجلس ممثلة بالقائد عيدروس والأمين العام أحمد لملس أقرت عن وعي واقتناع بأنها مجرد قرارات وتوصيات من بنات الساعة وأنها ستشهد غربلة وإعادة صياغة بالمشاركة مع آخرين ولن تنزل إلى المشاركين إلا وهي في ثوب قشيب.

العزيزان الزبيدي ولملس كانا متزنين كثيراً ويمشيان بعقلانية بعيداً عن القفز العالي، فالمرحلة دقيقة ومطالبنا واضحة في قضية الجنوب وبدأنا نجلس مع جهات عربية ودولية وبدأ خلق الله في الخارج يفهمون قضيتنا ولا نريد أن نظهر بمظهر المزايدين لأنك صاحب قضية والقضية يراد لها عقل ناضج بعيداً عن الكاوبوي..

أقول للجميع نحن في مناطق محررة لكن على الأرض نرى بلاطجة ونرى سلاحاً منتشراً ونرى نهبا واسع النطاق للاراضي لم تشهد دول افريقيا مثيلاً له في تاريخها، وعلينا أن نعيد النظر فيما نقول عنها مناطق محررة لأننا نريد أن تكون محررة من البلطجة والنهب وإراقة الدماء واغتصاب الأطفال، نريد أن نتعامل بروح راؤول كاسترو في تعامله مع البلاطجة..

كلمة أخيرة أوجهها للأمريكان:
من حقكم أن تفتخروا بجاكلين كينيدي!!
ومن حقنا أن نفخر بالدكتورة جاكلين البطاني!!​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى