> الحوطة «الأيام» هشام عطيري
لايزال عبدالله ناصر النهاري في مدينة الحوطة يحتفظ بمهنة أجداده القديمة رغم تطور العلم وتنوع أدواته، وهو الوحيد في المدينة الذي يمارس هذه المهنة منذ 40 عاما، وهي من الموروث الشعبي الذي كانت تزخر به حوطة لحج.
في شارع الذهب المتفرع من الشارع الرئيسي تجد العم عبدالله ناصر النهاري، في العقد السابع من العمر، في دكان صغير بالكاد يتسع له يعمل في إصلاح وترقيع الأدوات المنزلية المعدنية كشول الطبخ القديمة التي يتم تعبئتها بمادة الجاز ودبب الشاهي.
وأضاف العم النهاري إن هذا العمل الذي يقوم به يوميا يشعره بالسعادة لكون كل الزبائن المترددين على محله أغلبهم من الفقراء الذين يريدون إصلاح بعض الأواني المنزلية لعدم قدرتهم على شراء الجديد.

وكانت هذه المهنة من المهن التي تشتهر بها لحج وتعد من الموروث الشعبي القديم في المدينة إلى جانبها 10 محلات لشخصيات مشهورة في مواقع مختلفة من المدينة تعمل على إصلاح الأواني المنزلية لتتقلص بعد سنوات تلك المحلات ويبقى محل الوالد النهاري هو الوحيد الذي لازال يعمل ويمارس هذه المهنة الشعبية التقليدية بإخلاص وحب ما عكس حب الناس له وتواصلهم معه.
وأشار النهاري إلى أنه يصرف على أسرته المكونة من 9 أبناء من هذا العمل إلا أن كثرة انتشار وتوسع محلات بيع الأدوات المنزلية وخاصة الصينية التي تباع بأسعار رخيصة قد يؤدي إلى تدنى دخله وانكماش العمل الذي حبه وعشقه على مدى 40 عاما ولا يوجد مصدر دخل آخر له ولأسرته.

ويتحدث العم عبدالله قائلا: «إن أغلب الذين يأتون إلى محلي هم الفقراء الذين لا يستطيعون شراء أدوات منزلية معدنية جديدة فيضطرون لإصلاح بعض الأدوات التي تعرضت لضرر بمبلغ زهيد ليعاد استخدامها من جديد».
ونشاهد بعض الشباب وهم يمازحون ويلاطفون الوالد عبدالله النهاري في وقت فراغه من العمل ليضيفوا نوعا من متعة النفس للعم عبدالله، من باب حبهم له.
