من وراء استقطاب شباب الجنوب لمعسكرات الشمال؟

> كتب/ هشام عطيري

>
يتزايد قلق الأهالي في محافظة لحج جراء قيام جهات وشخصيات باستقطاب العشرات من الشباب في حملة تجنيد منظمة في عدد من المناطق العسكرية في الشمال ومنها مأرب والجوف وصعدة.

لماذا شباب الجنوب؟ العديد من التساؤلات تطرح حول المغزى من استقطاب الشباب الجنوبي العاطل عن العمل وغيرهم من الشباب من مختلف المحافظات الجنوبية للتجنيد في تلك المناطق الخاضعة لسيطرة الشرعية.. هل هو احتياج تلك المعسكرات لتغطية النقص واستكمال أعداد أفرادها أم هي تهيئة للقادم المجهول الذي لازال في انتظار هؤلاء الشباب الجنوبيين.

هناك بعض الجنوبيين الذين يمثلون قيادات عسكرية شمالية ومن يقومون بعملية الاستقطاب لهؤلاء الشباب من خلال وعودهم بدفع مبالغ مالية مجزية بالريال السعودي مقابل التجنيد ونقلهم بحافلات إلى معسكراتهم في رحلة طويلة يشوبها الكثير من المخاطر ليلتحق بعدها المجند بعمليات تدريبية مكثفة، فيما آخرون من الشباب يزج بهم في الجبهات دون تدريب.

لقد شوهد المئات من هؤلاء الشباب يقبلون على تسجيل أسمائهم والانخراط في تلك المعسكرات بعد أن ضاقت بهم سبل العيش، ولكن هل يعلم هؤلاء الشباب ماذا ينتظرهم؟
من المرجح أن السيناريو المعد لهؤلاء الشباب لم يبدأ بعد، حيث إن استمرار تدفق المئات من الشباب الجنوبي إلى تلك المعسكرات قد يشكل النواة الأولى لإنشاء جيش جنوبي في الشمال تحت إمرة الشرعية وخاصة الجهات التي تسعى إلى تقويض أمن واستقرار الجنوب ليكون ذلك الجيش في حالة استعداد تام للعودة لغزو الجنوب من خلال أبنائه بعد أن فشلت العديد من عمليات شق الصف الجنوبي رغم اختلاف الأفكار فيما بين تلك القيادات الجنوبية.

الجنوبيون يحاربون في الشمال المليشيات الحوثية فيما شمال الشمال في انتظار ساعة الصفر للانقضاض على تلك الانتصارات من خلال عملية مدروسة ومعدة مسبقا وبأياد جنوبية أعدت لهذا الغرض في معسكرات الشرعية.

إذن هل يحضر قيادات شمال الشرعية لمحاولة جديدة لاقتتال جنوبي جنوبي، فهناك الكثير من الكلام الذي بدأ ينتشر هنا وهناك حول جدية الشماليين في العودة لغزو الجنوب لمنع الدعوات الانفصالية، حسب قولهم، بعد الانتهاء من مليشيات الحوثي.

لا يستبعد أن تكون قيادات عسكرية لها تاريخها في الدهاء العسكري تسعى لفتح ثغرة صغيرة في خاصرة الجنوب للمرور عبره كما حدث في شبوة وتم إفشال تلك المحاولة.. إلا أن توسع معسكرات الشمال التابعة للشرعية وتحت لوائها المئات من الشباب الجنوبي قد يشكل خطرا مستقبلا على الجنوب.

لماذا هذه السرية في عملية التجنيد لعشرات الشباب الجنوبيين عبر سماسرة ومندوبين؟ لماذا لم يتم الإعلان عنها لتقوم جهة رسمية في القوات المسلحة بعملية التسجيل لهؤلاء الشباب وتبيان المعسكرات التي تطلب شبابا لتجنيدهم؟ ما هو الدافع لجلب المئات من شباب الجنوب إلى تلك المعسكرات؟.. تساؤلات مشروعة.

الخوف بدأ يدب في أوساط  تلك الأسر التي سمحت لأولادها بالذهاب للتجنيد والانتساب للجيش إلا أن حتى اللحظة لا يعرفون عنهم شيئا منذ وصولهم.
في الأخير نرى أن عملية التجنيد السرية لهؤلاء الشباب يثير الشكوك، وهو ما يستدعي الحذر.. وعلى جيش الشرعية تبيان حقيقة هذا الاستقطاب لهؤلاء الشباب في تلك المعسكرات.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى