حكاية أغنية (مول شوعه)

الإثنين, 11 فبراير 2019 - 04:15 ص

4,862 مشاهدة

الشاعر حُسين المحضار

> كلمات الشاعر الكبير حسين المحضار

> هذه القصيدة خلدت مآثر وبطولات ابن مشقاص البار المناضل الجسور البطل (علي سالم الغرابي)، وخلقت تماسكاً قويا في الزي والفخائذ الحمومية في كل مناطق المشقاص، وتبعه بعد ذلك تمرد على النظام آنذاك وخاصةً بعد حادثة (حلفون) الشهيرة عام 1972م، هذه الحادثة خلقت تمردا لقبيلة الحموم، حتى طال رصاصهم بعض قيادات الحزب في الشحر نهارا جهاراً.

من هو علي سالم الغرابي؟

من مواليد مدينة الديس الشرقية، قرية حلفون لعام 1932م، حسب ما تشير اليه بعض المصادر.

درس الابتدائي في الشحر، ثم انتقل للغيل للدراسة بالمدرسة الوسطى، ثم ابتعث للسودان لاستكمال دراسته هناك.

يعتبر الغرابي من قيادات حزب البعث الاشتراكي. عمل بسكرتارية السلطنة القعيطية، وله مساهمات في الحركة الثقافية والوطنية والسياسية، كتأسيس النقابات والجمعيات المهنية، يتميز بقلم لاذع وناقد كأديب وناشط سياسي يشار له بالبنان، وله مساهمات في صحف تلك الأيام، وكتابات لاذعة وحارقة ومحرضة للجماهير، ولتبق صحيفة الطليعة والجماهير شاهدة على كتاباته.
الحكاية
الحكم الشمولي لا يقبل الآخرين

بعد الاستقلال وانفراد الرفاق بالحكم المطلق الشمولي، قيدت حركة الكثير من السياسيين والمفكرين تحت مبدأ النظام، عقل وشرف وضمير الشعب، ومن ضمن هؤلاء المقيدة حركتهم السيد علي الغرابي، وباقي أعضاء قيادة حزبه، وأصبح تحت المجهر فنأى إلى بلدته، وأصبح لا يدخل المدينة إلا بترقب، فنصبت له الأشباك في كل واد وميدان، ففي شهر فبراير من عام 1972، وبطلب من السلطة المحلية للسيد الغرابي لحضور افتتاح إحدى الوحدات الصحية ببلدته حلفون، كخطة لاستدراجه والقضاء عليه، نخوته القبلية تأبى رفض الدعوة مع الحذر من الغدر، فحضر بمعية حرسه من شباب قبيلته، وفي مكان اللقاء باشروه الإخوة بطلق النار، فأصيب في إحدى رجليه، فحمل على الأعناق من قبل رجال القبيلة، وفروا به لأعالي الجبال، وسكن حيث تسكن الذئاب والوعال، محميا برجال القبيلة.

من خلال هذه الحادثة وهذا المشهد، كتب الشاعر الكبير حسين المحضار قصيدته الشهيرة (مول شوعه)، والتي تقول كلماتها:
مول شوعة.. مول شوعه وقب
ما توطى من مكانه غلب
بالغلاغيل عامد له عليها موارد
ما تعزه بقوعه مول شوعه

----

لا ورد يومين عالحوض غب
بالجنا والفوش عنده رغب
هو عاالفرق قايد والظباء والخرايد
تحت امره وطوعه
مول شوعه

----

ما يبالي بالشبك لا انتصب
لا تربع فوق حاجب غصب
وان دكى عالسواعد مربعي له عوايد
الوعر ما يصوعه
مول شوعة

-----

وان لقيته بعد طول التعب
فر ولا مر مني جنب
وان تحدى وعاند جاء بندقي بارد
ما نخر في ضلوعه
مول شوعه

----

ليه نافر ما عرفت السبب
كلما شم الذخيرة هرب
لاسنا الواد صاعد فيه يلقي منافد
قده يعرف فروعه

مول شوعه

توفى الغرابي، الله يرحمه، عام 1984 بعدن بعد عودته بسنوات.

ومن الاغاني الشهيرة التي ارتبط تفسيرها في تلك الفترة بشخصية الثائر مقدم قبيلة آل غراب الشيخ علي بن سالم الغرابي اغنية (حاني قرونه) التي شاعت في اول السبعينات بصوت الفنان الناشئ آنذاك عبدالله حمزه باعباد، المشهور بحمزة، ثم تناقلتها اكثر الحناجر الغنائية امثال الراحل الكبير كرامة مرسال والفنان الكبير مفتاح كندارة، وآخرين وهي من كلمات الشاعر الكبير سعيد باجعالة والحان المرحوم الملحن الرائع سنباطي وادي عمر سالم سعيد جبران.. كما يذكر ذلك الباحث الاستاذ الدكتور عبد الباسط الغرابي، في ابحاثه المختلفة، وكتاباته على مدونته الفيسبوكية. حيث يقول في هذا الصدد إن التخميسة في هذه الاغنية للشاعر والملحن سالم جبران (يا ساكنين الجول.. المطر عندكم.. حول يا ساكنين الجول)، فكتب الشاعر باجعالة كلماته حيث يقول:

حاني قرونه وسط الشبك حنبونه
لي كان ما حد يجيبه
هذي مصيبة الكرة جابها قول
يا ساكنين الجول يا ساكنين المطر عندكم حول
يا ساكنين الجول
الي سقونه صافي عسل من دنونه بعده لقوله حنيبة
قصة عجيبة ما حد لقى مثلها طول
يا ساكنين الجول
زادت شجونه.. دمعه جرى من عيونه.. من يوم فارق حبيبه
بيروح طيبه والسبب عدم لوصول
يا ساكنين الجول.. الخ.
ويقول الأستاذ عبد الباسط إن الشاعر عبدالله محسن الوحيري زاد بيتاً يقول فيه:
ربي يصونه جملة حسد قد نوونه بقلوب سوده رهيبة الله حسيبه
لي هو على الكل مسئول
يا ساكنين الجول.. الخ.
وكما يذكر ايضا ان الشاعر الكبير حسين المحضار اضاف بيتا يقول فيه:
كم لوحوله ايام ما كان عالي
ماحد قدر في نزوله
ياذا المهونة واصبح في الشعب مزقول

يا ساكنين الجول يا ساكتين المطر عندكم حول يا ساكنين الجول.

محمد معدان