ما هي الآفاق الإستراتيجية للربيع العربي؟

> «الأيام» تحليل خاص

>  بداية يجب التأكيد بأن ما يسرد هنا يعتمد في الأساس على ألف باء تطوير البلدان، والذي يلتزم بالنظام والقانون، ويسعى دومًا إلى بناء القدرات الوطنية، ويعزز من الإجراءات الملموسة، والشجاعة في كل المجالات التنموية.
في مجال تطوير البلدان يعتمد على الإستراتيجية التالية:
1. تقصي الحقائق عن كل مشروعات تهم الشعب والوطن.
2. عدم الحكم المسبق، بل التروي حتى تتضح كل الحقائق.
3. وضح حد للصراع السياسي المدار من الإقليم أو العالم.
4. حماية النظام الاجتماعي والسياسي والاقتصادي من التعطل.
5. الفصل ما بين الجانب الجنائي والجانب المدني.
6. الانتقال بالوطن نحو الشراكة والتنمية فقط.
7. عدم المساس بالحياة الكريمة للمواطن.

فن الثورة والقابلية للثورة
الوصول إلى السلطة بالدم وتعمد الإقصاء، وهذا ما يعتمد عليه الربيع العربي عبر إستراتيجية دولة الدين، وليس الدين للشعب، فهناك سوى متظاهرين عزل يقومون بإجراءات تصعيدية وظاهرية بأنها مطالب شعبية ويتبناها كيان مستقل محسوب على الشباب، والهدف وضع الحاكم أو النظام في مربع ضيق، ومعها يضطر من يوالي الحاكم لاستخدام العنف الشرعي. لكن الحقيقة بأنها خطة معدة مسبقًا مع سبق الإصرار والترصد.

انقلاب وليس ثورة
فكرة الإطاحة بالنظام الحاكم عبر الدفع بالعفويين إلى محرقة الموت، وما يصاحبها من مخاطر التعرض للسجن والحبس. وهذا مشروع ينتهي في نهاية المطاف، ويفضي إلى تقاسم السلطة مع النظام الحاكم، وبالتالي يحيد كل من خرجوا للشارع، بناء الجزء الثاني من الإستراتيجية الانقلابية، وهي نظرية مصلحة البلد العليا.
ثورة شعبية سلمية، وعندما تبدأ عملية التفاهمات السياسية على توزيع كراسي السلطة، فالجميع ينقلب على الشعب، ومطالبه بالتغيير.
مثال عملي: لو الرئيس السوداني قرر تقاسم مناصب الحكومة مع المعارضة، ففي ليلة وضحاها ستنتهي ثورة اسمها ثورة السودان، وهذه المحصلة العفوية.

وعي الشعوب
العصيان المدني هو البديل الإستراتيجي، نظرًا لأنها ستعكس وجود مطلب شعبي حقيقي، لكنها سلمية، وستأكد بأن الشعب مجمع على قراره الثوري، ومعها تتبلور دولة تنموية توازي الحاكمة، وليس تخليق المرتزقة، وتكريس الانقسام عبر ساحات الثورة، وتعطيل الحياة الإستراتيجية للشعوب، وستكشف مظاهر العصيان المدني بأنها وصلت بنا إلى الحل الإستراتيجي المثالي، والذي يحمل عنوان عريض بمسمى «الشعب يريد إسقاط الأحزاب».

ثقافة الهيمنة
هي إستراتيجية لإخضاع البقية في شكل إداري، وغزو ثقافي يهدف إلى تحول المطالب الشعبية إلى هيمنة القوى الدينية، والطائفية سواء كانت سنية أو شيعية. ومن وراء تتضح الصورة الإستراتيجية، فمن الداخل يتم تغيير صورة الاستبداد، والذي يقف خلفه من الإقليم، ويديره من العالم يصبح مهيمنا بصورة إستراتيجية واضحة.
مشروع يستبدل الاستبداد الداخلي بآخر، بينما الهيمنة الإقليمية، والدولية تستبدل بأخرى، ومعهما تتوسع دائرة المشاريع المناهضة، وهلمجرا، وتغرق البلدان في الفوضى والاحتراب والقتل والتشريد والنزوح ونقطة اللاعودة.

ثورة بلا ثوار
كباحث إستراتيجي، فكل ما يهمنا النتائج التنموية، ماذا يليق بالشعب بعد الثورة؟ فلم تعد مشروعا تحرريا بقدر ما هي مشروع كارثي، بناء ردود الأفعال، والثورات المضادة، وبذلك المخاطر هي الآفاق، والنتيجة بأنه مشروع مدمر، وتخريبي حاصل على درجة الامتياز مع مرتبة الشرف.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى