> تقرير/ محمد صالح

تعاني إدارة المعهد الصحي بمحافظة الضالع من صعوبات كثيرة أعاقتها من تأدية مهامها بالشكل المطلوب، أبرزها غياب الموازنة التشغيلية ونقص في الكادر المتخصص، وازدحام في القاعات وغياب خدمة المياه ومشكلات أخرى.
وعلى الرغم مما يواجهه هذا المعهد والتابع لمعهد د. أمين ناشر للعلوم الصحية الواقع في العاصمة عدن، إلا أن الكثيرين من أبناء المحافظة ممن التحقوا به استفادوا منه منذ تأسيسه في عام 2000م، بالعمل في المراكز الصحية في العديد من المديريات الريفية طيلة السنوات الماضية، وفي مجالات متعددة منها الإسعافات الأولية والقبالة وغيرها من التخصصات التي خففت من معاناة المواطنين.

تخصصات عدة
كما مكّن قرب المعهد الشباب الراغبين بهذه المجالات من الالتحاق به والتخفيف من معاناة الدراسة في المعاهد أو الكليات الخاصة بمدينة عدن أو غيرها.
ويدرس في المعهد ثلاث تخصصات طبية هي: التمريض التقني المهني، ومساعد طبيب، وقابلات مجتمع، وأفاد الطلاب في أحاديث لـ»الأيام» أن يدرسون في قاعات أصبحت بحاجة ماسة للترميم في جميع الجوانب، مع نقص في بعض المواد أحيانا، فيما قالت إحدى الطالبات بسنة أولى «قبالة»: «أسكن في السكن الداخلي بالمعهد وأضطر لشراء مياه الشرب من خارجه لعدم توفرها فيه»، وأضاف طالب آخر» أدرس في قسم التمريض بشكل نظري وبدون تطبيق عملي من شأنه أن يمكننا من اكتساب المهارات المطلوبة».
 
تخصيص 3 قاعات من المبنى لمرضى الحصبة
تخصيص 3 قاعات من المبنى لمرضى الحصبة

غياب التطبيق
من جهته قال عبد المهيب أحمد سفيان، د. تمريض نظري عملي: «هذه المادة بحاجة لأدوات تطبيق (نظري عملي) خاصة في أساسيات التمريض مثل: عربات التمريض، ثرينجات، كولنات، أجهزة ضغط، أجهزة حرارة، قسطرات بولية وأنفية، وأشعة، وبانديج، فهذه هي الأساسيات والتي نتطلع إلى توفيرها ليتمكن الطلاب الدارسون من التطبيق بهدف اكتساب المهارات في دراستهم ومن ثم تطبيقها مع مرضاهم مستقبلا، فمثلاً  - لا الحصر- أدرس الآن (الحقن I.V الوريدي) في ظل عدم وجود فراشات للتطبيق بها».

فيما أوضح مدرس مادة الثقافة عادل سيف أن «المعهد يشهد ازدحاما كبيرًا من الطلاب بسبب ضيق الفصول التدريسية».

معوقات كثيرة
بدوره أشار القائم بأعمال عميد المعهد وائل عبدالله محمد، وهو متخصص أحياء «ميثو بيلوجي»، إلى جملة من المعوقات التي تواجه إدارته، والتي قال «إنها أصبحت تعمل بجهود ذاتية نتيجة لغياب الموازنة التشغيلية الخاصة».
وأضاف في تصريحه لـ «الأيام»: «نعاني أيضاً من نقص بالكادر ولكننا نغطي هذا العجز بكوادر من خارج المستشفى المجاور لنا، من خلال الاعتماد على رسوم الطلاب قسم الموازي والمقدر بمائة ألف ريال للطالب في العام، و5000 للمنتظمين، بل إن هذه الرسوم نعتمد عليها كذلك في صرف مرتبات أفراد الحراسة لعدم وجود حراسات أمنية معتمدة للمعهد، من هذه المبالغ أيضاً نوفر المياه لطلاب السكن الداخلي، ونحاول إصلاح البيارات الخاصة المخربة بالسكن وكذا تجديد الفرش والتي أصبحت قديمة، وهناك مشكلة أخرى نواجهها في المعهد تتمثل بازدحام الطلاب الدارسين بسبب تخصيص ثلاث قاعات خاصة به للمستشفى المجاور لمعالجة مرضى الحصبة بالإضافة إلى مخزن، وقد أبلغنا الجهات في الصحة عمّا شكلته هذه القاعات من زحمة وضيق للقاعات الدراسية وطالبناهم بإعادتها لنا ووعدونا بهذا الخصوص ولكن حتى الآن لم نتسلمها منهم».

ولفت إلى أن إدارته «لا تفتح باب القبول والتسجيل سنوياً بل كل عامين أو ثلاثة، وبلغ عدد الطلاب الدارسين في العام الجديد 55 طالباً وطالبة (قسم التمريض)، و120 طالبا وطالبة (قسم مساعد طبي)، و70 طالبة (قسم القبالة)».
وقال القائم بأعمال عميد المعهد: «مازال المعهد حتى الآن يُعد فرعًا من فروع معهد د. أمين ناشر، وعبر «الأيام» نطالب الجهات المسؤولة ومنها مكتب الصحة وقيادة السلطة المحلية ورجال الخير بمساعدتنا وتقديم الدعم المناسب لنا، لنتمكن من تجاوز العوائق التي تواجهنا وذلك بتوفير المتطلبات التطبيقية».

ويؤمل أبناء المحافظة من المعنيين إيلاء المعهد اهتماماً خاصاً، وذلك برفده بالكوادر المتخصصة وتوسعة المبنى وتوفير المتطلبات الأساسية للتدريس وكذا للسكن الداخلي، حتى يتمكن الشباب من الانتساب إليه بدلاً من الاضطرار إلى الذهاب للمحافظات الأخرى للالتحاق بالمعاهد الصحية فيها.