> الباغوز «الأيام» ا.ف.ب
يدافع عدد من الجهاديين بعناد أمس الأحد عن آخر بقعة من «خلافة» تنظيم الدولة الإسلامية، متحصنين داخل ما تبقى لهم في الشرق السوري ومانعين المدنيين من الفرار، في وجه عملية تقودها قوات سوريا الديموقراطية مدعومة من التحالف الدولي.
وقبل أيام، وعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أيضاً بإعلان النصر على التنظيم المتطرف. وطالب ترامب أمس الأحد الدول الأوروبية بإعادة مئات من مواطنيها الجهاديين الذين تم اعتقالهم في سوريا من قبل قوات سوريا الديموقراطية لمحاكمتهم في بلدانهم.
وزرع الجهاديون عدداً كبيراً من الألغام وحفروا أنفاقا للاختباء داخلها. ويقومون بشكل دوري بهجمات انتحارية ويمنعون المدنيين من الخروج، وفق قوات سوريا الديموقراطية.
وقال أحد مقاتلي قوات سوريا الديموقراطية لوكالة فرانس برس «لم يخرج أحد منذ يومين».
█ دروع بشرية
وقال المتحدث باسم التحالف الدولي شون راين لفرانس برس إن «مدنيين فروا يتحدثون عن استخدام التنظيم لهم دروعا بشرية حتى أنه يقتل أبرياء لردع الآخرين عن الفرار».
مني التنظيم، الذي أعلن في العام 2014 «الخلافة الإسلامية» على أراض واسعة تمتد من سوريا إلى العراق، بخسائر ميدانية كبرى خلال العامين الأخيرين، بعد سنوات أثار فيها الرعب بقواعده المتشددة وأحكامه الوحشية واعتداءاته الدامية حول العالم.
وأكد ترامب أن نهاية «خلافة» تنظيم الدولة الإسلامية باتت وشيكة. وقال أمس الأحد على تويتر إن «الخلافة» تقترب «من السقوط».
وأضاف أن «الخلافة على وشك أن تسقط. البديل لن يكون جيدا لأننا سنضطر للإفراج عنهم»، مؤكدا أن «الولايات المتحدة لا تريد أن ينتشر هؤلاء المقاتلون في تنظيم الدولة الإسلامية في أوروبا التي يتوقع أن يتوجهوا إليها».
█ خلايا نائمة
وقد يشكل إعلان الانتصار على الجهاديين اشارة البدء لانسحاب حوالى ألفي عسكري أميركي منتشرين في سوريا، كما وعد ترامب في ديسمبر.
واذ اشار إلى «الخلايا النائمة» و«آلاف» الجهاديين «المتفرقين»، أكد جيفري أن «مواصلة القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية» سيبقى أحد اهداف واشنطن حتى «مع اقتراب نهاية المعركة ضد الخلافة خلال يوم أو أكثر».
وحذّر الجيش الأميركي في تقرير من أن التنظيم قد يكون قادراً خلال ستة أشهر أو عام «ليعود من جديد» و«يستعيد مناطق محدودة»، وذلك في ظلّ غياب استمرارية الالتزام بمكافحة الإرهاب.
وتسيطر الحكومة السورية التي تتلقى المساعدة من حليفتيها روسيا وإيران على ثلثي الأراضي السورية بعدما حققت انتصارات ضد الجهاديين ومجموعات معارضة.
وباتت قوات سوريا الديموقراطية على وشك إعلان انتصارها «في الأيام المقبلة»، لكن الجهاديين المتحصنين في جيب في قرية الباغوز مساحته أقلّ من نصف كيلومتر مربع، يظهرون مقاومة شرسة.
وفي محافظة دير الزور على الحدود مع العراق، تتقدّم المعركة النهائية للقوات العربية والكردية ببطء على الرغم من الدعم الذي تقدمه واشنطن.
وعلى مقربة من الباغوز، كانت نقطة لاستقبال الفارين من الجهاديين خالية أمس الأحد، كما لحظ فريق وكالة فرانس برس، حيث كانت عشرات الخيم والشاحنات المستخدمة في عمليات النقل فارغة.
وأوضح مصطفى بالي وهو متحدث باسم قوات سوريا الديموقراطية أن «تنظيم الدولة الإسلامية أغلق كلّ الطرقات» من الجهة التي يسيطر عليها من الباغوز، مضيفاً أن أكثر من 2000 مدني قد لا يزالون متواجدين هناك.
وتابع على تويتر أن الجهاديين محاصرون «في بضعة أمتار مربعة ويحتجزون عدداً من المدنيين ويرفضون تحريرهم».
وقال المتحدث باسم التحالف الدولي شون راين لفرانس برس إن «مدنيين فروا يتحدثون عن استخدام التنظيم لهم دروعا بشرية حتى أنه يقتل أبرياء لردع الآخرين عن الفرار».
ومنذ بداية ديسمبر، فرّ حوالى 40 ألف شخص من المنطقة الخاضعة لسيطرة التنظيم، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأسس الجهاديون إدارتهم الخاصة، التي أعدموا وعذبوا تحتها من لم يلتزموا بقوانينهم وحرضوا على اعتداءات دامية حول العالم.
وكتب ترامب أن «الولايات المتحدة تطلب من بريطانيا وفرنسا وألمانيا والحلفاء الأوروبيين الآخرين استعادة أكثر من 800 مقاتل من تنظيم الدولة الإسلامية أسرناهم في سوريا من أجل محاكمتهم».
وهذا الملف مشكلة محيرة بالنسبة للإدارة الكردية شبه المستقلة التي تطالب بشكل مستمر من الغربيين أن يعيدوا مواطنيهم.
وقد يشكل إعلان الانتصار على الجهاديين اشارة البدء لانسحاب حوالى ألفي عسكري أميركي منتشرين في سوريا، كما وعد ترامب في ديسمبر.
وأكد مبعوث الولايات المتحدة الى سوريا جيمس جيفري أمس الأحد أن «الانسحاب لن يكون مفاجئاً»، وذلك خلال مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن.
ولا يزال التنظيم قادراً على تحريك خلايا نائمة في المناطق المحررة، كما أن مقاتلوه ينتشرون في البادية السورية المترامية.
والمعركة ضد التنظيم تشكّل حالياً الجبهة الأساسية في الحرب السورية التي قتل فيها أكثر من 360 ألف شخص، ونزح ولجأ الملايين بسببها.