> عدن "الأيام" محمد رائد محمد:
- اللجنة الإعلامية للوقفة الاحتجاجية لـ "الأيام": راتب الأكاديمي اليوم لا يتجاوز 100 دولار
- المحتجون يناشدون عبر "الأيام" الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الضغط لإنقاذ التعليم العام والعالي
- بيان الوقفة يطالب بوضع معالجات إسعافية عاجلة بمنح كل موظف مبلغا لا يقل عن 1000 ريال سعودي
- أكاديميو الجامعات الحكومية يحتجون أمام مقر التحالف بعدن للمطالبة بإنقاذ التعليم
وتحدث لـ "الأيام" الناطق الرسمي لنقابة هيئة التدريس في الجامعات الحكومية بلعيد صالح محمد قائلًا "إن من أجل وضع التعليم وحقوق القائمين عليه جاءت الوقفة الاحتجاجية التي دعت إليها نقابة هيئة التدريس بجامعات عدن ولحج كتعبير سلمي ومشروع عن الرفض لما آل إليه حال الأكاديميين غير أن الوقفة لم تمر دون عراقيل حاولت أن تعيقها منذ اللحظات الأولى، لكن رغم ذلك كله نجح المشاركون في تجاوز تلك العراقيل وواصلوا سيرهم على الأقدام حتى تمكنوا من الوصول إلى الموقع المحدد حيث جرت الوقفة كما خُطط لها بمشاركة واسعة تعكس الإصرار على إيصال صوت الجامعة في زمن يتراجع فيه كل شيء إلا الضمير".

جانب من الوقفة الاحتجاجية أمام مقر التحالف بالبريقة
وأضاف بلعيد أن ما حدث اليوم يعكس التمسك بالحق والإيمان بأن التعليم لن ينهض دون أن يُنصف ممن يحملون عبء رسالته، موجهًا شكره لكل الأحرار وكل الحرائر قائلًا "رفعتم رؤوسنا وأثبتتم أن الصوت الأكاديمي ما زال بخير".
وفيما يلي تنشر "الأيام" البيان النقابي الصادر عن الوقفة الاحتجاجية الثانية لنقابة الهيئة التدريسية في جامعات عدن ولحج وأبين وشبوة.
الزملاء الكرام: نقف للمرة الثانية أمام من يدير المشهد ومن يمسك بخيوط اللعبة والقرار لنعيد التذكير بما يبدو أنه نُسي عمداً لنذكر أن التعليم ليس هامشاً والأستاذ والمعلم ليس رقمًا زائدًا، وأن من يُفكِّك الجامعة إنما يُفكِّك الوطن، نقف لأننا نعلم أن من يملك القرار يمتلك القدرة على الحل والإصلاح إذا أراد.

الأشقاء في التحالف: نقف أمامكم وهذه المرة مع طلابنا لا لأنهم جيلنا القادم فحسب بل لأنهم شركاؤنا في هذه اللحظة الحرجة ومطالبنا هي مطالبهم، وكرامتنا من كرامته، وإذا سقط التعليم فلن ينجو أحد، هذه الوقفة الثانية أمام ذات المقرّ ليست صدفة، إنها نتيجة طبيعية للتجاهل المستمر الذي نعانيه.
وتابع بيان النقابة.. الأشقاء في التحالف العربي: لقد تراجع حال الأستاذ والمعلم حتى أصبح أقرب إلى "المُهمَّش" لا عن ضعف فيه بل لأن من يملك القرار لا يرى في التعليم مشروعًا ذا أولوية وهنا نتساءل بحسرة لا نخفيها.. أين خيرات النفط والغاز؟ ولماذا توقفت المصفاة والميناء؟
- هل هذه صدفة أم سياسة؟
لقد صبرنا طويلًا وكنا نُمنِّي النفس أن التحالف الذي جاء تحت لافتة "الإنقاذ" بعاصفة الحزم وإعادة الأمل لن يسمح بسقوط التعليم وأرباب العلم؛ لكننا واجهنا واقعًا مؤسفًا، الأستاذ الذي كان راتبه قبل حرب عام 2015م يتراوح بين 350 و1400 دولار، بات اليوم لا يتجاوز 100 دولار شهريًا وقابل للانهيار، أي ما يعادل أقل من 10 % من قيمته السابقة.

وواصل بيان الأكاديميين أن هذا الانهيار الحاد في القوة الشرائية جعل الأستاذ الجامعي عاجزًا عن تأمين احتياجاته المعيشية الأساسية، فضلًا عن مواصلة البحث العلمي أو أداء مهامه التدريسية بكرامة ويزداد وقع هذه المفارقة حين نرى البذخ والثراء الفاحش على بعض المسؤولين، والهدر الممنهج للمال العام في منظومات الفساد، بينما يُترك صُنَّاع المعرفة يواجهون العَوَز والفقر.
وأضاف البيان أن تلك هي الحقيقة المؤلمة وكنا نرجو من قوتكم وهجًا ودفئًا لا احتراقًا، وكنا نأمل عونًا لا عبئًا يزيدنا وهنًا لكنكم بكل ما أوتيتم من سلطة ونفوذ لم تمدُّوا يدًا تنتشل، بل ضغطتم على جرحنا حتى تعفَّن.
ومضى بيان نقابة الهيئة التدريسية للجامعات الحكومية قائلًا "لقد أضعتم التعليم وإذا ضاع الأستاذ ضاع التعليم، وأصبح الطالب بلا أفق، والمستقبل مُعلَّق في يد من لم يعد يعنيه سوى الأمن كما يراه هو، لا كما نراه نحن العقل أولاً، والمعرفة درع الشعوب.

ولذلك نطالب بما يأتي:
1 - الضغط الفوري والمباشر على الحكومة المعترف بها دوليًا لضمان صرف رواتب أعضاء هيئة التدريس بقيمتها الشرائية قبل عام 2015م، وبشكل منتظم؛ باعتبار ذلك حقًا قانونيًا غير قابل للتفاوض.
2 - قيام الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بدورها الكامل في الضغط لإنقاذ التعليم العام والعالي وتقديم الدعم اللازم المباشر لأساتذة الجامعات ومعلمي المدارس لتمكينهم من أداء رسالتهم السامية.
3 - قيام التحالف بواجباته الأخلاقية والإنسانية تجاه معاناة الشعب.
4 - وضع معالجات إسعافية عاجلة بمنح كل موظف مبلغًا لا يقل عن 1000 ريال سعودي.
5 - التأكيد على مطالبنا الواردة في بياناتنا السابقة.
ختامًا.. هذه الوقفة تحذر من أن تجاهل العقل لا يصنع استقرارًا، وأن خذلان الجامعة والمدرسة لا يبني دولة، ومن يُهمش التعليم اليوم يهيِّئ الشارع للفوضى، ولذلك نقول لمن بيده القرار: لسنا ديكورًا أو جوقة عابرة في مسرحكم، نحن البقية الباقية من صوت هذا البلد، ومن يعادي صوته لا ينتصر مهما امتلك من سلاح.