عمر البشير صامد على رأس السلطة في السودان رغم المطالب بتنحيه

> الخرطوم «الأيام» أ ف ب

> لم تهز حركة الاحتجاجات التي تعمّ السودان منذ شهرين الرئيس السوداني عمر البشير الذي يتحدى منذ سنوات المحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت في حقه مذكرتي توقيف، والذي أعلن أمس الجمعة حال الطوارىء في كل أنحاء البلاد، ردا على المطالب بتنحيه.

ويشهد السودان منذ 19 ديسمبر تظاهرات بدأت احتجاجا على رفع أسعار الخبز ثلاثة أضعاف، ولكن سرعان ما تحولت إلى احتجاجات ضد حكم البشير، وسط أزمة اقتصادية وارتفاع معدلات التضخم. وهي التظاهرات الأكبر ضد البشير منذ تاريخ وصوله الى السلطة في 1989 نتيجة انقلاب.

وأعلن اليوم في خطاب توجه به الى الأمة حال الطوارىء لمدة عام، وحل الحكومة السودانية.

وليست المرة الأولى التي يشهد فيها السودان تظاهرات ضد البشير (75 عاما). فقد حصلت تحرّكات احتجاجية ضدّه في سبتمبر 2013 وفي يناير 2017، لكن محللين يؤكدون أن التظاهرات الأخيرة تشكّل أخطر تحدٍّ يواجه الرئيس السوداني.

وعلى الرغم من اتّهام المحكمة الجنائية الدولية له والتحديات الداخلية الكثيرة التي تواجهه، تمكّن الرئيس السوداني من البقاء في الحكم.

ومنذ إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي توقيف بحقّه في 2009 و2010 لاتهامه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور في غرب السودان، أعيد انتخاب البشير مرّتين رئيسا للسودان في انتخابات قاطعتها المعارضة.

وانتخب البشير لولاية رئاسية خامسة في أبريل 2015، بعد أن حصل على 94 في المئة من أصوات الناخبين.

عسكري

ومنذ صدور المذكرتين بحقّه، قام البشير بزيارات خارجية عدة إلى دول إقليمية، كما زار روسيا.

وقبل أيام من بدء الاحتجاجات، التقى في دمشق نظيره السوري بشار الأسد في أول زيارة لرئيس عربي إلى سوريا منذ اندلاع النزاع فيها في 2011.

والعام الماضي، استضاف البشير محادثات بين الزعيمين الخصمين في جنوب السودان، الرئيس سلفا كير ونائبه (السابق) رياك مشار، توصلت إلى اتفاق لإنهاء الحرب في هذه الدولة.

واستقل جنوب السودان في 2011 بعد أن فاجأ البشير أشد منتقديه بتوقيعه اتفاق سلام أنهى نزاعا كان قائما بين الشمال والجنوب من أكثر من عقدين.

وانضم البشير إلى التحالف العربي بقيادة السعودية ضد المتمرّدين الحوثيين في اليمن، معززا الروابط مع دول الخليج الغنية بالنفط، في تطوّر لقي انتقادات من معارضيه.

والبشير ضابط عسكري برتبة لواء يعتمد نهجا شعبويا، فيؤكد قربه من الشعب ويخاطبه بالعامية السودانية.

وللبشير زوجتان، لكن لا أولاد له.

ولد في 1944 في قرية حوش بانقا شمال الخرطوم، وسط أسرة من المزارعين. دخل الكلية الحربية وترقى في المناصب ثم انضم إلى فوج المظليين، وشارك في حرب 1973.

في عام 1989، قاد انقلابا سلميا ضد الحكومة المنتخبة ديموقراطيا برئاسة الصادق المهدي. ودعمته حينها الجبهة الإسلامية القومية بقيادة حسن الترابي الذي توفي في 2016، بعد أن أصبح من أشد المعارضين للبشير.

إيواء بن لادن

تحت تأثير الترابي، قاد البشير السودان نحو حكم إسلامي أكثر تشددا. واستضاف في التسعينات زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن ثم عاد وطرده بطلب من الولايات المتحدة.

وردا على اتهامات عدة بانتهاك حقوق الانسان، فرضت واشنطن حصارا تجاريا على السودان في العام 1997.

في 1993، أدرجت الولايات المتحدة السودان على قائمة "الدول الراعية للإرهاب". وبعد أربع سنوات فرضت على الخرطوم حظرا تجاريا على خلفية اتهامات عدة من بينها انتهاكات لحقوق الإنسان، رفعته في 2017.

ووصلت التوترات بين البشير والترابي إلى أعلى مستوى في أواخر التسعينات. وفي محاولة لإخراج السودان من عزلته، عمد البشير في العام 1999 الى إقصاء الترابي من دائرته المقربة.

لكن تنفيذ الحكومة حملة عنيفة عام 2003 للقضاء على تمرد في منطقة دارفور الغربية عرّض البشير لمزيد من الانتقادات. وأدى النزاع في دارفور إلى أكثر من 300 ألف قتيل وتشريد أكثر من 2,5 مليون شخص، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.

ومنذ العام 2011، واجه البشير حركة تمرد بقيادة الجيش الشعبي لتحرير السودان - شمال في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى