10 آلاف أسرة تحت خط الفقر بأزارق الضالع

> تقرير/ محمد صالح حسن

> مديرية الأزارق تقع على الجهة الغربية من محافظة الضالع، منطقة كثيفة السكان يقدر سكانها 67 ألف نسمة، وهي مديرية مترامية الأطراف وتتشكل طبيعتها من مجموعة من التضاريس الجبلية والأودية.
وعدد كبير من أبناء الأزارق يعملون خارج المنطقة بأعمال عضلية وفي مجال الزراعة الموسمية وتربية الحيوانات..

وسكان الأزارق لديهم جملة من المعاناة من حيث شحة المياه ووعورة الطرقات وقلة المدارس، وانعدام الخدمات الصحية، إضافة إلى عدم وصول التيار الكهربائي لبعض مناطقها.

«الأيام» قامت بزيارة المديرية لنقل معاناة سكانها عن كثب والتقت مدير عام مديرية الأزارق فضل محمد سعيد، والذي أكد أن «السلطة المحلية بالمحافظة والحكومة تتجاهل مديرية الأزارق من حيث توفير الخدمات، وحصلنا على وعود العام الماضي 2018م بتنفيذ عدد من المشاريع التي تم دراستها ورصد تكاليفها إلا أنها لم تنفذ، وهذا العام 2019م حصلنا على وعود أخرى ومازلنا في انتظار تنفيذها».

وفيما يخص الجانب الصحي قال فضل سعيد «إن السلطة المحلية في المحافظة أبلغتنا بأن الهلال الأحمر الإماراتي طلب منهم دراسة من أجل بناء مستشفى بمديرية الأزارق، وقمنا بإعداد تلك الدراسة وإلى اليوم لم نلمس أي بوادر عن تنفيذ مشروع المستشفى».

وفي الطرقات أشار مأمور الأزارق إلى أن طريق عدن حمادة اعتمدت ورصدت لها مبالغ، وتم تحويلها إلى صندوق الخدمات، ولم يتم إطلاقها منذ فترات طويلة، وتابعنا كل الجهات الحكومية منذ قبل الحرب في الجنوب إلا أن هذه الطريق لم تنفذ وحاليا مقطوعة كغيرها من طرق المديرية بفعل الأمطار والسيول وهي بحاجة لمسح من هذه الأضرار.

وفيما يتعلق بمشكلة مياه الشرب أكد المدير العام أن المديرية مقسمة إلى ثلاث مناطق، أولها المنطقة الجبلية (حمادة، والجبل، وبراط)، التي تعاني على مدار السنة من الجفاف وشحة المياه وهي بحاجة إلى سدود وخزانات، وبعدها منطقة الغيل وهي بحاجة ماسة إلى صيانة مشاريع المياه الموجودة وتطويرها، وآخرها منطقة الأزارق التي تتطلب توفير آبار إرتوازية فيها.

وأما عن الجانب التعليمي قال مدير الأزارق «في هذا الجانب حدث ولا حرج، فالمديرية تعاني نقصا في المدارس والفصول الدراسية، ونحشر في الفصل 80 طالبا، إضافة إلى نقص المدرسين وبعض الفصول بحاجة إلى ترميم، كما أن الطلاب دون كراسي ويجلسون في الشتاء القارس على الأرض».
 
أشد المناطق فقرا 
وتحدث مأمور المديرية عن المساعدات الإغاثية لافتا إلى أن «الأزارق تعتبر من أشد المناطق فقرا على مستوى الجمهورية، وأن هذا الكلام ليس من عندنا بل هو تصنيف دولي من قبل برنامج الغذاء العالمي، كما تعاني المديرية من انتشار الأوبئة والأمراض وغيرها من المشاكل الصحية».

وقال فضل سعيد «إن الإغاثة دخلت الأزارق في شهر 10 /2018م ولكن هذا الدعم الإغاثي لا يكفي وأحيانا يتوقف، ونناشد منظمة الغذاء العالمي زيادة الكمية، كون المديرية تحتوي على 10 آلاف أسرة تعيش تحت خط الفقر.


وفي السياق تحدث المؤرخ صالح عباس ناجي، أحد الشخصيات الثقافية من أبناء مركز عدن حمادة بمديرية الأزارق، وقال «نحن أهالي عدن حمادة نبعد عن عاصمة المديرية حوالي 14 كيلومترا، وعن عاصمة المحافظة حوالي 12 كيلومترا».
وأضاف عباس «تعاني هذه المديرية كغيرها من بقية مناطق المديرية من حيث وعورة الطريق وجوانب تعليمية مدرسية وجوانب صحية، ومركزنا يشهد كثافة سكانية ونحن بحاجة إلى بناء مركز صحي وتوفير كل متطلباته».

وأكد أن «طريق عدن حمادة بحاجة إلى إصلاح وتأهيل، كون المواطن يتحمل تكاليف باهظة أثناء تنقلاته، وتابعنا هذا الأمر وتبرع الأهالي بمبلغ 400 ألف ريال عام 2008م لغرض عمل دراسة وإنزال مهندس، وبالأخير لم ينفذ هذا الجانب حتى اليوم رغم حصولنا على الكثير من الوعود، وكان آخرها وعد محافظ الضالع الذي وعد بتنفيذ مرحلة النصف الأول من الطريق ونأمل من الجميع الوفاء بوعودهم».

مشكلة التعليم
وعن مشكلة التعليم تطرق عباس ناجي في حديثه لـ «الأيام» إلى وضع التعليم قائلا: «مشكلتنا في منطقة عدن حمادة عدم وجود مدرسة ثانوية رغم جمع التبرعات المالية من أهاليها والتي بلغت مليون 500 ألف وتم شراء أرضية لبناء ثانوية جديدة بدلا من المدرسة القديمة السابقة التي بنيت عام 1967م من قبل شيخ المنطقة والأهالي وهي تحتوي على ثلاثة فصول صغيرة، وحتى اليوم لم نحصل من الجهات الحومية على أي دعم في هذا الجانب سوى الوعود الواهية فقط، في ظل ازدياد الطلاب والعبء على الأهالي، ونأمل إنقاذنا ببناء مدرسة ثانوية لتخفيف من زحمة الطلاب والطالبات، وتحسين مستوى التعليم».


بدوره تحدث صالح سالم حمود من أبناء بلاد الأحمدي منطقة شان الأزارق عن مشاكل التعليم التي تعانيها الأزارق بشكل عام ومنطقة شأن بشكل خاص، مؤكدا أن «المنطقة تعاني قلة بالكادر التعليمي، والموجود لا يغطي احتياجات المديرية، ويوجد في مدرسة منطقة شان ثلاثة مدرسين من خريجي معهد الجند، بينما يبلغ عدد الطلاب أكثر من 300 طالب، وتم بناء المدرسة عام 1994م وتعتمد على المعلمين الذين يأتون من المناطق المجاورة».

كثافة سكانية وقلة مدارس
كما تحدث عن هذا الجانب عدنان ناجي حسين من منطقة خشان قائلا «المدارس قليلة مقارنة مع كثافة السكان، كذلك بعض القرى متباعدة عن المدرسة مثلا قرى خشان، الكظيمية، المقطار، لكمة شمس، الفول لحمر، جميع هذه القرى تعاني من عدم وجود مدراس قريبة تجمع الطلاب وتخفف عنهم عناء السفر الطويل إلى المدارس المبعثرة بمناطق بعيدة بحاجة إلى تشييد مدارس».

من جانبه أكد أحمد فضل الكنج، من أهالي منطقة خشان، بأن «المنطقة بحاجة إلى طرقات، وأن جميع الحكومات المتوالية على البلاد حتى اليوم لم تهتم بالمناطق النائية لمديرية الأزارق، وأن منطقة «موعد» تشهد الطرق الرئيسية فيها دمارا إلى أبعد الحدود، وأصبح من المستحيل عبور السيارات من خلالها، حيث يلجأ السكان في النقل والمواصلات إلى استخدام الحمير».  

وقال الكنج «في أيام الجفاف نجلب المياه من مناطق بعيدة، بسبب شحة مياه الشرب والجفاف الذي يصيب المنطقة طوال العام».​

خاص «الأيام»

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى