استنفار في لحج وعدن لإنقاذ حقل مياه بئر ناصر من أعمال البسط

> تقرير/ هشام عطيري

>
أعلنت سلطتي لحج وعدن، أمس الإثنين، حالة الاستنفار جراء الخطر الذي يتهدد حقل بئر ناصر بمديرية تبن عقب تجاوز عمليات التوسع والبناء إلى مواقع قريبة من حرم الحقل المشدد الذي يغذي مناطق من لحج و40 % من استهلاك مدينة عدن الذي يشكل تهديدا بيئيا قد يؤدي خلال فترات قادمة إلى حدوث تلوث بحقل المياه في حالة توسعها وانتشارها دون أن تتخذ السلطات في المحافظتين إجراءات لحماية الحقل ومنع الاعتداءات، والتي وصلت في بعض مواقع الحقل لقرب آبار المياه وبأمتار قليلة، متجاوزين حرم الحقل إضافة إلى تواجد العديد من الرعاة ومخيم للنازحين في الحقل.


وعقب لقاء سابق في مدينة عدن جمع سلطتي المحافظتين قام كل من نائب محافظ لحج عوض الصلاحي، ووكيل محافظة عدن غسان الزامكي، ومدير عام مؤسسة المياه بمدينة عدن المهندس علوي المحضار، والعديد من القيادات في مياه المحافظتين بالنزول الميداني لحقل بئر ناصر للاطلاع على وضع الحقل والاعتداءات التي يتعرض لها الحرم، وإيجاد المعالجات السريعة لإخراج المعتدين من الحقل وفق خطة تعدها المؤسسة بالتعاون مع الأجهزة الأمنية وفق قرارات مجلس الوزراء، الذي حدد حرم الحقل، وتحديد مدى الأضرار ورفع كشوفات بالمعتدين مع توزيع إشعارات لهم لإزالة المخالفات وفقا للقانون.


وقال عوض الصلاحي: «إن نزولهم الميداني إلى بئر ناصر يأتي على هامش اللقاء مع محافظ  عدن عقب تعرض الحقل لاعتداءات وتضرر بعض آبار المياه في الحقل نتيجة تسكين العديد من الرعاة والنازحين في حرم الحقل دون الاتفاق مع السلطة المحلية بمنطقة الاختصاص»، مشيرا إلى تكليف مهندسين من لحج وعدن بإعداد دراسة وتقرير شامل يهدف إلى نقل الرعاة وأصحاب البناء العشوائي إلى مناطق بعيدة من حرم الحقل.


وأكد الصلاحي أن ما وصل إليه حقل بئر ناصر ناتج عن الإهمال وعدم وجود السور والحماية الأمنية.. داعيا إلى ضرورة استكمال بناء السور على الحقل مع توفير الحماية الأمنية الكاملة حتى لا تتكرر تلك الاعتداءات في الحقل.
وطالب الصلاحي من وصفهم بالمعتدين ومن تسول لهم نفسهم الاعتداء برفع أيديهم من كل حقول المياه، لافتا إلى أن الاعتداء على  حقل المياه قد يسبب كارثة بيئية وإنسانية لن يستطيعوا وقفها إطلاقا في حالة استمرارا مثل هذه الاعتداءات، مبديا استعداد السلطة المحلية بالمحافظة على توفير البديل ومساحات كافية بعيدة عن الحقل.


 غسان الزامكي وكيل محافظة عدن قال: «إن هذا النزول جاء بناء على توجيهات محافظ عدن ومخرجات اللقاء الذي عقد خلال الأيام الماضية بديوان المحافظة»، مشيرا إلى أن حرم حقل بئر ناصر حدده قرار مجلس الوزراء، وهناك مخططات حددت مواقع الحرم المشدد الذي يمنع الاقتراب منه في هذا الحقل.

وأشار الزامكي إلى أن النزول الميداني كشف أن الاعتداءات لا زالت مستمرة من خلال البناء العشوائي، إضافة إلى وجود مخيم للنازحين في حرم الحقل، مؤكدا أن مخرجات اللقاء شددت على عدم التهاون مع المعتدين الذين دخلوا في حرم الحقل من خلال تنفيذ حملة أمنية صارمة ومشددة توقف كل من له يد في اعمال البسط على حرم الحقل، ومؤكدا أن «المياه حياة للإنسان، وإذا تم الاستمرار في الاعتداء على الحقل فلن يبقى لنا شيء بمحافظات عدن ولحج وأبين».


وطالب الوكيل الزامكي جميع المواطنين بالابتعاد عن الحقل، موضحا أن هناك مساحات سوف تحدد لهم للبناء بإجراءات رسمية وقانونية بعيدا عن حقل المياه.. مشيرا إلى أن من يتخلف عن تنفيذ التوجيهات فإن الحملة الأمينة سوف تقوم بإزالة كل البناء العشوائي والاعتداءات على الحقل.


 وأبدى الزامكي استغرابه من وجود مخيم للنازحين في حرم الحقل، مطالبا السلطة المحلية بلحج بتحديد موقع آخر للنازحين، مشيرا إلى أنه بعد زوال كافة العوائق والاعتداءات سوف تكون هناك خطة لإعادة بناء السور وتحديد حماية مستمرة للحقل لمنع البسط، كون حقل بئر ناصر يغذي 40 % من استهلاك مدينة عدن وأجزاء من لحج، مؤكدا عدم التسامح أو التواطؤ مع أي إنسان يعتدي على هذا الموقع الذي يعد خطا أحمر لحياة الإنسان والبلد بشكل كامل.


هذا وكشف مسئول حقل بئر ناصر العديد من المخاطر المحدقة بالحقل والتي بينها في وجود النازحين وآثارها السلبية التي تترتب على مخلفاتهم الآدمية، إضافة إلى حمى بيع الأراضي التي استشرت هذه الأيام في الجانب الغربي من الحقل، إضافة إلى وجود الرعاة الذين تم تمليكهم الأراضي وتحويل منازلهم المتواضعة المبنية من القش إلى مبان إسمنتية، مشيرا إلى أن الصرخة التي أطلقتها مؤسسة المياه لإنقاذ حقل بئر ناصر بدأت تباشرها من خلال نزول فريق مسئول بعدن ولحج لمعالجة الوضع المستشري الذي لا يعد وليد الساعة، وإنما تراكمات عشر سنوات.


المهندس فتحي الصعوا، مدير عام مكتب حماية البيئة بمحافظة لحج، قال: «إن المؤشرات الناتجة عن الفحص المخبري لآبار المياه من قبل المياه والبيئة تدل حاليا على عدم وجود أي تلوث في الآبار».. مؤكد أن عملية التوسع في الحفر العشوائي لبيارات الصرف الصحي نتيجة لعدم وجود مشروع تصريف للمياه العادمة دون أي مواصفات قد ينتج عنها مستقبلا تلوث للحقل بسبب زيادة السكان والمنشآت حول الحقل، داعيا إلى إيجاد معالجات صحيحة ووقف الزحف العمراني على الحقل مع إيجاد تصاميم لبيارات ومشروع الصرف الصحي ونشر التوعية البيئية في المنطقة وعدم صرف التراخيص للبناء. كما دعا الصعوا مؤسسة مياه عدن لمساعدة مؤسسة مياه لحج في إعداد البرامج والحلول لحقل بئر ناصر ومغرس ناجي وحقل بئر أحمد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى