مراكز الكلى بوادي حضرموت.. خدمات مجانية لمرضى الفشل

> تقرير/ خالد بلحاج

>
مدير المراكز: يوجد 21 حالة بحاجة لزراعة الكلى بالوادي

عانى مرضى الفشل الكلوي كثيراً، جراء الألم والسفر وتكاليف العلاج وغيرها، فأتى يناير 2003م حاملاً لهم بزوغ فجر مركز الكلية الصناعية بالقطن، في محافظة حضرموت، مسهماً في تخفيف معاناة طالت لسنوات، فاحتضنهم، وأجريت عمليات وجلسات الاستصفاء الدموي لهم، بكفالة وتبرع أهل الخير والإحسان لهذا المشروع الخيري الإنساني الكبير.
مرت السنوات، وزادت الحالات المصابة وتضاعفت، فزاد العبء، وزادت فترات العمل على الطاقم التمريضي، حيث تبدأ مع بزوغ الفجر وحتى ساعات آخر الليل، فجاءت فكرة إنشاء مركز آخر، لتخفيف العبء القائم على مركز «القطن»، وتم اختيار منطقة الإصابة، والتي تتردد منها حالات كثيرة، فكانت الجهة الشرقية لوادي حضرموت (سيئون وتريم وساه)، فرأى «مركز اليسر» للكلية الصناعية في سيئون النور نهاية العام 2014م، بفضل الله تعالى، ثم بجهود المحسنين، وقدمت مراكز الكلى بوادي حضرموت جميع خدماتها لمرضى الفشل الكلوي، وماتزال تقدمها بصورة مجانية 100 %.

 وللتقليل والحد من انتشار المرض، ونظراً للتكاليف الباهظة لجلسات الاستصفاء الدموي، انتهجت مراكز الكلى تنفيذ حملات توعوية حول خطر هذا المرض منذ العام 2014م، حيث نفذت ست حملات، تزامناً مع اليوم العالمي للكلى، المصادف لـ 14 من مارس من كل عام، أملاً منها في التخفيف والحد من انتشاره، والبحث عن مسبباته، وإيجاد الحلول للقضاء عليه.


صحة الكلى
مدير مراكز الكلى بوادي حضرموت مساعد سعيد برويشد، قال: «إن الحملة التوعوية السادسة، تأتي متزامنة مع رؤية منظمة الصحة العالمية لنشر الثقافة الصحية، للوقاية من الفشل الكلوي، وهدفها العام هو صحة الكلى لكل شخص في كل مكان».
وأوضح لـ «الأيام» أن برنامج هذا العام يشمل عدداً من الفعاليات التوعوية للوقاية من الفشل الكلوي والحد من انتشاره، فهناك اليوم العلمي، والذي سنجمع فيه الأطباء (اختصاصيي الأمراض الباطنية) بوادي حضرموت في جلسة علمية حول الفشل الكلوي وطرق الوقاية منه، إضافة إلى جلسة أخرى للممرضين وكيفية التعامل مع مريض الفشل الكلوي، وستستمر فعالياتنا إلى نهاية العام، من خلال المحاضرات والعيادات المتنقلة في مديريات وادي وصحراء حضرموت..

 وأعلن برويشد أن «هذا الاحتفال يأتي وقد نفذت المراكز أكثر من مائتي ألف جلسة استصفاء دموي، خلال الفترة الماضية، لأكثر من (668) حالة مرضية، ترددت على المراكز خلال السنوات الماضية من (143) منطقة من محافظات الجمهورية اليمنية»، موضحاً أن «عدد المرضى المترددين حالياً يبلغ (180) مريضاً في مركز اليسر، و(130) مريضاً في مركز القطن».


مشروع لزراعة الكلى
دشنت، أمس الأول، مراكز الغسيل الكلوي بوادي حضرموت، مشروع زراعة الكلى لمرضى الفشل الكلوي، بتمويل من مؤسسة «صلة» للتنمية، الراعية والممولة لمراكز الغسيل الكلوي بوادي حضرموت. ويهدف المشروع إلى ابتعاث عشر حالات مرضية على مدى عام كامل لزراعة الكلى إلى المملكة الأردنية الهاشمية، وجمهورية السودان، ويشمل المشروع القيام بزراعة الكلى، وإجراء فحوصات، وتقديم علاجات للزارعين مجاناً، بتمويل من مؤسسة صلة للتنمية.

مدير عام مكتب وزارة الصحة والسكان بالوادي والصحراء د. هاني خالد العمودي، أشار إلى أن مكتب الصحة لديه شراكة حقيقية مع مؤسسة «صلة للتنمية»، من خلال ثلاثة مشاريع كبرى بوادي حضرموت، وهي: تشغيل وإدارة مراكز الكلى بالوادي، مشروع زراعة الكلى لمرضى الفشل الكلوي، والمشروع الثالث والأكبر وهو قيد الدراسة والتنفيذ، وهو المركز التخصصي لأمراض الكلى بوادي حضرموت، وسيكون مركزاً نموذجياً للتشخيص والعلاج وإجراء العمليات وغيرها، وسيكون في الدور الثاني من مركز «اليسر» للكلية الصناعية، وعدد من المشاريع الأخرى في مجال الخدمات الصحية.

فيما أوضح برويشد أن ذلك يعد منحنى جديد لخدمة مراكز الكلى بوادي حضرموت في إطار تقديم خدماتها لمرضى الفشل الكلوي، وهو الحلم الذي يراود إدارة مراكز الكلى منذ عام 2014م، وهو من المشاريع التي ستسهم في تخفيف معاناة العديد من مرضى الفشل الكلوي، وتحد من انتشار المرض.. مشيراً إلى أن زراعة الكلى هي إحدى الطرق العلاجية لهؤلاء المرضى لإيقاف الزخم المتزايد لمرضى الفشل الكلوي على مراكز الغسيل بالوادي.. لافتاً إلى أنه تم افتتاح عيادة خاصة أولية لزارعي الكلى بوادي حضرموت في عام 2014م، لمتابعتهم وصرف الأدوية الخاصة بهم مجاناً، داخل مراكز الغسيل الكلوي، بتمويل من مؤسسة «صلة» للتنمية، بالرغم من كلفتها العالية، والتي تزيد عن 4500 ريال سعودي لكل مريض، رغم أن مهمة توفيرها من مهام وزارة الصحة والسكان، ويستفيد منها أكثر من 43 حالة مرضية من زارعي الكلى بوادي حضرموت، و30 حالة مرضية بساحل حضرموت.

وأوضح برويشد، في تصريحه لـ «الأيام»، أن من أهم الصعوبات التي تعترض هذا المشروع، عدم وجود المتبرعين، الذين توجد لديهم الرغبة للتبرع لذويهم.. مناشداً في السياق ذاته جميع ذوي مرضى الفشل الكلوي بوادي حضرموت لإنقاذ حياة مرضاهم، بالتبرع لهم، امتثالاً لقوله تعالى «ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا» لمساعدتهم على مواصلة حياتهم، بإذن الله تعالى، مضيفاً: «ونحن ندشن هذا المشروع، بفضل الله، ثم بجهود المحسنين والمتصدقين، ومؤسسة صلة للتنمية، راعية هذه المشاريع الخيرية، وحاملة همّ هؤلاء المرضى، فإنه يوجد من (20 إلى 21) حالة مرضية تحتاج لزراعة الكلى بوادي حضرموت، وهي تستلم علاجها بانتظام، من مراكز الغسيل الكلوي بالوادي».

وأعلن برويشد أنه «من ضمن الاهتمامات أيضا بهذه الشريحة من قبل إدارة المراكز والداعمين، توفير فحوصات خاصة لمرضى الفشل الكلوي، وهي خدمة نوعية، ومنحنى مهم ستشهده المراكز لخدمة مرضى الفشل الكلوي، وزارعي الكلى، الذين كانوا يذهبون لإجراء تلك الفحوصات في عدن، أو صنعاء، وقد تم تدشينها أمس، بعد وصول المحاليل الخاصة والأجهزة المخبرية لتلك الفحوصات، ناهيك عن المختبرات الحديثة والمغلقة، التي تحتويها مراكز الكلى، وتقدّم خدماتها منذ تأسيسها».


تحقق الحلم
من جهته قال مدير البرامج والمشاريع الصحية بمؤسسة صلة للتنمية، سالم عبود بامسلم: «ما كان بالأمس حلماً صار اليوم حقيقية وواقعًا»، لافتاً إلى أنه «في هذا شهر (مارس) أعلنت المؤسسة في الحملة التوعوية تبنيها زراعة الكلى، وقد بدأت تدشينه، وهو مشروع من شأنه أن يسهم، بأذن الله تعالى، في التخفيف الكثير من معاناة المرضى».
وتشير الإحصاءات بمراكز الكلى للعام المنصرم 2018م إلى أن عدد المرضى وصل إلى (517) مريضًا، واستقبال مرضى جدد (232)، وجلسات الاستصفاء الدموي (23465) جلسة، وتوفر حُقن الأرثروبوتين بعدد (23557) حقنة، وقِرَب الدم (741) قربة، وفحوصات مختبرية (38744) فحص، استفاد منها 1200 حالة.

وتُعد مراكز الكلى بحضرموت الوادي صروح طبية تخصصية، وأصبحت نموذجاً للعمل الإنساني والخيري بما تقدمه من خدمات جبارة ومجانية لهذه الشريحة التي ابتلاها الله بهذا المرض.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى