قرار ياباني كارثي كشف تكنولوجيا ورجّح كفة أميركا بالحرب

> «الأيام» عن العربية نت

> يوم 7 ديسمبر سنة 1941، وجد الجنود الأميركيون المتواجدون بقاعدة بيرل هاربر بهاواي أنفسهم في مواجهة أسراب من الطائرات اليابانية التي شنت هجوما مباغتا على المنطقة متسببة في مقتل أكثر من ألفي جندي.
إلى ذلك، شاهد أغلب العسكريين الأميركيين لأول مرة في حياتهم المقاتلة اليابانية الرئيسية ميتسوبيشي "زيرو" (Mitsubishi A6M Zero)، التي أنتجتها مؤسسة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة، خلال هذا الهجوم الذي أقحم بلادهم بالحرب العالمية الثانية.
صورة لعدد من طائرات زيرو قبيل إقلاعهم لقصف بيرل هاربر
صورة لعدد من طائرات زيرو قبيل إقلاعهم لقصف بيرل هاربر

فطيلة الأشهر الماضية، سمع الأميركيون كثيرا عن إنجازات هذه المقاتلة اليابانية خلال الحرب اليابانية الصينية الثانية حيث كسبت زيرو بفضل فاعليتها وسرعتها سمعة جيدة لتلقب بالمقاتلة التي لا تقهر، كذلك أثارت هذه الطائرة اليابانية قلق المسؤولين الأميركيين عقب توجيهها لهزيمة قاسية لعدد من خيرة الطيّارين البريطانيين بإحدى المعارك بأجواء سريلانكا خلال شهر أبريل 1942.
بحلول شهر يونيو سنة 1942، اتخذت اليابان قرارا غريبا أثار ذهول الخبراء العسكريين الأميركيين، فبدل التركيز على معركة ميدواي التي كانت على وشك الاندلاع، هاجمت اليابان جزر ألوتيان (Aleutian Islands) الأميركية ذات التضاريس الجغرافية الوعرة والتي كانت تبعد نحو ألف ميل عن ألاسكا.
صورة لطائرة يابانية زيرو خلال تحليقها قرب جزر سليمان
صورة لطائرة يابانية زيرو خلال تحليقها قرب جزر سليمان

وبسبب هذا الهجوم الغريب، تحدّث المحللون الأميركيون عن خيارين، آمن البعض بسعي اليابانيين لتشتيت تركيز الأميركيين وإجبارهم على سحب قطعهم العسكرية البحرية من ميدواي للدفاع عن جزر ألوتيان، بينما تحدّث البعض الآخر عن إمكانية استغلال اليابان لهذه الجزر للنزول بألاسكا وغزو كل من كندا والولايات المتحدة الأميركية.
صورة لجثة الطيار تادايوشي كوغا
صورة لجثة الطيار تادايوشي كوغا

في غضون ذلك، كان القرار الياباني بإرسال مقاتلات زيرو نحو جزر ألوتيان كارثيا، في يوم 4 من شهر يونيو 1942 حلّق الطيّار الياباني تادايوشي كوغا (Tadayoshi Koga) البالغ من العمر 19 سنة بطائرته زيرو رفقة عدد من زملائه فوق منطقة أونالاسكا (Unalaska) عقب تلقيهم لأوامر بقصف ميناء Dutch Harbor.
وخلال المعركة، تعرضت طائرة كوغا إلى إصابة عند خزان الوقود، وأمام عدم قدرته على التحليق لمسافة أبعد اتجه الطيار الياباني الشاب للنزول بجزيرة أكوتان (Akutan Island) التي صنّفت من قبل المسؤولين العسكريين اليابانيين كمنطقة ملائمة لعمليات النزول الاضطراري.
صورة لطائرة زيرو عقب إصلاحها من قبل الأميركيين
صورة لطائرة زيرو عقب إصلاحها من قبل الأميركيين

وعند بلوغه جزيرة أكوتان، لاحظ تادايوشي كوغا من الجو وجود أرضية صلبة مغطاة بالعشب فما كان منه إلا أن حاول النزول بها بشكل آمن.
في الأثناء، أخفى العشب مستنقعا وأرضا مليئة بالوحل تحته، وعند نزولها بهذه المنطقة، علقت طائرة كوغا بالوحل عقب تعرضها لبعض الأضرار، وفارق الطيار تادايوشي كوغا الحياة فورا عقب إصابته بكسر في الرقبة.
صورة لجانب من الدفاعات الجوية البريطانية بسيلان والتي تعرف بسريلانكا حاليا
صورة لجانب من الدفاعات الجوية البريطانية بسيلان والتي تعرف بسريلانكا حاليا

يوم 10 تموز/يوليو سنة 1942، كانت الولايات المتحدة الأميركية مع حدث هام سرعان ما غيّر مجرى الحرب، فأثناء تحليقه فوق جزر ألوتيان خلال مهمة استطلاعية روتينية، لاحظ طيّار أميركي وجود طائرة تادايوشي كوغا العالقة بالوحل بجزيرة أكوتان فأخبر على الفور القيادة العسكرية الأميركية التي تكفلت بدورها بإرسال فرقة مختصة لإزاحة الطائرة من الوحل ورفعها بغية نقلها نحو إحدى المنشآت العسكرية بولاية كاليفورنيا لدراستها.
صورة لجانب من القطع البحرية الأميركية المدمرة عقب هجوم بيرل هاربر
صورة لجانب من القطع البحرية الأميركية المدمرة عقب هجوم بيرل هاربر

وعقب إصلاحها، باشر الأميركيون خلال شهر سبتمبر من نفس السنة بتجربة الطائرة زيرو، واعتبر الملازم إيدي ساندرز (Eddie Sanders) أول أميركي يقود طائرة زيرو مزينة بألوان بلاده.
وعلى إثر جملة من الطلعات الجوية، اكتشف الخبراء الأميركيون جملة من نقاط الضعف بطائرة زيرو اليابانية، حيث كانت الأخيرة غير قادرة على أداء اللفات بالجو في حال تحليقها بسرعة عالية، كما كان تصميم المازج (carburetor) بها سيئا لدرجة أنه أعاق عمل المحرك في بعض الأحيان.
جانب من الخراب الذي لحق بقاعدة بيرل هاربر عقب الهجوم الياباني
جانب من الخراب الذي لحق بقاعدة بيرل هاربر عقب الهجوم الياباني

وخلال الفترة التالية، استغلت الولايات المتحدة الأميركية هذه المعلومات التي حصلت عليها حول نقاط ضعف المقاتلة زيرو لتضع استراتيجيات جديدة لخوض معارك الجو ضد اليابانيين الذين أنتجوا ما يقارب 11000 ألف طائرة زيرو طيلة فترة الحرب العالمية الثانية.
وبفضل ذلك، نجح الأميركيون في حسم العديد من المعارك الجوية بالأشهر التالية، وكبّدوا اليابانيين خسائر فادحة، وهو ما أدى بدوره لقلب موازين الحرب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى