إلى أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، وإلى الحكومة بمختلف أطيافها:

آن أوان المكاشفة. لم يعد الشعب يرى فيكم إلا وجوهًا غابت عن ساحته، وغرقت في تفاصيل المصالح، وابتعدت عن همومه اليومية وأحلامه البسيطة في العيش الكريم.

لقد فُرضتم على الشعب اليمني دون إرادته، ومن خارج أرضه، بترتيبات لم يُستفتَ عليها أحد، ولا مثّلت الإرادة الشعبية، بل عكست رغبات خارجية لا علاقة لها بالمصلحة الوطنية. ومنذ اللحظة الأولى، كان واضحًا أنكم تمثلون من اختاركم هناك، لا من ينتظر حلولكم هنا.

الشرعية الحقيقية لا تمنحها الاتفاقيات ولا تُنتزع من خلف المكاتب المكيفة، بل تُستمد من نبض الناس وثقتهم. والثقة اليوم مفقودة… بل مهدورة.

شعب بأكمله يبحث عن راتب مفقود، وخدمة منعدمة، وقيادة صماء لا تسمع سوى صدى وعودها. أنتم تديرون دولة من الخارج، تتغنون بالوطن من بعيد، وتتنازعون مناصب لا وزن لها أمام كرامة المواطن المنتهكة.

لقد تعب الناس من خطاباتكم، من مؤتمراتكم، من غيابكم، ومن صراعاتكم. الجنوب والشمال والشرق والغرب جميعهم يتفقون على أمر واحد: أن هذه المنظومة لم تعد تمثلهم.

الأيام القادمة لا ترحم المترددين، ولا تحفظ للمزيفين مواقعهم. وما لم تبادروا بمراجعة حقيقية، واعتراف واضح بالفشل، فإن الشعب وحده سيقرر مصيره… بعيدًا عنكم.

إن رسالتي هذه ليست إعلان خصومة، بل نداء صريح لمن تبقى فيه ذرة مسؤولية: عودوا إلى الأرض، أو افسحوا الطريق لمن يستحقها.