هل نقول وداعاً مجلس الأمن الدولي؟

> كتب/ أحمد عمر حسين

>
أحمد عمر
أحمد عمر
ليس مستبعداً أبداً أن نصحو قريباً على تحلل وانفكاك مجلس الأمن الدولي، المتحكم الأول بالقرارات الإستراتيجية في السياسة الدولية، وبالذات الخمسة الأعضاء الدائمي العضوية (بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية وفرنسا والصين).
إن الصراعات الدولية وخصوصاً فكرة القطب الأوحد والتي هيمنت على فكر وتوجه الولايات المتحدة الأمريكية وبالذات من عهد الرئيس جورج دبليو بوش الأب، مطلع تسعينات القرن الماضي.

انتهت سياسة القطب الواحد بكوارث إنسانية بشعة تفوق الحرب العالمية الثانية 1939/ 1945م.
ورأى العالم فضائع وحشية وتدمير بلدان كاملة وإدخال شعوبها في فوضى عارمة لم تتعافَ منها حتى هذه اللحظة، ومنها على سبيل المثال (تدمير واحتلال أفغانستان والعراق).

فإذا كانت الدول الضعيفة تنموياً وحضوراً في التأثير بالسياسة العالمية ترفض هذا النمط (هيمنة القطب الواحد) فما بالنا بدول كبرى وأعضاء دائمين بمجلس الأمن الدولي، إضافة إلى دول أوروبية وآسيوية ذات ثقل اقتصادي وسياسي دولي.
نحن منذ عقد من الزمن نعيش مرحلة البحث عن هيئة جديدة تنظم شؤون العالم متعددة القطبية إلا أن الفكرة لم تصل لمستوى التمكين بوضوح خاصة، وأن أمريكا رغم جرائمها وفشلها في سياسة الهيمنة؛ بل إنها تعيش الآن فترة تشير أو توحي ببدء التحلل والتفكك الداخلي. نقول إن أمريكا لا زالت توهم نفسها وتأبى أن تعترف بخطأ سياسة القطب الأحادي وترفض الاعتراف بالفشل في قيادة العالم لوحدها.

الجديد في الأمر أن أمريكا ومنذ بداية عهد دونالد ترامب، هي من تطلق رصاصة الرحمة على مجلس الأمن الدولي، وخاصة في عهد بوش الأب بالتصرف الأحادي في المسرح الدولي، والآن ترامب يلغي قرارات مجلس الأمن الصادرة من المجلس عام 1967م وأمريكا بذلك الوقت موقعة على القرارات الدولية 242 و338، وغيرها. وأصبح الرئيس ترامب يوزع صكوك تمليك لإسرائيل في أراضي عربية وكأنها من بقية أملاك أمريكا.

فماذا نسمي هذا التصرف في نحر قرارات الشرعية الدولية السابقة 1967م وما بعدها؟ ماذا نسميها غير أنها شهادة وفاة لمجلس الأمن الدولي برصاصة أمريكية؟ وبالتالي ليس أمام بقية الأعضاء الدائمين والدول الأوروبية بالذات ومعها دول أخرى ذات ثقل سياسي واقتصادي وعسكري مثل الهند والبرازيل واليابان وجنوب أفريقيا إلا سرعة البدء في تشكيل مجلس أمن جديد وبنظام ولوائح تحقق العدل والأمن الدوليين وبعيداً عن أمريكا التي أصبحت بقرارات ترامب الأخيرة حول القدس والجولان تعزل نفسها بنفسها عن المجتمع الدولي..

التنديد من الاتحاد الأوروبي وبقية الدول لا يجدي نفعاً، فإما على أمريكا أن تعيد النظر بقرارات رئيسها الأخيرة، وتحترم الشرعية الدولية بقراراتها السابقة والتي هي أحد الأطراف الموقعة والموافقة عليها أثناء العدوان بحرب 5 يونيو 1967م. أو أن يعزلها العالم ويؤسس قيادة دولية جديدة بعيداً عن هوس رعاة البقر وعقلية الكاوبوي.
ما حصل من أمريكا وليس ترامب هو خروج من المنظومة الدولية (مجلس الأمن الدولي) من طرف واحد. هذا هو المعنى الحقيقي لتصرفات ترامب وليس شيئاً آخر.

هل آن الأوان لإعلان وفاة المجلس برصاصة أمريكية (متروبة)؟. متروبة بلهجتنا في أبين مجنونة، والمتروب عندنا هو المجنون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى