تدبير أممي للإقرار بانسحاب الحوثيين من ميناء الحديدة

> «الأيام» غرفة الأخبار

>
تسعى الأمم المتحدة عبر مبعوثها إلى اليمن مارتن جريفيثس إلى الاعتراف بالانسحاب من ميناء الحديدة على طريقة الجماعة الحوثية التي ادعت سحب قواتها من الميناء وسلمته لمسلحين آخرين موالين لها، وهو ما يبدو أن الأمم المتحدة ستوافق عليه حين ينسحب الحوثيون من ميناءي الصليف ورأس عيسى بالطريقة ذاتها.

ووفقا لما نشرته أمس جريدة البيان الإماراتية عن مصادر سياسية فإن جريفيثس «يبحث عن موافقة الشرعية وميليشيا الحوثي لإتمام صفقة تقوم على أساس إعادة الانتشار من موانئ الحديدة وفتح ممرات للقوافل الإنسانية ولكن من دون مشاركة الحكومة في التحقق من هوية منتسبي قوات خفر السواحل التي ستتولى استلام الموانئ ولا قوات الأمن التي ستتولى تأمين مدينة الحديدة على أن يتولى المراقبون الدوليون هذه المهمة في وقت لاحق».

المصادر أوضحت أن الصفقة التي يبحث عنها جريفيثس تشمل أيضاً إطلاق سراح مجموعة من المعتقلين التابعين للشرعية مقابل إطلاق سراح مجموعة مماثلة من أسرى الحوثيين.

ووفقاً لهذه المصادر فإن المبعوث الدولي وبعد تعنت جماعة الحوثي ورفضها تنفيذ اتفاق السويد بشأن الانسحاب من موانئ ومدينة الحديدة، عاد لتجزئة تنفيذ الاتفاق بحيث يتجنب، أو يرحل، النقاط التي ترفضها الجماعة وبهدف الإعلان عن نجاح تنفيذ الاتفاق وإن تبقت التزامات لم تنفذ، وإنه يخطط للدعوة لجولة مشاورات جديدة لمناقشة إطار الحل السياسي بما في ذلك الإشراف على عائدات الموانئ الثلاثة، وإدارة مدينة الحديدة باعتبار ذلك مرتبطاً بالملف الاقتصادي وتوحيد البنك وصرف رواتب الموظفين.

وبدلاً من العمل على تنفيذ اتفاق ستوكهولم بشأن انسحاب الحوثيين من موانئ ومدينة الحديدة، أمضت الأمم المتحدة أربعة أشهر في لقاءات داخل مدينة الحديدة وأخرى في صنعاء مع قيادات في الجماعة الحوثي قبل أن تتبخر الوعود على تنفيذ مشوه للاتفاق.

وإذا صدقت التسريبات عن الصفقة التي يسعى المبعوث الدولي مارتن جريفيثس لإبرامها خلال الأيام المقبلة بهدف تحقيق ما يعتقد أنه تنفيذ جزئي لاتفاق ستوكهولم فإن الأمر سيكون إقراراً من الأمم المتحدة بمسرحية الانسحاب من ميناء الحديدة التي سبق ورفضتها في عهد كبير المراقبين الدوليين باترك كومارت، وتعميم هذه المسرحية على ميناءي الصليف ورأس عيسى وإبقاء سيطرة الحوثيين على مدينة الحديدة.

وإذا كان واضحاً أن المبعوث الدولي وكبير المراقبين أظهرا حرصاً غير مبرر على مدارات الحوثيين وتجنب ممارسة أي ضغط لتنفيذ اتفاق ستوكهولم، فإن المقترحات المتداولة تتناقض تماماً مع بنود اتفاق ستوكهولم الذي ينص بوضوح على انسحاب هذه الجماعة المسلحة من الموانئ الثلاثة في موعد زمني محدد وأن تسلم هذه الموانئ لمراقبين يتبعون الأمم المتحدة، وأن يتم أيضاً تحديد مواقع خارج مدينة الحديدة تنسحب إليها قوات الطرفين، وأن يتم سحب مشرفي الميليشيا من مدينة الحديدة وأن تتولى السلطة المحلية والشرطة المحلية إدارة المدينة وتأمينها.

وزيادة في المداراة قبلت المنظمة الأممية بتأجيل تسلم موانئ الحديدة والإشراف على عائداتها ووضعها في حساب بنكي خاص برواتب الموظفين، بحجة أن هذا الأمر مرتبط بالملف الاقتصادي، كما قبلت تفسيرات الميليشيا بترحيل أيضاً إدارة مدينة الحديدة إلى المشاورات المرتقبة باعتبار أن ذلك أيضاً مرتبط بالملف الاقتصادي وهي نفس التفسيرات التي قدمتها الميليشيا عقب إبرام الاتفاق الذي ينص أساساً على أنه اتفاق خاص بالمحافظة ولا يمكن تعميمه أو تطبيقه في مكان آخر.

ويؤكد اللواء صغير بن عزيز، رئيس الفريق الحكومي في لجنة الإشراف على تنسيق إعادة الانتشار في الحديدة، أن جل وقت كبير المراقبين الدوليين الحالي الفريق مايكل لوليسغارد ذهب في الطريق بين صنعاء والحديدة منذ توليه مهامه، من أجل مراجعة مشرفي الميليشيا في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه ومع ذلك ولم يحظَ بلقاء مشرف يلبي مطالبه حتى اليوم.

ويؤكد اللواء بن عزيز أن القوات الحكومية في مدينة ومحافظة الحديدة تلتزم بوقف إطلاق النار لا ترد إلا دفاعاً في حالة محاولة ميليشيا الحوثي التقدم والاستيلاء على أرضٍ وأن خروقات ميليشيا الحوثي منذ وقف إطلاق النار حتى اليوم بلغت أكثر من 2700 خرق، ويؤكد أنه ومن بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في مدينة ومحافظة الحديدة وحتى الآن لم تمضِ 24 ساعة من دون أن تقوم ميليشيا الحوثي بخرق وقف إطلاق النار والكثير منها تستهدف المدنيين.

وإذا نجح جريفيثس في إبرام الصفقة التي يتحدث عنها فإنه سيفرغ اتفاق السويد من مضامينه كاملة خاصة فيما يتصل بإعادة الانتشار في الحديدة ووصولاً إلى الاتفاق الخاص بتبادل الأسرى والمعتقلين والقائم على قاعدة إطلاق الكل مقابل الكل، حيث قبل بمطلب ميليشيا الحوثي الإفراج عن دفعة واحدة فقط من المعتقلين لديها وبما يساوي عدد أسراها فقط الموجودين لدى الشرعية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى