> واشنطن «الأيام» أ.ف.ب
عقد وزير المال الفرنسي برونو لومير اجتماعات سادها “التوتر” مع إدارة الرئيس دونالد ترامب بشأن التهديدات التي وجهتها واشنطن لمجموعة “إيرباص” والرسوم على مجموعات الإنترنت العملاقة، كما ذكر مصدر فرنسي أكد أن ذلك سمح “بإزالة بعض النقاط التي تثير سوء تفاهم”.
وأوضح المصدر أن “هذه المحادثات كانت مفيدة لإزالة سوء التفاهم حول عدد من النقاط”، مشيرا خصوصا إلى قضية الرسوم على المجموعات الرقمية العملاقة التي وافقت الجمعية الوطنية الفرنسية على فرضها خلال الأسبوع.
وقال المصدر نفسه، إنه على الرغم من هذه التوضيحات، لم تسمح هذه الاجتماعات باستبعاد احتمال فرض رسوم جمركية جديدة على الاتحاد الأوروبي إذا لم يضع حدا لدعمه المالي لمجموعة إيرباص. وأضاف “لم يحسم الأمر” وتحدث عن “وضع معقد”.
وكان الوزير الفرنسي صرح قبل أن يتوجه إلى واشنطن أنه سيوضح للإدارة الأمريكية أن أوروبا لن ترضخ للضغوط بشأن إيرباص.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هدد الاتحاد الأوروبي خلال الأسبوع بفرض رسوم جمركية بقيمة 11 مليار دولار (9,7 مليارات يورو) إذا لم توقف دعمها المالي لإيرباص، مهددا بذلك هدنة تجارية هشة بين الطرفين.
█ إجراءات انتقامية أوروبية
حذر الاتحاد الأوروبي من أنه ينوي أن “يتخذ بسرعة إجراءات” انتقامية في “الخلاف الموازي بشأن بوينغ”.
لكنها أوضحت أنه يعود إلى حكم تختاره منظمة التجارة العالمية تحديد “قيمة الرسوم الانتقامية”، التي ستكون أقل من عشرين مليار يورو.
وحذر لومير في واشنطن من أن ذلك “سيكون سيئا للنمو وسيئا للازدهار الأمريكي والأوروبي”. وقال: “يجب أن نتجنب الوصول إلى ذلك”.
وكان لومير دعا الثلاثاء إلى حل بالتراضي مع الولايات المتحدة.
وتدعم الموقف الأمريكي مجموعة بوينغ التي أضعفتها المشاكل في طائرتها “737 ماكس” التي منعت من التحليق لفترة غير محددة بسبب كارثتين جويتين.
وقال هذا المصدر لوكالة فرانس برس بعد اجتماع بين لومير والممثل الأمريكي للتجارة روبرت لايتهايزر والمستشار الاقتصادي في البيت الأبيض لادري كادلو على هامش اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي أن اللقاء كان “بناء وصريحا لكن صعبا وساده التوتر أيضا”.
وأصبحت فرنسا بذلك إحدى الدول الرائدة في هذا المجال على الرغم من غضب الولايات المتحدة التي ردت بقوة. ودعا وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو باريس الأسبوع الماضي إلى التخلي عن فرض هذه الرسوم.
وكان لومير التقى قبل ذلك وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشن في أجواء أقل توترا.
وقال في لقاء مع صحافيين قبل لقائه لايتهايزر “إذا تعرضنا مجددا لعقوبات أمريكية غير مبررة، فإن أوروبا ستكون مستعدة للرد بشكل موحد وقوي”.
وتندرج هذه القضية في إطار نزاع عمره 14 عاما بين مجموعتي “بوينغ” الأمريكية و“إيرباص” الأوروبية اللتين تتبادلان الاتهامات أمام منظمة التجارة العالمية بدفع مساعدات غير قانونية لمجموعتيهما للصناعات الجوية.
حذر الاتحاد الأوروبي من أنه ينوي أن “يتخذ بسرعة إجراءات” انتقامية في “الخلاف الموازي بشأن بوينغ”.
وذكرت مصادر أوروبية الجمعة أن الاتحاد سينشر الأربعاء لائحة للمنتجات الأمريكية التي يمكن فرض الرسوم عليها بقيمة 20 مليار يورو.
وقال مصدر في المفوضية الأوروبية إن “أساسا، في 2012 ومع انتهاء المرحلة الأولية من الخلافات، طلب الاتحاد الأوروبي من منظمة التجارة العالمية السماح باتخاذ إجراءات مضادة بقيمة 12 مليار دولار (10,6 مليارات يورو)”.
وتابع: “استنادا إلى استنتاجات منظمة التجارة العالمية، يبدو لي أن الحكمة تقتضي التوصل إلى اتفاق بالتراضي بين الولايات المتحدة وأوروبا بشأن تسوية نهائية لقضية إيرباص/بوينغ”، مشيرا إلى أن هذه القضية مستمرة منذ فترة طويلة جدا.
وقال الوزير الفرنسي، الذي يفترض أن يلتقي رئيس الاحتياطي الفدرالي، إن “خوض حرب تجارية بين الولايات المتحدة وأوروبا لن يخدم إلا بلد واحد هو الصين و(مجموعتها للصناعات الجوية) كوماك”.