> عدن «الأيام»

التقى فضل محمد الجعدي مساعد الأمين العام وعضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي، مساء أمس، بنخبة من السياسيين والمثقفين والأكاديميين والضباط العسكريين من رواد منتدى العقيد علي عبدالله منصور الجنيدي في مقر الأمانة العامة للمجلس الانتقالي الجنوبي..

وخلال اللقاء، رحب مساعد الأمين العام بالحاضرين، ومعبرا عن سروره وتشرفه بهذا اللقاء الذي يضم نخبه من الكوادر السياسية والعسكرية والأكاديمية، مشيرا إلى حرص قيادة المجلس الدائم على الالتقاء بالنخب المثقفة والأكاديمية من رواد المنتديات في العاصمة عدن لتبادل المعرفة والاستفادة من الملاحظات القيمة  ومناقشة القضايا  السياسية والاجتماعية التي تشكل الهم والهاجس عند كل أبناء العاصمة عدن خاصة والجنوب بشكل عام..

وفي حديثه للحاضرين، استعرض مساعد الأمين العام الأستاذ فضل الجعدي الخطوات التي خطاها المجلس الانتقالي في عدة جوانب خاصة فيما يتعلق بالتحركات السياسية والدبلوماسية والإجراءات العملية لتعزيز اللحمة الوطنية وتحصين الجبهة الداخلية، بالإضافة تحركات المجلس في الشأن الذي يهم ويمس قضايا المجتمع وفي الحفاظ على الأمن والاستقرار وتطبيع الحياة..

وفي استعراضه للتحركات الدبلوماسية والزيارات الخارجية للمجلس، قال الجعدي: “استطاع المجلس الانتقالي وبفترة قياسية من إحداث اختراق على مستوى العلاقات الخارجية وبناء علاقات وصداقات مع أطراف دولية كبيرة”،  مشيراً إلى أن زيارة اللواء عيدروس الزبيدي إلى المملكة المتحدة جاءت بدعوة رسمية من مجلس العموم البريطاني، وخلالها وضع رئيس المجلس الانتقالي الأصدقاء في المملكة المتحدة أمام طبيعة الوضع في الجنوب والواقع اليوم على الأرض وإلى حيثيات القضية الجنوبية ومطالب شعب الجنوب، لافتا إلى أن الزيارة كانت ناجحة جدا.

وفيما يتعلق بالزيارة الأخرى إلى العاصمة الروسية موسكو، أوضح الجعدي أنها كانت أكثر من ممتازة، وجاءت بطلب رسمي من وزارة الخارجية الروسية، وهذا يعتبر تطوراً كبيراً واهتماماً واضحاً من دول كبرى بالوضع في الجنوب، وسيفتح آفاقاً واسعة ستقرب الجنوبيين من الانتصار لقضيتهم الوطنية..

وبخصوص تحركات المجلس الانتقالي المتعلقة بتعزيز اللحمة الوطنية الجنوبية وتحصين الجبهة الداخلية، قال الجعدي: “المجلس حريص دائما على الالتقاء والحوار مع كل القوى والنخب الجنوبية ويمد يده للكل، ولا زال يجتهد ويتحرك في هذا الاتجاه، وكان آخر هذه الجهود لقاء يوم أمس، الذي جمع اللواء أحمد سعيد بن بريك، رئيس الجمعية الوطنية والأستاذ فواد راشد رئيس المجلس الاعلى للحراك الثوري وذلك في إطار المساعي لتعزيز اللحمة وتوحيد الجهود وبناء التفاهمات وارسال رسائل مطمئنة للعالم بان الجنوب مجمع ومتفق على هدفه في استعادة الدولة الجنوبية”..

وقال الجعدي: “يوم السبت القادم الرابع من مايو يكون المجلس الانتقالي قد اكمل عامه الثاني، واذا ما توقفنا على ما تحقق للقضية الجنوبية في هذه المدة سنستنتج ان المجلس الانتقالي مكسب ومُنجر سياسي تاريخي للجنوبيين تشكل وتكون في وقت وجيز وقياسي جاء كمحصلة وتتويج لمراحل كفاحية ونضالية طويلة خاضعها شعب الجنوب ومع كل ما تحقق يظل الجنوب والقضية الجنوبية بحاجة ماسة لجهود كل المناضلين والاحرار والشرفاء حتى نستطيع تحقيق الانتصار للجنوب ولشعبه العظيم”..

من جانب الحاضرين، تحدث العقيد علي عبدالله منصور الجنيدي معبرا عن تقديره وشكره لمساعد الامين العام بالنيابة عن الحاضرين قائلا: “لقد حرصنا وسعينا كثيرا للالتقاء مع قيادة المجلس الانتقالي، وذلك من منطلق تبادل المعارف والاطلاع بصورة أوضح عن التطورات السياسية والجهود الحثيثة التي تبذلها قيادة المجلس بهذا الصدد، بالإضافة إلى مناقشة العديد من القضايا التي تمس وتهم المجتمع الجنوبي ناهيك عن طرح الملاحظات وتقديم المقترحات التي من شانها إثراء عمل المجلس ومساعدته على تذليل الصعوبات وتجاوز العقبات التي تقف في طريقه للمضي نحو هدفه السامي الذي ينشده ويتطلع إليه كل شعب الجنوب”..

ومن جانب آخر، طرح الحاضرون جملة من الملاحظات القيمة والمثرية، حيث تحدث المناضل والقيادي في الحراك الجنوبي العميد ناصر الطويل حول أهمية وضرورة استعانة المجلس الانتقالي بمجموعة مختصة ومتمكنة، وعلى إحاطة تامة بحيثيات ومرتكزات القضية الجنوبية لشرحها وبلؤرتها في المحافل الدولية،  اما الكاتب والسياسي المعروف د.احمد عمر حسين فقد تطرق الى عدة امور اهمها دعوة قيادة المجلس الانتقالي للاهتمام بالاوضاع العسكرية في بعض المناطق الحساسة، لافتا الى اهمية ايلاء والتركيز على جبهة كرش والمسيمير، كونها خط الدفاع الاول لقاعدة العند، وجبهة ثرة في مكيراس التي يجب تعزيزها وتأمينها بالشكل المطلوب تحسباً لأي مخططات عسكرية لمليشيات الحوثي في التوغل في محافظة ابين التي تعتبر خاصرة الجنوب، وعن وضع المهاجرين الافارقة التي تدفقوا الى عدن، لفت الاستاذ بدر الجمحي الى ضرورة التنسيق وحث قيادة التحالف على المساهمة في ايلاء هذا الملف الاهتمام والعمل على توفير مواقع الايواء المناسبة والغذاء الى حين معالجة وضعهم وقضيتهم.

وفي الجانب اخر، تحدث المناضل السيد علوي السقاف لافتا الى تشكيل الهيئة العليا للدفاع عن الاسير المرقشي وتبنيها لوقفات تضامنية مطالبة بالافراج عن المعتقل ظلما وعدوانا في سجون صنعاء، داعيا المجلس الانتقالي الى دعم ومساندة هذه الجهود الطيبة، وفي مداخلة العميد علي الحامد فقد اشار الى ضرورة الاهتمام باستعادة دور الشرط من خلال التركيز على جوانب التأهيل والتدريب وبالشكل الذي يحفظ هيبتها ويمكنها من فرض الامن والاستقرار بالصورة المطلوبة، وطرح الاستاذ محمد احمد الزامكي ملاحظات دعا المجلس الانتقالي الى مزيد من الانفتاح والالتفات والبحث عن المناضلين الذي قدموا الكثير خلال فترة الثورة، بالاضافة الى الاستعانة بالكوادر الجنوبية المتخصصة من ذوي الكفاءات في  هيئات المجلس المختلفة.

وفي مداخلة الاستاذ إيهاب عزاني تحدث على ضرورة تفعيل نشاط المجلس الانتقالي على مستوى المديريات والاحياء بالشكل الذي يعزز من دوره وحضوره فيها، اما العميد عدنان العيسي فقد تحدث عن متابعته للجهود التي يبذلها المجلس الانتقالي خدمة للقضية الجنوبية، داعيا الى المزيد من الجهد والعمل بما يعزز اللحمة الوطنية الجنوبية وبما يحصن الجبهة الداخلية، وذلك من خلال تجسيد قيم التصالح والتسامح والتآخي، فهي صمام امان الجنوبيين حاضرا ومستقبلا..

وفي ختام اللقاء، عبر الاستاذ فضل الجعدي عن سروره وتشرفه بالتعرف على الاخوة الحاضرين ومعبرا عن افتخاره واعتزازه للحس الوطني الذي ظهر من خلال الملاحظات والمقترحات المطروحة من الحاضرين،  موكدا في ذات السياق حرص قيادة المجلس الانتقالي الى الاستماع للنخبة المثقفة والاستفادة من كل الآراء والمقترحات بما يسهم في الارتقاء بالعمل الوطني في الحاضر والمستقبل.