رمضان.. كسر للرتابة وتجاوز للمألوف

> عبدالله ناصر العولقي

>
تكسو حياة الناس في شهر رمضان الكريم أجواء روحانية وجميلة، ليس هذا وحسب بل يلف حياتهم طابع مختلف وتلونها صبغة جديدة، فهذا الشهر الفضيل تنفرد أيامه ولياليه بنسق مختلف ومسار خاص ليس على غرار بقية أشهر السنة الهجرية، فشهر رمضان ميزّه الله سبحانه وتعالى وجعله شهر الصيام، والقيام، ومزيد من العبادات وتلاوة القرآن، وشهر الصدقات والإحسان، وكسر حدة الشهوات.

وفي الجانب الآخر، وبالنظر لطبيعة حياة الناس العملية المصاحبة لتلك الأجواء الروحانية والمعتادة في كل عام نجدها تتميز بنظام حركة يتعارض مع ما ألفناه في بقية العام، فنجد فيه كسرا للرتابة، فالسعي والدأب في طلب العيش والرزق يطرأ عليه تعديل في المواعيد، وحركة سير المركبات وتسوق الناس وتواجدهم في الشوارع والأسواق تتغير، وتناقض في توقيتها بقية أيام العام، حيث ينقلب في هذا الشهر الكريم نشاط النهار ليلاً، فمواعيد النوم والطعام وغيرها من الأمور تتغير، وكثير من الوظائف والمهن تتبدل أوقاتها ويختلف دوامها، ومنها التجارة والأعمال حيث تنشط حركة الناس في الليل وتهمد في النهار.

لقد شهدنا في شهر شعبان وبالذات في النصف الأخير منه حركة تسوق غير عادية، وذلك للهفة الناس لشراء احتياجات ومتطلبات شهر رمضان، حيث تقوم كثير من الأسر والنساء على وجه الخصوص بشراء مستلزمات رمضان الغذائية، فالنظام الغذائي في رمضان يختلف عن بقية الشهور الأخرى، حيث تعد فيه بعض الطبخات اللاتي لا تجد النساء طبخها إلا في السنة مرة!، لكن ما يلفت النظر حقاً هو الإقبال الشديد على شراء آنية المطبخ لشهر رمضان، وكأن المطابخ خالية من الأواني ولا يطبخ فيها إلا في هذا الشهر، وبقية العام يكون الناس صياماً ليلاً ونهاراً!

في تصوري وتعليلي لدافع غالبية الناس وتهافتهم على شراء تلك الأواني والأوعية وبشكل حصري مع اقتراب شهر رمضان يندرج في احتمالين، إما لكون بعض الناس تحبس حاجتها لبعض الأواني الجديدة والتي تستبدل بها ما قد تلف من قديمها أو بدأت في تهالكها على مدار العام، لتبرير حاجتها في التجديد والشراء في هذا الوقت من أجل الاستمتاع والشعور بلذة الشراء في الأجواء العطرة المقاربة لعتبة شهر رمضان المبارك، أو للاستفادة من عروض التخفيضات المغرية التي تقدمها بعض المراكز التجارية التي تبيع متطلبات رمضان الغذائية، فتستغل هذه المناسبة وتضم تخفيضاتها ما لديها من أوانٍ وأدوات مطبخ مختلفة، وربما أيضاً يكون الدافع هو الاحتمالان معاً!؟، ومع ذلك فكل ما يشتريه غالبية الناس لهذا الشهر الكريم يتسم بقمة البساطة نتيجة للظروف المادية الصعبة والمعقدة التي لازمت واستوطنت حياتهم في زمن الحرب الطويل والمؤلم.

وشهر مبارك علينا وعليكم وعلى جميع المسلمين.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى