التشابه والتغاير عند مونتجمري والرميصاء

>
​صباح الثلاثاء كان بهيجاً بكل المقاييس فقد خرجت من واقع يغمره البلاطجة المسلحون في ظل غياب الدولة المفتعل لأدخل عالماً فردوسيا بكل المقاييس، ذلك أنني أطللت على قاعة سبأ بخور مكسر ورأيت عدن بل وصرخت بملء الفم THIS IS ADEN، وجدت نفسي أمام مشاهد كرنفالية من صناعة رياض ومدارس صناع النجاح الأهلية في حفل تكريم طلابها الأوائل، ورأيت عدن ممثلة بزهرات وديعات جميلات بريئات وهن يؤدين رقصات عدنية وبملابس عدنية، وبعد دقائق تحركت إلى قاعة أماسي المجاورة حيث مؤسسة رووم وقائدتها الرميصاء فلذة كبد حبيبنا الشيخ حسن يعقوب، أمام وخطيب مسجد باجنيد بخورمكسر، وعشت جواً مفعماً بالبهجة والابتسامة وعن يميني وعن شمالي الدفعة الأولى للدراسات في محو الأمية وقد أعدت مؤسسة رووم حفل تكريم لها والناشطات يتحركن هنا وهناك والقائدة الرميصاء تتابع وتوجه مساعداتها وطالباتها..

رأيت الإدارة ورأيت الإرادة وأنا أتابع فقرأت الحفل المتنوعة وجدت نفسي مشدوداً لنساء هجرن حجرة الدراسة وأعادهن جهاز محو الأمية وتعليم الكبار في محافظة عدن، وهذا الجهاز أقصاه النشاط والحضور الإعلاميان أو قل هكذا تحدثوا معي وكلهم يقطرون دماً وأسى..
كنت بين الفينة والأخرى أمتع ناظري بعظمة القائدة الرميصاء شابة تحمل بداخلها مشاريع عملاقة بين التدريس وتوزيع المواد الغذائية ومشاريع ذات نفع اجتماعي وأثبتت جذارتها، الأمر الذي أقنع أهل البر والإحسان من منح مشاريعها الرعاية الطيبة، ورأيت اليوم ستة بيوت تجارية حسنة السمعة، وأقول لأصحابها «وفي ذلك فليتنافس المتنافسون».

لا أدري كيف ساقتني حالة الانبهار بمؤسسة رووم وقائدتها الرميصاء إلى استرجاع الفيلد مارشال برنارد مونتجمري (17 نوفمبر 1887م/ 24 مارس 1976م) القائد العسكري البريطاني الذي دخل التاريخ من أوسع أبوابه عندما حطم أسطورة القائد العسكري الألماني رومل من أذهان جنوده، وقد هزم مونتجمري خصمة رومل في معركة العلمين عام 1942م أثناء الحرب العالمية الثانية، وكان مونتجمري يدير المعركة وهو بكامل قوته وهو يسير على قدميه، أما القائدة الفذة الرميصاء تشدك كثيرا إليها وهي تدير معاركها بشد جنودها وتوجيههم وتتحرك على كل الجبهات من فوق كرسي متحرك.

إذن هناك وجوه تشابه بين مونتجمري والرميصاء فكلاهما يديران معارك، الأول يدير معارك عسكرية، والثانية تدير معارك في الجبهة التعليمية والجبهة الغذائية وجبهة مكافحة الجهل والفقر، وكسبت معركة منح الثقة من قبل وجوه البر والإحسان، وهذه الوجوه لا تكون وجوهاً إلا إذا فازت بتقوى الله.. نعم يعطونها لأنهم يرون أحوالهم النقدية والعينية قد وصلت إلى مستحقيها فكسبت قلوبهم كما كسبت قلوب المستفيدين من نشاطاتها التعليمية والاجتماعية والثقافية..

اشهد يا رب العالمين أننا كسبنا المعركة مع محو الأمية من وراء وقوفنا مع مؤسسة رووم وقائدتها الرميصاء، وسنكسب بإذنه تعالى معركتنا من وراء رووم ضد المجوس والأتراك..
سدد الله جهود الجميع..
جهود مؤسسة رووم وقائدتها الرميصاء.
جهود جهاز محو الأمية وتعليم الكبار.
جهود أهل البر والإحسان.
جهود كل المساعدين للرميصاء وكل بناة الوطن.
جهود وسائل الإعلام المنتصرة لكل جهد مبارك.
ورمضان كريم وكل عام وأنتم بخير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى