قصة صحابي: معاذ بن جبل- رضي الله عنه «الفقيه الشاب»

> إعداد/ هاشم الخضر السيّد

> كان الصحابي الجليل معاذ بن جبل ـ رضي الله عنه ـ من أفضل شباب الأنصار علماً وحلماً وحياءً وسخاءً، كان جميلاً وسيماً، كما كان فقهياً واعياً.
أسلم رضي الله عنه وهو ابن 18 سنة، وشهد بيعة العقبة الثانية، ثم شهد مع النبي المشاهد كلها، واستبقاه في مكة بعد فتحها؛ ليُعلّم الناس القرآن ويفقههم، ثم بعثه إلى اليمن بعد غزوة تبوك، وبعد وفاة النبي شارك معاذ في الفتح الإسلامي للشام.

جمعه للقرآن وحفظه
كانت له عناية شديدة بجمع القرآن الكريم وحفظه، قال أنس بن مالك: جَمَعَ الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ أَرْبَعَةٌ كُلّهُمْ مِنْ الْأَنْصَارِ، مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَأُبَيّ بْنُ كَعْبٍ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَبُو زَيْدٍ أحد عمومتي».

ثناء النبي عليه
وقد أثني النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على معاذ، فقد روى أنس بن مالك عن النبي محمد قوله: «أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدها في دين الله عمر، وأصدقها حياء عثمان، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ، وأفرضهم زيد، ولكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة». رواه أحمد وابن ماجه.
وقال أبو هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «نعم الرجل أبو بكر، نعم الرجل عمر، نعم الرجل أبو عبيدة بن الجراح، نعم الرجل أسيد بن حضير، نعم الرجل جعفر، نعم الرجل ثابت بن قيس، نعم الرجل معاذ بن جبل، نعم الرجل معاذ بن عمرو بن الجموح».

كان معاذ بن جبل من قلة ممن سُمح لهم الفتيا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فقال سهل بن أبي حثمة: «كان الذين يفتون على عهد رسول الله ثلاثة من المهاجرين: عمر وعثمان وعلي، وثلاثة من الأنصار: أبي بن كعب ومعاذ وزيد».
كما كان لمعاذ منزلته بين صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، فعندما خطب عمر بن الخطاب الناس بالجابية، قال: «من أراد الفقه، فليأت معاذ بن جبل». وقال عبد الله بن مسعود: «إن معاذ بن جبل، كان أُمة قانتًا لله حنيفا، ولم يك من المشركين».
 
وفاته
توفي رضي الله عنه سنة 18هجرية عن 38 عاما في طاعون عمواس، ويروى أنه لما أُصيب أبو عبيدة بن الجراح والي الشام في طاعون عمواس: استخلف معاذ بن جبل، فماتت زوجتاه، ثم ولداه، ثم مات هو في الطاعون نفسه. ​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى