علماء مسلمون.. أبو معشر البلخي

> أبو معشر جعفر بن محمد بن عمر البلخي (171 هـ - 271 هـ )، والذي يعرف في الغرب باسم ألبوماسر (Albumaser)، هو فلكي ورياضياتي ولد في بلخ شرقي خراسان والتي تقع حالياً في أفغانستان.
كان من أشهر علماء الفلك المسلمين. كثير من أعماله ترجمت إلى اللاتينية وكانت معروفة في أوروبا حيث كان يعرف هناك باسم ألبوماسر.قدم إلى بغداد طلباً للعلم فكان منزله في الجانب الغربي منها بباب خرسان ، على ما جاء في الفهرست وكان أولاً من أصحاب الحديث، فكان يضاغن الفيلسوف أبا يوسف يعقوب اسحق الكندي ,ويغري به العمة ، ويشنع عليه بعلوم الفلاسفة، قال ابن النديم : فدّس عليه الكندي من حسّن له النظر في علم الحساب والهندسة فدخل في ذلك، وعدل إلى علم أحكام النجوم، وانقطع شره عن الكندي. ويقال أنه تعلم النجوم بعد سبع وأربعين سنة من عمره، فضلا عن دراسة التاريخ العام وأخبار الفرس خاصة، حتى غدا«أعلم الناس بيسر الفرس وأخبار سائر الأمم» على حد قول ابن صاعد .

وشأن علماء عصره قرن البلخي علم النجوم بصناعة التنجيم ، وكان بالتنجيم أميل حتى اشتهر به، قال فيه ابن النديم :«وكان فاضلا، حسن الإصابة. وقال ابن صاعد الأندلسي» عالم أهل الإسلام بأحكام النجوم،وصاحب التآليف الشريفة والمصنفات المفيدة في صناعة الأحكام وعلم التعديل»، ونقل من بعض المجاميع أن أبا معشر كان متصلا بخدمة بعض الملوك،وأن ذلك الملك طلب رجلا من أتباعه وأكابر دولته، ليعاقبه بسبب جريمة صدرت منه، فاستخفى، وعلم أن أبا معشر يدل عليه بالطرائق التي يستخرج بها الخبايا والأشياء الكامنة، فأراد أن يعمل شيئاً لا يهتدي إليه ويبعد عنه حدسه، فأخذ وعاءً وجعل فيه دماً ، وجعل في الدم هاون ذهبا، وقعد على الهاون اياما،وتطلب الملك ذلك الرجل ،وبالغ في التطلب ،فلما عجز عنه أحضر أبا معشر وقال له:«تعرفني موضعه بما جرت عادتك به» فعمل أبا معشر المسألة التي يستخرج بها الخبايا، وسكت زمانًا حائرًا، فقال الملك له : «ما سبب سكوتك وحيرتك؟» قال: «أرى شيئا عجيبًا»، فقال: «ماهو؟»، قال :« أرى الرجل المطلوب على جبل من ذهب ، والجبل في بحر من دم، ولا اعلم في العالم موضعا من البلاد على هذه الصفة»، فقال له: «أعد نظرك ،وغير المسألة، وجددأخذالطالع»، ففعل ثم قال : «ماأراه إلا ما ذكرت، وهذا شيء ما وقع لي مثله»، فما يأس الملك من القدرة عليه بهذه الطريقة ، نادى في البلد بالأمان للرجل، ولمن أخفاه، وأظهر من ذلك ما وثق به،فلمااطمأن الرجل ظهر وحضر بين يدي الملك، فسأله عن الموضع الذي كان فيه، فأخبره بما اعتمده، فأعجبه حسن احتياله في اسخفاء نفسه، ولطافة أبي معشر في استخراجه. واتصل أبو معشر بالموفق ، أخي المعتمد فاتخذهنجماله، وكان معه في محاصرته للزنج بالبصرة، ويبدو أنه سكن واسط في أواخر أيامه، وفيها مات في 28رمضان سنة 272هجري، قيل: كان موته بالصرع لأنه كان يعتريه صرع عند أوقات الامتلاءات القمرية، بناء على ما ذكر ابن العبري وكان مدمنا على الخمر مستهترا بمعاقرتها.

أشهر كتبه:
«المدخل الكبير إلى علم أحكام النجوم»، «أحكام تحاويل سني المواليد»، «مواليد الرجال والنساء»، «الألوف في بيوت العبادات»، «الزيج الكبير» في حركات النجوم، أي مجموعة الجداول الفلكية، «الزيج الصغير» يتضمن معرفة أوساط الكواكب لاقتران زحل والمشتري، «المواليد الكبير»، «المواليد الصغير»، «الجمهرة» الذي جمع فيه أقاويل الناس في المواليد، «الاختيارات»، «الأنوار»، «الأمطار والرياح وتغير الأهوية»، «السهمين وأعمار الملوك والدول»، «اقتران النحسين في برج السرطان»، «المزاجات»، «تفسير المنامات من النجوم» و كتاب «الأقاليم». ​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى